<!--[if !mso]--> |
مَلكْنا هذه الدنيا القُرونا وأخضَعَها جدودٌ خالِدونا
وسطَّرنا صحائف مِن ضياءٍ فما نسيَ الزمانُ ولا نسينا
***
وكنا حين يأخُذنا وليٌّ بطُغيانٍ ندوسُ له الجَبينا
تفيضُ قلوبُنا بالهَدْي بأسًا فما نُغضي عن الظلمِ الجُفونا
***
بنينا حِقْبةً في الأرض مُلكًا يُدعِّمه شبابٌ طامِحونا
شباب ذلَّلوا سبُلَ المَعالي وما عرفوا سوى الإسلامِ دِينا
***
تعهَّدهم فأنبتَهم نباتًا كريمًا طابَ في الدنيا غُصونا
إذا شَهِدوا الوغىَ كانوا كُماةً يَدُكُّون المعاقِلَ والحُصونا
***
شبابٌ لم تُحطِّمْه الليالي ولم يُسلِمْ إلى الخَصم العرينا
إذا جَنَّ المساء فلا تراهم مِن الإشفاقِ إلا ساجدينا
***
كذلك أخرج الإسلامُ قومي شبابًا مخلصًا حرًّا أمينا
وعلَّمه الكرامةَ كيف تُبنىَ فيأبى أن يُقيَّد أو يَهونا
وما فَتِئ الزمانُ يَدور حتى مضى بالمجدِ قومٌ آخَرونا
وأصبح لا يُرىَ في الركبِ قومي وقد عاشوا أئمَّته سِنينا
وآلمني وآلم كلَّ حرٍّ سؤالُ الدهرِ: أين المسلمونا؟
***
تُرى هل يَرجعُ الماضي فإني أذوبُ لذلك الماضي حَنينا
دعوني من أمانٍ كاذباتٍ فلم أجدِ المُنى إلا ظُنونا
وهاتوا لي من الإيمان نورًا وقَوُّوا بين جَنبيَّ اليقينا
أمدُّ يدي فأنتزع الرواسي وأبني المجدَ مؤتلفًا مَكينا
الشاعر:هاشم الرفاعي
<!--
ساحة النقاش