علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة


: *السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخت العزيزة أم صفوت: يعجز لساني عن وصف الألم الذى أشعر به لما حدث لابنك الشهيد صفوت، لكن عزائي أنه إن شاء الله شهيد وهو الأن في حال أفضل من الحال التى نحن عليها.. أتشرف بلقائك وأحب أن أقترب منك أكثر و أُجري معك حواراً عسى أن يكون جهدا قليلا نقدمه لهذا البطل (صفوت) الإسم:فتحية حسن محمد *عدد أولادك : أربعة صفوت وعائشة وفاطمة وعمر *كيف قمت بتربيتهم؟ **الحمد لله ربيتهم على الإسلام وكان هدفي تكوين أسرة مسلمة وإنشاء جيل قرآني كنت حريصة على أن أغرس في أولادي حب الدين وحب القرآن وحب الصلاة ونسأل الله أن يقبل منا . *صفي لي المعاناة في الفترة التى دخل فيها زوجك المعتقل؟ **الحمد لله رب العالمين أنا كنت مستسلمة لأمر الله منذ أن جاؤا الى المنزل واعتقلوه وكان عمري وقتها 23 عاما وكان معي من الأولاد عائشة عمرها عامان ونصف وصفوت ستة أشهر وكانوا يعتقدون أنهم سيكسروننا ولكن الحمد لله لم أشعر بالإنكسار طيلة مدة اعتقال زوجى وهى أربعة عشر عاما. كان الراتب قليلا جدا لم يعطونا سوى الراتب الأساسي فقط ولو حسبناها بمقاييس الدنيا لن تنفع ولكن كان قلبى معلقا بالله وعندما كنت أشعر بضائقة مالية كنت أستغفرامتثالا لقول الله تعالى فى سورة نوح(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ..يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)وكنت أشعر أن الله قد اصطفاني لهذا البلاء *يعنى أنت يا أم صفوت كنت تعانين من اعتقال زوجك وأنت شابة وكنت تعانين أيضا من الحالة المادية. **.قالت الحمد لله رب العالمين على كل شىء * سألتها هل كان ابنك يعتاد النزول للمظاهرات؟ كل الفعاليات منذ 25 يناير شارك فيها صفوت وكان مهتم جدا بالقضية وكان وقتها فى المرحلة الثانوية..كان صفوت يريد العيش بحرية وأن يشعر بكرامته * هل كان متواجد فى اعتصام رابعة؟ ** منذ بداية الاعتصام كان فى رابعة..من أول يوم وهو هناك ولم يأتي لزيارتي سوى مرة واحدة فقط خلال الخمس وأربعين يوما عندما طلبت منه أن يأتى كي أراه وأفطر معه وبالفعل حضر يوم الأربعاء وأفطر معي الخميس ثم عاد إلى رابعة الجمعة *كيف كان حالك يوم فض رابعة؟ **منذ بداية الاعتصام ونحن نتابع أمام التليفزيون إلى صلاة الفجرثم ننام بعد صلاة الفجر وتابعنا آلام مذبحة الحرس الجمهورى والمنصة.. كان ذلك يؤثر فينا جدا لكن يوم فض رابعة كنت كلما اتصلت بابنى كنت أجده يضحك وكنت أشعر بتوتر شديد وأطلب منه أن يخرج بأى صورة وكنت أوصيه على زملائه أيضا. خرج هو وزملاؤه فى صف واحد لكن اختار الله صفوت لأنهم اختاروه من الصف وكل صف كانو يختارون منه واحدا أحد أصدقاء صفوت طلب منه ليلة الفض أن يحلق لحيته لكن صفوت رفض الأمر بشدة وكنت كلما طلبت منه أن يخرج قال لي: (يا أمى من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد)فقلت له ياولدى لقد ربيتك رجلا وستعيش رجلا وتموت رجلا *سألتها :متى كانت آخر مرة تحدثت معه فيها ؟ **كانت آخر مرة الساعة الرابعة والنصف عصرا يوم الفض وقال لي وقتها نحن الآن يا أمى عند المنصة وقلت له هل ستتمكن من الخروج فقال لي ادع لي يا أمي كان يرفض تماما الخروج من رابعة. *هل ذهبت لزيارته بعد اعتقاله ؟ **لا لم أذهب إليه.. ولم أعرف مكانه وكنت أستعين بالله أنا وزوجي وكنا نصوم الستة من شوال وندعوا أن يدلنا الله على مكانه. فرضوا حظر التجوال فلم نستطع الذهاب إلى القاهرة..ثم جاءنا تليفون يخبرنا أنه موجود فى قسم مصر الجديدة وكان قد حضر مع صفوت يوم الخميس محامى وقد أخبرنا أنهم لفقوا له عشرات التهم وكان عنده عرض على النيابة يوم السبت فلما ذهب المحامى علم أنه قد تم ترحيله إلى سجن أبي زعبل وكنت فى هذا اليوم أشعر بمرارة غير عادية وألم شديد وأشعر أن شيئاما سيحدث. *هل كنت تتوقعين أنهم سيقتلوه؟ **إطلاقا.. كنت أتهيأ لزيارته فى السجن *متى علمت بقتله ؟؟ ** عرفت يوم الأحد الساعة الثانية من قناة الجزيرة وجدت اسم ابني في الأسماء التى أذاعتها القناة *صفي لي شعورك عندما علمت الخبر؟ ** شعرت وكأني صدمت بشيء في رأسي وسلمت أمري لله وربط الله على قلبي والتزمت الصمت وزوجي صبرني زوجي وتماسكت خوفا على صحته وطلبت من الجميع ألا يفعلوا ما يغضب الله *ماذا تعرفين عن عربة الترحيلات ؟ **لا أعرف شيئا إلا أنهم ضربو عليهم قنابل غاز..لكن كنت أرى صورة ابني وأجد في وجهه كدمات وكنت عارفة أنهم هيعذبوهم فى القسم لقد ربيته رجلا يتحمل الشدائد ولم ألم بالتفاصيل لكن تقرير الطب الشرعى كتب سبب الوفاة هبوط حاد فى الدورة الدموية نتيجة اختناق * هل تسلمت جثمان ولدك؟ **نعم استلمنا الجثة يوم الإثنين ودفن في نفس اليوم ليلا *هل رأيت جثة ولدك؟ **للأسف لم يعطوني فرصة كي أراه لكن حضرت صلاةالجنازة ووصلته إلى قبره ليستلم الله مني وديعته *من أقرب شخص وقف إلى جانبك فى هذه المحنة؟ ** زوجى طبعا و صديقة لى اسمها( أسماء ) صديقة عمري لم تتركني أبدا *أختي أم صفوت ماذاتقولي لكل أم مكلومة؟ **أقول لها أن الأبناء أمانة أعطاها الله لنا و استردها كي يعطينا الأجر والصبر نوعان صبر الاضطرار وصبر الاحتساب ..صبر الاضطرار يصحبه عذاب وصبر الاحتساب تنالين عليه الأجر كاملا وهذا الابن سيشفع لك يوم القيامة * أريد منك توجيه كلمة لمؤيدي السيسي؟ **أقول لهم لو كانوا مسلمين ومغيبين ربنا يهديهم ولو كانوا يعرفون الحق وانحازوا للسيسي أسأل الله أن يذيقهم المرار والحسرة التى تجرعناها وأن يحشرهم مع السيسي * فى الختام أتقدم لك أيتها الأم الصابرة المحتسبة بخالص عزائي ودعواتي الكثيرة لك أن يعوضك الله خيرا ويجمعك بابنك في الآخرة فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر وأزف لكم بعض البشريات عائشة أخت صفوت تزوجت بعد خمسة عشر يوما من وفاة أخيها لأنها كان معقود قرانها وكان موعد الزفاف يوم مقتل صفوت وهي الآن أم لمولود اسمه صفوت.. البشرى الثانية امرأة عجوز جاءت لأم صفوت في يوم الأم وقالت لها : رأيتك فى الرؤية وأنا أقول لك كيف تحزني و عندك هذه الحديقة الجميلة التي ليس لها مثيل فى الدنيا وفتحت بابا يطل على حديقة فقالت لها أم صفوت(فى الرؤية )أنا مش مصدقة نفسي معقولة فقالت لها: مش مصدقة الدليل أهو فوجدت صفوت داخل الحديقة يقول لها يا أمي هذه هديتي لك .. وهذه عاجل بشرى المؤمن..إعداد/أ/هويدا صابر

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 594 مشاهدة
نشرت فى 22 يونيو 2014 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

349,492