جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قال ابن القيم :وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت فمدار تعبده عليها فهو لا يزال متنقلا فى منازل العبودية. كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها ، واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره .
• فإن رأيت العلماء رأيته معهم
• وإن رأيت العباد رأيته معهم
• وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم
• وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم
• وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم
• وإن رأيت أرباب اجتماع القلوب وعكوفها على الله رأيته معهم
فهذا هو العبد المطلق الذي لم تملكه الرسوم ولم تقيده القيود ولم يكن عمله على مراد نفسه وما فيه لذتها وراحتها من العبادات بل هو على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه فهذا هو المتحقق بـ "إياك نعبد وإياك نستعين" حقا القائم بهما صدقا .
ملبسه ما تهيأ ،
ومأكله ما تيسر ،
واشتغاله بما أمر الله به في كل وقت بوقته ،
ومجلسه حيث انتهى به المكان ووجده خاليا ؛
لا تملكه إشارة... ولا يتعبده قيد... ولا يستولى عليه رسم.. , حر.. مجرد... دائر مع الأمر حيث دار..يدين بدين الآمر حيث توجهت ركائبه ،ويدور معه حيث استقلت مضاربه.. يأنس به كل محق... فيستوحش منه كل مبطل... كالغيث: حيث وقع نفع، وكالنخلة: لا يسقط ورقها، وكلها منفعة ... حتى شوكها.!!.. وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله، والغضب إذا انتهكت محارم الله ؛ فهو لله.. وبالله.. ومع الله .
قد صحب الله بلا خلق ، وصحب الناس بلا نفس .
فواهًًًَا له ما أغربه بين الناس!!!... وما أشد وحشته منهم!!!، وما أعظم انسه بالله ، وفرحه به، وطمأنينته وسكونه إليه أ. هـ باختصار من كتاب مدارج السالكين ج1.
ساحة النقاش