كلنا تغلبه نفسه مرة أو ينتصر عليه الشيطان فيقع فى ذنب أو يقصر فى طاعة فتظلم عليه الدنيا ويضيق صدره ويكره نفسه فماذا يفعل ؟
ييأس ؟
يقول لافائدة لقد انهدم كل شىء فلأترك الباقى ؟
يعتقد انه لن ينجح فى اصلاح نفسه الامارة بالسوء فيستسلم ويترك لنفسه العنان للاتخراط فى الشهوات والاانجراف مع التيار ؟
لو فعلنا ذلك لنصرنا علينا عدونا وحققنا له مايريد ،
ولخسرنا كل شىء .
إن ربنا الكريم وضح لنا مانفعله فى خطوات محددة ( والذين إذا قعلوا فاحشة أو ظلموا
أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم )
التوبة الى الله اول خطوة عملية نتوب ونمضى
لكن التوبة صعبة والقلب قدانقلب والحياة اسودت والدنيا ضاقت
كثرةالاستغفار تحبب القلب قى التوبة
وكثرة الاستغفار سهلة
والعمل الصالح يكفر عن السيئات
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) قال ابن كثير رحمه الله : وقوله: { إن الحسنات يذهبن السيئات} يقول: إن فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: كنت إذا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حديثاً نفعني اللّه بما شاء أن ينفعني منه، وإذا حدثني عنه أحد استحلفته فإذا حلف لي صدقته، وحدثني أبو بكر - وصدق أبو بكر - أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (ما من مسلم يذنب ذنباً فيتوضأ ويصلي ركعتين إلا غفر له)،
وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان: أنه توضأ لهم كوضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم قال: هكذا رأيت رسول اللّه يتوضأ وقال: (من توضأ وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيها نفسه، غفر له ما تقد من من ذنبه)
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر.
وقال البخاري، عن ابن مسعود، أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأخبره، فأنزل اللّه: { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}، فقال الرجل: يا رسول اللّه ألي هذا؟ قال: (لجميع أمتي كلهم) ""أخرجه البخاري ورواه مسلم وأحمد وأصحاب السنن إلا أبا داود"". وروى الإمام أحمد، عن عبد اللّه بن مسعود قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن اللّه قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن اللّه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب، فمن أعطاه اللّه الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه) قال، قلنا: وما بوائقه يا نبي اللّه؟ قال: (غشه وظلمه، ولا يكسب عبد مالاً حراماً فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق فيتقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن اللّه لا يمحو السيء بالسيء، ولكن يمحو السيء بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث )
إن كل واحد منا حبب الله إليه نوعا من أنواع العمل الصالح أو أنواعا وهذه الأعمال هى أبواب لإرضاء الله تعالى فإذا أغضب العبد ربه فى باب فعليه أن يسارع باسترضائه من الأبواب الآخرى التى يحبها الله ويقدر عليها هو فأبواب الخير كثيرة
عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يصبح على كل سُلامي من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقه ، وكل تهليله صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه مسلم (107). ( السلامى بضم السين المهملة وتخفيف اللام وفتح الميم : المِفصَل
بعض الشباب يتمنى أن يكون مثل فلان أوفلان ويحاول مع نفسه ولكنه يفشل مرة فيحبط وييأس ويدخل إليه الشيطان : ألم أقل لك أنت فاشل ولاتنفع بطبعك فلا تحاول ؟ فينقلب !!
هذا ظن أن أبوب الخير والهداية محصورة فى العمل الفلانى أو الفلانى كما ظن بعض الفقراء الذين تمنوا أن يتقربوا إلى الله بنفس الأعمال التى يتقرب بها أهل الدثور (أصحاب الأموال) من الصحابة فذهبوا للنبى صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله .. ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : ( أو ليس قد جعل الله لكم ما تَصَدَّقون به ؟ إن بكل تسبيحه صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة ) قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : (أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) رواه مسلم(112) .
ما أعظمك يارسول الله تفتح الأبواب وتوسع الضيق وتيسر الطريق أما المهتدين
يا أخى الكريم لايوجد معنى أ نك إما أن تفعل العمل الفلانى وإما تقف وترجع فأنت مطرود! بل الاسلام قسم الأعمال الى فرائض ومستحبات الفرائض نجاهد نفوسنا عليها ولانتهاون فيها والمستحبات بحر واسع وطرق كثيرة وبعضها يوصل لبعض وعندما أكون بعيدا عن الطريق الصحيح أسلك اليه كل طريق آخر يوصل إليه وأنا فى البداية أريد أن أحبب نفسى فى الالتزام وإذا حاصرتها وطالبتها بعمل محدد واحد وكلما فعلته فرحت وإذا تركته تركت كل شىء لن أتقدم خطوة فماذا أفعل ؟
الأعمال الصالحة كثيرة وبالتأكيد أنا أحب بعض العمال الصالحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل معروف صدقة ) رواه البخاري ، ورواه مسلم
إفعل المعروف بنية إصلاح قلبك
عن أبى ذر جندب بن جنادة ـ رضي الله عنه ـ قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ قال : ( الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله ) قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : ( أنفسها عند أهلها ، وأكثرها ثمناً ) ، قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : تعين صانعاً ، أو تصنع لأخرق ). قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس ؛ فإنها صدقة على نفسك ) متفق عليه(104) .
.و قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عُرضت عليَّ أعمال أمتي ، حَسَنها وسيئُها ، فَوَجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن ) رواه مسلم (110).
قال صلى الله عليه وسلم : ( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فِرِسْن شاة ) متفق عليه(118).
