علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

 


1ـ قضية الميل الى الجنس الآخر فمن الطبيعي بل من عظمة الخالق ان تبدأ نفسية هذا البالغ الذي بدأ يأخذ دوره في الحفاظ على النسل البشري في الميل للجنس الآخر وبالتالي هناك جديد نشأ في عمل أجهزة الابن ونفسيته وفي ذهنه أيضا وهناك تساؤلات وهناك مفاهيم شائعة بين أقراته وزملائه هو يسمعها ويعيشها بل سلوكيات خطيرة يتحير في تحديد موقفه منها قبل أن يدركه الأب ويغيثه بفتح هذا الملف بما فيه من صفحات وتساؤلات ثم غلقه على علم وفهم وإجابة صحيحة على هذه التساؤلات الحساسة
وهنا تحتاج هذه القضية الى مذاكرة ودراسة كاملة من الأب كما يذاكر أي أمر مهم في عمله ثم الحوار مع الابن لتفهيمه الفهم الاسلامي الصحيح لهذه الفضية أو يحيله على من يثق فيه ليتولى هذا الأمر
2ـ قضية الزواج وموقف الأسرة من زواجه فطبيعي أن يشغل الابن هذا الموضوع فاذا طمأن الأب ابنه انه مهتم بزواجه وأنه في ترتيب أولويات الأسرة فقد أغلق عليه بابا من الفكر والحيرة التي تنعكس على سلوكياته وهي سبب لبعض مشكلاته وتعاملاته الغربية مع الأسرة مثل الانطواء والتمرد وأحلام اليقظة
3ـ قضية الصداقة والعلاقات وهي قضية يجب ان تكون قد حسمت من مراحل سابقة للاتفاق مع الابن عن قناعة بمن تصح صداقتهم ومن لاتصح
4ـ قضية الحب وهذه قضية مليئة بالمفاهيم التي سيتقاها الابن شئنا أم أبينا وسيتلقاها من جهات كثيرة مثل زملائه وأصدقائه ومن وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والكتب والمجلات المنتشرة بين أيدي الشباب فان لم نفتح نحن هذا الملف ونعطيه المفاهيم الصحيحة سيتلقى الأخطاء الشائعة الجذابة بين الشباب
ومن أهم العناصر التي يجب التركيز عليها:
ـ أن الحب فطرة فطر الله الانسان عليها
ـ أول حب مفطور عليه الانسان حبه لربه لأنه هو الذي خلقه ثم أمده بالحياة
ـ ثم حب الوالدين لأنهما سبب حياته ودمه من دمهما
ـ الحب إذن موجود كفطرة وهو طاقة لكن الانسان يوجهها فإن وجهها في الاتجاه الصحيح كانت ثمارها إيجابية وإن وجهها في الاتجاه الخطأ كانت نتائجها شروروا وفسادا ومتاعب على الانسان طوال حياته
ـ الحب ليس محصورا في حب الرجل للمرأة والعكس بل المحبوبون كثر فالانسان يحب ربه ورسوله ووالديه واخوته وأقاربه وأصدقائه فكلما وزع هذه الطاقة وامتثل للشرع في توزيعها فأشبع حبه لربه بالعبادة وغيرها وأشبع حبه لوالديه ببرهما والتعبير عن حبهما وأشبه حاجة نفسه لحب أقاربه بصلة الأرحام وهكذا كلما انحصرت طاقة حبه للمرأة ولم تأخذ هذا الحجم المبالغ فيه الذي ينفخ فيه الشيطان ويجعله كأنه وحده هو الحب
ـ الحب فطرة قال تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ) فحب هذه الشهوات مزين ولكن بقية الآية ( ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)الآية
ونحن مكلفون شرعا بضبط هذه العاطقة قال تعالى ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة فلابد من ضبط العاطفة بميزان الشرع
فال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية :(ثم أمر تعالى رسوله أن يتوعد من آثر أهله وقرابته وعشيرته على الله وعلى رسوله وجهاد في سبيله ، أي : إن كانت هذه الأشياء ( أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا ) أي : فانتظروا ماذا يحل بكم من عقابه ونكاله بكم ؛ ولهذا قال : ( حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) عن زهرة بن معبد ، عن جده قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال : والله لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه . فقال عمر : فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي . فقال رسول الله : الآن يا عمر .
وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين .
وروى الإمام أحمد ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم بأذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم .
ـ العنصر الهام الذي ينتظره الشاب في مسألة الحب هو أن هذا الحب الموجود في الفطرة والقلب سيحين وقت اطلاقه ولكن لمن تحل له فعليه ألا يفتح قلبه لأنثى قبل أن تكون زوجة شرعية له
ـ أن اطلاق الحب لمن لاتحل له يجر عليه متاعب طوال حياته حتى بعد الزواج حيث يصير تعيسا لأن قلبه مع غير زوجته التي قد تكون زوجة أي حرمة لغيره وهذا أمر خطير على استقرار حياته الزوجية ويمنعه من تمتعه بعلاقته الصحية مع زوجته وعش زوجيته
ـ أن مايحدث في اوساط الشباب لاينتمي الى الحب وانما الى اتباع الشهوات او التسلي بأعرض الناس وحرماتهم وهذا من المحرمات التي لايقبلها أي شاب على أخته
5ـ القضايا التي ترفع همة الشاب وتخرجه من دائرة نفسه الى دائرة أوسع ابتداء من دائرة الأسرة ومافيها من أمور تطلب وجوده الى دائرة الأمة الاسلامية وانتمائه اليها ومسؤليته ودوره خصوصا فيما يقدر عليه مثل الدعوة الى الله وغير ذلك
6ـ القضايا التي توسع مدارك الشاب وفهمه سواء للاسلام بفهمه الشامل او للواقع وما فيه فكثير من الشباب يفتن ويدخل عليه شياطين الانس والجن ليس من باب الايمان بالله وانما من باب غفلته عن الواقع ومايحدث فيه وحيل شياطين الانس والجن التي تفتن الشباب وعدم فهمه الصحيح للدين وجهله به
وهذه مجرد أمثلة على العناصر التي يجب اشباع حاجة الشاب اليها
#في_التعامل_مع_مرحلة_البلوغ_(4) #في_التعامل_مع_مرحلة_البلوغ(3) #_في_التعامل_مع_مرحلة_المراهقة_والبلوغ(2) #في_التعامل_مع_مرجلة_البلوغ_(1

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 79 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2021 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

347,232