<!--[endif]-->
عِشت مع فضيلة الشيخ عمر عبد الرحمن فترة بسجن ليمان طرة وكانت هذه أول مرة التقي فيها بفضيلة الشيخ وكانت نعمة من الله تعالى حيث اقتربت من الشيخ في حياته الخاصة فتأثرت كثيرا ببعض جوانب شخصيته وسأل الله أن يجعل مارأيته ذلك حجة لي لاعليَّ ومن هذه الأمور: |
ـ اهتمامه رحمة الله عليه بالعبادة كان يقول: نحن في محنة ننتظر الفرج من الله و"ماعند الله لايُنال إلا بطاعته" والكرب لاينكشف الا بطاعة الله وكثرة الذكر والعبادة واللجوء الى الله والتضرع اليه. ويقول: "نفسك إن تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل"
ـ والدكتور عمر رحمه الله رجل من أهل القرآن كان حفظه متقنا جدا وصوته جميلا جداً خاشعا يعيش مع قراءته فيعيش معها من يسمعه وكانت صلاتنا خلفه متعة روحانية عظيمة خصوصا في رمضان .كان يختم القرآن من حفظه في سبعة أيامٍ رغم مشاغله الكثيرة ومرضه وكان الأصل في وقته مراجعة القرآن يراجع فإذا انشغل بأي عمل ثم فرغ منه عاد الى المراجعة.
ـ وكان لايصلي ركعة في صلاةٍ سرية أو جهرية فرضا كانت أو نافلة بأقل من ربع من القرآن وأوصانا بذلك حتى لاننسى القرآن وأوصانا أن لانتعود على الصلاة بقصار السور وهجر بقية مانحفظ في الصلاة .
ـ كان يقوم ويوقظنا قبل الفجر بساعة يوميا ويصلي بنا في رمضان وغيره ثماني ركعات وكان يزيد في رمضان القيام بعد العشاء وكان كل فترة يوصينا بصيام ثلاثة أيام متتالية نختم فيها القرآن ونصوم خلالها ثم نختمها بالدعاء وكان كثير الدعاء جلس مرة يدعو يوم عرفة من العصر حتى المغرب .
وكان يوصينا بكثرة الذكر كان يُذكِرنا بوقت أذكار الصباح والمساء هو أو يكلف احدا بذلك ويوصينا أن نهتم بها .
كان ليله الطبيعي يقسمه بين العلم والعبادة وعندما ذهبت لأقرأ له سهر يقرأ(أقرأ له) ويكتب حتى قبل صلاة الفجر بساعة أيقظ الاخوة وقام ليصلي بنا القيام ثم صلينا الفجر ثم جلس يفسر بعض الآيات ثم تحدث الينا ومزح معنا فقلت سينام. لكن أذا به يذهب الى مكانه ليستكمل قراءته حتى الساعة السابعة صباحا فقلت سينام النهار كله لكن في الساعة العاشرة صباحا أيقظوني لنستكمل وإذا به قد استيقظ قبلي ولذا لم أستطع أن أكمل معه أكثر من شهر من الإعياء الشديد فجاء من بعدي ولم يستطع الصمود كذلك.
كنت أتركه لينام ثم آتي فيملي عليَّ فقرات من فكره فاسأله متى فكرت في ذلك وقد تركتك على النوم؟ فيقول إني لم استطع النوم من هذه المعاني فقد أخذت تُحلِق بي حتى الآن .
ولم أره غاضبا إلا مرتين.. مرة عندما نمنا ولم يوقظنا ألاخ المكلف لقيام الليل غضب جدا. ومرة عندما هتفنا وراءه باسمه فنهانا وغضب حتى سكتنا<!-- <!-- .
كان يجلس بعد صلاة الفجر يجمل لنا معاني ماقرأه أو نسمع ما يلقيه أحدنا بتكليف من الشيخ وكنا نسأله هل لنا أن نتكلم في لطائف القرآن؟ وكان يجيب: نعم مادام معك عالم يصحح لك. وكان بعد الدرس يحدثنا في شؤننا الحياتية ويتبسط معنا
كان يشاركنا حياتنا يجلس معنا على الأرض يأكل معنا ويشاركنا نظافة العنبر بما يستطيع ويضحك معنا ويخفف عنا شدة الكرب بالتفاؤل واليقين والثقة والأمل.
كان لايحب التعصب رحمه الله.. سمع مرةً بعض الشباب يتكلمون عن الجماعات والخلافات بينها فشاركنا الحوار واستمع ثم قال :إن لكل جماعة مميزات وكذلك عيوب وأخطاء وكل جماعة تتميز في مجال ما لكنها كلها تخدم الإسلام في النهاية فخذوا من كل جماعة أحسن مافيها واتركوا الخطأ وكملوا النقص فكل جماعة تعمل على ثغر وتحسن خدمة الاسلام في أحد الجوانب .
ـ قدم لنا إخوة المطبخ يوما لبنا بتمر فطلب بعض الشباب تمرًا بغير لبن وناقشواواختلفوا: هل السُنَّة التمروحده أم أي حلو؟ فسمع الشيخ فأمر أن يُقدَّم لكل واحد مايطلبه بعيدا عن الخلاف الفقهي . وكان هذا من بصيرته فقد أجل الحوار الفقهي الى وقته ومكانه ووسع مدارك مسؤل المطبخ فليس له أن يتحكم في طلب الناس أو يجبرهم على مذهبه الفقهي.
ـ كان والدا رحمه الله رحيما كريما جدا أنفق من ماله الخاص كثيرا من أجل علاج بعض الشباب في المستشفى
ـ كان إذا علم بخروج أحد من المستشفى ليعود الى العنبر وصاه أن يستحم ويتطيب ويقول : لأنك ستلتقي بإخوانك ويعانقونك .
كان يحب الشعرويتأثر بالجميل منه ويسمع الاخوة وهم ينشدون فينشد معهم وأكثر ماكان يحبه من الأناشيد نشيد :
ملكنا هذه الدنيا القرونا وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولانسينا
رحم الله الشيخ وبارك في حسناته وتجاوز عن سيئاته
<!--[if !supportAnnotations]-->
<!--[endif]--> <!--<!--[if !supportAnnotations]--> <!--[endif]-->
<!--
<!-- <!--<!--[if !supportAnnotations]--> <!--[endif]--><!--
<!--
ساحة النقاش