تشرفت بمعرفة الشيخ "بدر الدَمَاطى" بسجن شبين الكوم العمومى سنة 1992 
كان رحمة الله عليه على دين وخلق وفهم سليم للإسلام
كان رحمه الله عابدًا صوامًا قواما خاتما للقرآن وكان محافظا على مراجعته له وصلاته به بالليل .
كان متواضعاً جدا هينًا لينًا مع إخوانه ولذا كان محبوبًا من الجميع
كان ثابتا صابرًا راضيًا متوكلا على الله ولذا كان هادئًا متفائلًا مرحًا جدًا؛ طيب الكلمة؛ سليم الصدر؛ لذا كانت معايشته والسكن معه نعمة تخفف البلاء

وقد قضى فى المعتقل أكثر من عشر سنين وعانى كل أنواع العذاب خصوصا وقد كان مريضًا رحمه الله لكنه لم يجزع لأنه كان موقنًا بفرج الله واثقًا فى رحمة الله
كان خطيبًا مؤثرًا ممتعًا مقنعًا يقتدى بالشيخ كشك فى أدائه ولذا لقبوه بكشك المنوفية
خرج من المعتقل فلم يترك الدعوة إلى الله لأنه كان يحب الدعوة ويسخر لها حياته كلها

كان قدوة فى سلوكه محبوبا من الناس لذا لم تمنعه شدة الظروف المحيطة والمنع من الخطابة والإمامة من قيامه بدوره فى الدعوة الفردية والحضور وسط الأهالى والصلح بينهم ومساعدتهم على الخير والحق لأنه كان من النوعية التى يستريح الناس إليهاويستأمنونها على أسرارهم ويلجأون لها فى حل مشكلاتهم ونزاعاتهم خصوصا المشكلات الاجتماعية والأسرية الحساسة 
كانت الثورة فرصة للشيخ للتقدم فى الدعوة والخطابة والعمل فى المساجد والتواصل مع إخوانه فى الجماعة الاسلامية
هذه الأيام بعد انتهاء عيد الأضحى المبارك وفى شهر الله المحرم صلى الشيخ بدر الفجر ثم توجه إلى بيته ثم جاء خبر وفاته حسب رواية أحد المقربين منه 
اللهم اغفر له وارحمه وثقل موازينه
كتب عنه أحد أصدقائه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى قال:
‏18 أكتوبر‏، الساعة ‏10:20 صباحاً‏ · تم تعديله · مات أعز الناس
ذهب إلي ربه ليشكو له ظلم الناس
ذهب ليشكو لربه من تسبب في سجنة 15 سنة ظلما وعدوانا
ومن تسبب في قطع نسله
مات الشيخ بدر الدماطي
مات من خيرة من وطئت قدماه أرض الشهداء منوفيه
مات وهو يتوضأ لصﻻة الفجر
مات حافظ القرآن
مات صاحب الصوت الندي
مات الضحوك المتبسم
مات صاحب القلب الطيب
مات حبيبي وصديقي من 1977
عشنا سويا في القاهرة أحلى سنوات العمر
يكبرني بسنتين أو ثﻻث فقط 57 سنه ولكنه أستاذي
عفيف النفس كريما
لم يشعر أحد أبدا أنه كان طالب فقير
كنت دائم اﻹتصال عليه من السعودية ..
ووالله ماطلب مني شئ قط
كان حبيب الشيخ عبدالحميد كشك
والشيخ إبراهيم عزت رئيس جماعة التبليغ الراحل
وجمع من المشايخ
كان حبيب كل الجماعات واﻷفراد على اختﻻفاتهم
ماعاب في جماعة وﻻ في فرد قط .
كنا يوما مجموعة من الشباب الصغار في معرض الكتاب
وإذا بالشيخ جميل غازي إمام مسجد العزيز بالله والعالم المشهور ينتقيه من وسطنا ويقول السﻻم عليكم
ثم يقول ازيك ياشيخ بدر
وبعد شوية قابلنا الشيخ جاد الحق شيخ اﻷزهر
سلم علينا
ثم قال له عامل ايه ياشيخ بدر
وكان وقتها طالب في آداب عين شمس .
لم يغضب منه أحد قط .
كلمته من أسبوعين
كيف حالك ياشيخ
أنا نازل قريب عايز حاجه
قال :
جزاكم الله خيرا أنا قلقان على العملية وظهرك
امشي براحتك ..
بصراحة أنا خايف على الحديد الموجود في ظهرك أنا عايزه سليم علشان نستغله في عمود مسلح ..
ثم قلت له :
بيتك الجديد اعمل في الدور اﻷرضي مكتبة ومجلس للضيوف
قال :
يااااااه أنا لسه هعمل
الله أعلم باﻷعمار
قلت له
أنت لسه باقي لك سنتين وشوية على المعاش
ويكون أنا أيضا بطلت أسافر
ونجلس مع بعض نشرب شاي ونقرأ قرآن ونصلي ونبعد عن كل الناس ونبعد عن القيل والقال ..
قال :
الله يهديك دا إنت عندك أمل !!
قل يارب تلحقني المرة دي
وتيجي بعد أسبوع وﻻ اتنين وتﻻقيني ..
وكأنه كان كﻻم مودع ..
عزائي فيك يا أعز الناس أنك ذاهب إلى ربك الرحيم الكريم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2015 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

290,453