اللهم يا ربنا..أُشهدك أنى عاشرت هذا الرجل وأقمت معه فلم أره فى ساعةٍ من ساعات يومه إﻻ قارئاً أو داعياً أو مصليًا أو موجهاً أو ذاكراً..
حتى نومته كان يحتسبها لمابعدها
..فكان قليل النوم..طويل الدعاء..عظيم الرجاء..بشوشا متبسما..راضيا مستبشرا..وأشهدك يا ربى أنى سمعت سجينًا جنائياً يقول: واللهِ لقد أحببت رسول الله بسبب أخلاق هذا الرجل..فكيف بنبي الله..!
مااعتذر قطُّ عن حاجة مسلمٍ وما استبطأ قط حديث إنسان ولو كان طويلا فقد كان يسمعه وينصت حتى يكون الآخر أول من ينصرف وقد فرغ من حديثه..
ولقد رأيته داعياً رافعاً يديه ودموعه قد أغرقت لحيته حتى أشفقت عليه..أشهدك ربى أنه طالما تنازل عن حقه من أجل غيره..
آثر التعب على الراحة..
ولقد رأيته فى بيته بعد خروجه من السجن فترة الإقامة الجبرية..مغلقاً عليه غرفته وأمامه أوراقاً كثيرة فسألته وقد رأيت الجهد فيه.فقال: هى قضايا تعويض إخوانك أراجعها كلها ونكتب الطلبات كى يسرعوا فى تنفيذها..والله كان ينام فوقها من فرط التعب والسهر
..والله يارب إن هذا العبد أَحبَّك وأَحَبَّ شرعتك ونافح من أجلها ومات فى طلبها..فاللهم ياربى اجعله مع نبيك ومصطفاك واخلفنا فى مصابه فقد فقدنا عزيزا...
رحمك الله يا حَمَّال الهموم..رحمك الله أيها الأستاذ المعلم..
أحمد ثابت
ساحة النقاش