جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مرت مصر فى الخمسينات والستينات بتجربة كارثية
فى أعقاب الاعتداء على الحركة الإسلامية التى كانت متمثلة فى جماعة الاخوان المسلمين سادت مصر موجة عنيفة من التردى الأخلاقى والانحلال والتحلل من الدين والقيم إلى حد الإلحاد والتهكم على الأنبياء وخاصة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم
وقد كان هذا الانهيار سببا رئيسيا فى هزيمة الخامس من يونيو الشنيعة سنة 1967 وقد أدت هذه الهزيمة إلى المزيد من التردى الأخلاقى إذ أن الهزيمة لها آثارها النفسية المدمرة التى تجعل المنهزم يغرق فى الشعور بالدونية وبالتالى يسهل عليه الانغماس فى الدناءات والحقارات والسفالات ومنها الفواحش والمخدرات
وقد صدرت أبحاث ودراسات كثيرة عن الآثار النفسية والتربوية والاجتماعية لهذه الهزيمة كلها تؤكد تسببها فى الانهيار الأخلاقى
ومن هذه الآثار جنوح الشاب إلى أحد ردود الفعل الآتية :
1ـ الانهيار العقائدى ويمثله الإلحاد فى الدين وإنكاره والسخرية منه ومن رموزه الثابتة أو تغيير الديانة كالتنصر
2ـ الخلل العقائدى ومنه الميل إلى التصوف للهروب من الواقع والتحصن بالسلبية المبَّررة وهذا التصوف هو المدخل الطبيعى للتشيع أو اعتناق عقيدة الفرق الباطلة كالبهائية
3ـ التكفير الجماعى واعتقاد كفر المجتمع واعتناق عقيدة الخوارج لتكفير مرتكبى الكبيرة كبوابة لتكفير المجتمع بأكمله
4ـ العزلة عن المجتمع سواء بمبرر كفره أو الزهد فيى الدنيا التى يلهث المجتمع عليها
5ـ الهروب من الواقع بالإدمان أو الانتحار
6ـ الانحلال الاخلاقى والتحلل من القيم والمبادىء الدينية والانسانية والعرف والتقاليد كلها
7 ـ الانتقام من المجتمع إما بتكفيره أو عزلته أو بالأعمال الانتقامية الغير مدروسة والتى لاجدوى من ورائها سوى الانتقام أيا كانت النتائج
8ـ فقد الولاء والانتماءللوطن ويترتب عليه سهولة الخيانة للوطن والتعاون مع أعدائه وفقد الحماس فى خدمته والدفاع عنه والحفاظ على أسراره ويترتب عليه عدم مبالاة الجندى بعسكريته وشرفها وعدم مبالاة العامل فى الدولة فى أى موقع بعمله وفقدان التفانى فى العمل والأمانة فيه والنزاهة
كل هذه آثار مدمرة للمجتمع كانت بالفعل من آثار هزيمة يونيو ولم تغسلها إلا حرب رمضان وأجوائها وانتصاراتها خصوصا وقد كان للدين الاسلامى النصيب الأساسى فى توجيه هذه المعركة
الآن وبعد فض ميدانى رابعة والنهضة وبعد القمع الوحشى المشاهد فى الشوارع يخشى من تكرار هذه الآثار ولذا فعلى كل مسؤل أن يتحمل مسؤليته فى الحيلولة دون وقوع الشباب فى هذه الكوارث التى تفقد مصر سلاحها وعدتها وعتادها وذخيرتها وهى هذا الشباب
المسؤلية هنا على العلماء والدعاة والمعلمين والمربين وعلى الشباب الواعى المتدين
على هؤلاء جميعا أن يكونوا على تواصل مع الشباب لدعوتهم وهدايتهم وتثقيفهم لحمايتهم من هذه الأخطار
كما أن المسؤلية على أصحاب الرأى لينصحوا للحكومة بالنظر الى هذه الآثار الحتمية لهذا العدوان وحتى تقدر مسؤليتها الوطنية فتتوقف عن هذه البشاعة والقمع وهذا الاستئصال الغير مبرر لكل مشاعر ومعانى الحب للوطن فى نفوس الشباب
شعر : قال نزار قبانى بعد هزيمة يونيو
يا وطني الحزين حولتني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
ساحة النقاش