نص الحديث
عن رافع بن عمرو الغفاري  رضي الله عنه قال: كنت وأنا غلام أرمي نخلا للأنصار فأًتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل أن ههنا غلام يرمي نخلنا . ،فأتي بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
 فقال:"ياغلام لم ترمي النخل"؟
 قلت : "آكل" .
قال "فلا ترم النخل وكل مايسقط في أسافلها "
. ثم مسح رأسي وقال اللهم أشبع بطنه
رواه الترمذي وصححه وابو داوود وابن ماجه وحسنه ابن حجر
شرح الموقف
هذا الصحابي يحكي انه وهو صغير كان يقذف الحجارة على النخل ليسقط البلح فيأكله فشكاه اصحاب النخل الى الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أخذوه اليه فسأله لماذا ترمي النحل بالطوب؟ قال حتى آكل فقال له لاترم النخل ولكن كل ما سقط تحته ثم دعا له صلى الله عليه وسلم
نتعلم من هذا الموقف
ـ أن النبي  صلى الله عليه وسلم لم يتجاهل الشكوى واهتم بها      
ـ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على استغلال الفرص التربوية لتربية الأبناء وعدم تمرير هذه الفرص لأن النفوس عندها تكون مهيأة أكثر للتقبل والتأثر
ـ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الصغار الأحكام الشرعية وتربيتهم عليها وهذا تأسيس متين لشخصية سوية قوية
ـ أنه صلى الله عليه وسلم بدأ بسؤال الصغير وفي هذا السؤال عدة فوائد تربوية:
أ ـ أن الصغير يشعر بتقديره واحترامه فيتجاوب مع خطوات الحل
ب ـ أن السؤال سيكشف عن السبب الحقيقي للمشكلة بدلا من تخمينها
ج ـ أن السؤال سيبني عليه الحل وهذا يساعد في الوصول للحل من طريق قصير كما يسهل قناعة الصغير بالحل
د ـ أن الصغير شارك في الحل وصار جزءا منه وهذا أسرع في قبوله له
ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجامل الصغير ولا تعاطف معه بدرجة تضر تربيته على الحلال والحرام
ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه شيئا يحل مشكلته وهو المباح وفي نفس الوقت منعه من شيء وهو الحرام وهذ أدعى لقبول الحل
ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له وهذا تنبيه لنا بالدعاء لأبنائنا ومن نربيهم فهو استعانة برب القلوب والنفوس على هدايتها
ـ حلول النبي صلى الله عليه وسلم دائما سهلة بسيطة
ـ تقدير النبي لاحتياجات الطفل وطبيعته ومساعدته في حل مشكلته التي دفعته لهذا الاعتداء وعدم إغفالها  

 

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

290,923