لاتيأس ولكن خذ الأمر بجدية
ـ لاتيأس فإن الله تعالى لم يأمرنا أن نصير ملائكة بل كل ابن آدم خطاء ولكن كرر المحاولة والتوبة فخير الخطائين التوابون
لاتيأس فقد قال ربك : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ " الزمر
قال ابن كثير : ( هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة ، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها ، وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر . ولا يصح حمل هذه الآية على غير توبة )
ـ لاتيأس فالباب ليس مغلقا والطريق ليس مسدودا كما يريد الشيطان أن يصور لك
بل قال ربك فى الحديث القدسى : " ياابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ،
يا ابن آدم ،
لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني ، غفرت لك ،
يا ابن آدم ،
إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة " . رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
وقال تعالى :" وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "
<!--
وفى الحديث " لا تعجزوا عن الدعاء ، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد "
وعن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يقول الله تعالى :
من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ،
ومن تقرب مني ذراعاً ، تقربت منه باعاً ،
ومن أتاني يمشي ، أتيته هرولةً ،
ومن لقيني بقُراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بقرابها مغفرة . )
ـ لاتيأس فإن ربك يفرح بتوبتك وعودتك إليه ولكن الشيطان يريد أن يغلق عليك الأبواب حتى تظل أسيرًا عنده
لاتيأس فيأسك سوء ظن بربك الكريم الرحيم الحليم الودود واسمع قول نبى الله الذى يعرفه عنك (ولا تيأسوا من رَوحِ اللهِ إنَّه لاييأسُ من رَوحِ اللهِ إلا القومُ الكافرون ) فأحسن الظن بربك
قال النبى صلى الله عليه وسلم (لايموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه )
ـ لاتيأس فإن تكرار المحاولة دليل على صدقك وجديتك وأنك تريد ربك من كل طريق وباب
إن الله تعالى كتب فى كتاب عنده فوق العرش (إن رحمتى سبقت غضبى ) رواه البخارى
إلهى ان يكن ذنبى عظيما فعفوك يا إله الكون أعظم
فممن أرتجى مولاى عفوا وفضلك واسع للكل مغنم
تركت الناس كلهمُ ورائى وجئت اليك كى بالقرب أنعم
فعاملنى بجودك واعف عنى فإن تغضب فمن يغفر ويرحم
كان الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى يتمثل بقول القائل :
إلهي عبدك العاصي أتاكا = = = مقرا بالذنوب وقد دعاكا
فإن تغفر فأنت لذاك أهل = = = وإن تطرد فمن يرحم سواك
خذا الأمر بجدية وصدق ورجولة واستعن بالصبر
فالموت قريب والموت يأتى فجأة فيزلزل الأركان ويهدم البنيان ويفرق الأحبة ويأخذ بالانسان الى حال لايخطر على بال فيجد نفسه وفى موضوع مذهل كبير هائل وحال جديد لم يره من قبل وسكرات الموت شديدة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)الحج
والقبر أول منازل الاخرة فإذا كان يسيرا فمابعده أيسر وإن كان شاقا فمابعده أشق نسال الله أن يحاسبنا حسابا يسيرا
وبعد القبر الحساب قال تعالى ( ليسأل الصادقين عن صدقهم ) فإذا كان الصادقون سيُسألون عن صدقهم فما بال غير الصادقين اللهم اعف عنا جميعا.
وفي صحيح مسلم عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مربك نعيم قط فيقول: لا والله يا رب ويؤتي بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما مربي بؤس قط
وفي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعقلا رأيت شدة قط"
<!--
خذ الأمر بجدية فالأمر خطير قال صلى الله عليه وسلم"مامنكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه حجاب ولاترجمان يترجم له فيقول : ألم أوتك مالا ؟ فيقول : بلى . فيقول : ألم أرسل لك رسولا ؟ فيقول : بلى . فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار وينظر عن شماله فلا يرى إلا النار؛ فليتق أحدكم النار ولوبشق تمرة "
خذا الأمر بجدية قال الشاعر:
فى ظلمة القبر لاأم هناك ولا أب ولا أخ شفيق يؤنسنى
خذ الأمر بجدية لعل الموت يأتيك فجأة فيجدك على طاعة الله ولا تقبض روحك وأنت على معصية فإن من مات على حال بعثه الله عليه يوم القيامة فيرى الناس جميعا بعضهم بعضا هذا ساجد لأنه مات ساجدا وهذا راكع وهذا جرحه ينزف لونه لون الدم ورائخته مسك بينما آخرون هذا سكران لأنه مات مخمورا عافانا الله وغيره وغيره
بينما الفتى مرح الخُطى فرح بما يسعى له
إذ قيل: قد مرض الفتى
إذ قـيل: بــات بـلـيلـةٍ مــانـامـها
إذ قيل: أصبح مُثخنا ما يٌرتجى
إذ قيل: أصبح شاخصا و موجها و معللا
إذقيل: أصبح قد قضى
خذالأمر بجدية فقد قال الله تعالى ( نبىء عيادى أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابى هو العذاب الأليم ) الحِجر
خذ الأمر بجدية وصبر ورجولة فكم صبرنا من أجل الدنيا وسافرنا وتحملنا أفلا نتحمل من أجل الآخرة ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ".
والذين أوصلوا لنا الدين كم تعبوا من أجل أن يخرجونا من الظلمات الى النور فماذا قدمنا نحن لهذا الدين ؟
خذ الأمر بجدية فأنت مستهدف وشباب الأمة كلهم فى المخطط لأعداء الأمة وعدوك لاينام من أجل أن يصطادك بشباك اللهو والترف والشهوات والدعة والراحة والسلبية فيسهل عليه تدمير الأمة والقضاء على الدين
مؤامرة تدور على الشباب ليعرض عن معانقة الحراب
مؤامرة تقول لهم تعالوا إلى الشهوات فى ظل الشراب
مؤامرة تدور بكل بيت لتجعله ركاما من تراب
لاتستهتر فالآمال معقودة عليك للنهوض بالأمة وعز الإسلام ومجده
شباب مثلك وشيوخ يتركون حياة الترف والرفاهيه فى كندا وأمريكا ويرحلون الى جنوب افريقيا للتبشير وتنصير المسلمين هناك
ساحة النقاش