وقال صلى الله عليه وسلم : (لقد أريت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) . رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة ، وما سُرق منه صدقة ، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة ) . رواه مسلم(148) .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( على كل مسلم صدقة ) قال : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : ( يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق ) قال : : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : ( يعين ذا الحاجة الملهوف ) قال : أرأيت إن لم يستطع قال : ( يأمر بالمعروف أو الخير ) قال : أرأيت إن لم يفعل ؟ قال : ( يمسك عن الشر فإنها صدقة ) متفق عليه(164) .
إن فعل الحسنات معناه أن العبد يقول لربه بلسان حاله : ربى لم أقصد غضبك ولا أحب مخالفة أمرك فلا طاقة لى بغضبك ولا غنى لى عنك طرفة عين
إن أيسر العبادات هو ذكر الله تعالى ولكن المشكلة أن المعاصى تجعل الطاعة حتى الذكر ثقيلا على القلب فلا يتحرك اللسان إلا أننا عندما نجتهد قليلا فنستغفر يبدأ هذا الثقل ينزاح عن القلب وينفسح الصدر وبعد قليل يبدأ القلب يفيق ويحب الاستمرار فى الذكر ومن هنا نبدأ
إن الأعمال الصالحة يدعو بعضها الى بعض فإذا ثقلت على العبد تلاوة القرآن مثلا فليذكر ربه على الحال الذى هو فيه وبعد قليل يجد نفسه محبا لتلاوة القرآن مقبلا عليها بسهولة
قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها: اعملني أيضا فإذا عملها قالت الثالثة كذلك وهلم جرا فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات وكذلك كانت السيئات أيضا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما رحبت وأحس من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء حتى يعاودها فتسكن نفسه وتقر عينه ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاق صدره وأعيت عليه مذاهبه حتى يعاودها حتى إن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ولا داعية إليها إلا لما يجد من الألم بمفارقتها كما صرح بذلك شيخ القوم الحسن بن هاني حيث يقول:
وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها
وقال الآخر:
فكانت دوائى وهي دائي بعينه كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
قال ابن القيم فى الفوائد
فأعمال البِر تثمر الهدى وَكلما ازدَادَ مِنهَا ازداد هدى وأعمال الفُجُور بالضد وَذلكَ أن الله سُبْحَانَهُ يحب أَعمال البر فيجازي عَلَيهَا بِالهدى والفلاح وَيبغض أَعمال الْفُجُور ويجازي عَلَيْهَا بالضلال والشقاء وَأَيْضًا فَإِنَّهُ " البَر" وَيُحب أهل البر فَيقرب قُلُوبهم مِنه بِحَسب مَا قَاموا به من البر
كان سهيل بن عمرو على سفر هو وزوجته.. ......وفي أثناء الطريق.. اعترضهم قطاع الطرق.. وأخذوا كل ما معهم من مال وطعام.. كل شئ !! ... وجلس اللصوص يأكلون ما حصلوا عليه من طعام وزاد.. فانتبه سهيل بن عمرو.. أن قائد اللصوص لا يشاركهم الأكل فسأله.. لماذا لا تأكل معهم ؟!! فرد عليه : إني صائم.. فدهش سهيل فقال له.. تسرق وتصوم !! قال... له.. إني أترك بابا بيني وبين الله لعلي أن أدخل منه يوما ما.. وبعدها بعام أو عامين.. رأه سهيل في الحج وقد تعلق بأستار الكعبة.. وقد أصبح زاهدا.. عابدا.. فنظر إليه وعرفه.. فقال له : أو علمت.. من ترك بينه وبين الله بابا.. دخل منه يوما ما؟ .. سبحان الله العظيم فعلا.. إياك أن تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل حتى ولو كنت عاصياً وتقترف معاصيَ كثيرة، فعسى باب واحد أن يفتح لك أبوابًا
يا من يرى مدَّ البعوضِ جناحَها في طُلْمةِ الليل البهيمِ الاليلِ
ويرى مناطَ عروقِها في نحرِها والمخَّ في تلكَ العظامِ النحَّلِ
اغفر لعبدٍ تابَ من فرطاتِه ما كانَ منه في الزمانِ الأولِ
هل هذا يعنى أن يستمر الانسان فى المعاصى ؟ لا بل معناه لاأترك العمل الصالح حتى ولو كنت أعمل سيئاً لماذا؟
لأن هذا العمل الصالح سيأخذ بيدى حتى يجعلنى قادرا على ترك السىء
العمل الصالح ينمو أثره فى القلب كما قال السلف إن للحسنة لنور فى القلب يزداد هذا النور حتى يملأه فيطرد الظلمات وحب المعاصى منه فيكرهها
ولأن هذا معناه أنى أقول لربى : أريدك من كل طريق فإذا وجدت طريقا مسدودا لن أياس بل سأطلب رضاك من كل باب
إن مثل هذا الرجل يعيش صراعا فالشيطان يضغط عليه ليترك الصيام بزعم أنه لافائدة من الصيام وهو سارق وأن الصحيح أن يترك السرقة أولا وأنه من الأصل لاصيام له وأنه من الأصل مجرم بطبعه ولايمكن أن يتغير إلى غير ذلك من الوساوس ولكن هذا الرجل يعرف ربه أكثر من كثير من العُبَّاد سبحان الله ويعرف أن الصحيح هو ترك السرقة وهو فى الطريق إلى تركها ويستعين بالصيام عليها
إلهى إن يكن ذنبى عظيما فعفوك يا إله الكون أعظم
فممن أرتجى مولاى عفوا وفضلك واسع للكل مغنم
تركت الناس كلهمُ ورائى وجئت اليك كى بالقرب أنعم
فعاملنى بجودك واعف عنى فان تغضب فمن يغفر ويرحم
ساحة النقاش