في يوم استدعتني ادارة السجن الى مبنى الادارة ولم أكن على علم بأي جديدٍ اليوم فأخذني ضابط أمن الدولة الى عنبر تم تجهيزه ودهانه حديثا داخل مبنى الادارة ففوجئت بوجود المشايخ فكانت لحظة في غاية اختلاط المشاعر والأشواق والتقدير مع الشغف بالاستفسار ليزول بعض القلق الذي كان ينتابنا جميعا بالسجن
انفرد بي الشيخ كرم زهدي فكانت فرصة حتى أبدي له مخاوفي الشخصية ومخاوف كثير من الاخوة
قلت له انني شخصيا متخوف من فتح ملف من هو المسؤل عن الأحداث؟ وأنتم ستفتحون هذا الجرح هنا ثم تمضون وتتركونا لعاصفة متوقعة من التلاوم والخلاف والتشاحن
كانت مخاوف الاخوة المحكوم عليهم وهم أغلبية السجن غير المعتقلين تكمن في أمرين : عدم التطرق لخروجهم من السجن أو لبقية مطالبهم والثانية تحميلهم مسؤلية الأحداث
طمأنني الشيخ كرم بأنه سيعلن مسؤليته عن الأحداث
ثم سألته عما أثاره ضابط أمن الدولة من عدم حضور المحكوم عليهم بالاعدام فطمأنني أن جميع الاخوة سيحضرون بلا استثناء ولامشاكل
ثم انفردت بالشيخ عصام دربالة رحمه الله وشكوت له ما يتردد هنا في العقرب من عتاب على المشايخ لخروج بعض أقاربهم ونقل آخرين اليهم في الليمان فشرح لي الشيخ عصام دواعي هذا الموضوع
وقال اننا اعتمدنا اخراج الاخوة من هذه الفتنة من أي طريق كان ومن استطاع اخراج أي أحد بأي اسلوب فليفعل وبالتالي من عرض عليه اخراج اخيه مجاملة له فلا يردها وقال الشيخ اننا جربنا الطلب لنا جميعا والامتناع عن قبول تلبية الطلب لبعضنا دون بعض وكانت النتيجة عدم الاستجابة لأحد وضرب مثلا بأنهم طلبوا ادخال مراوح لهم في الليمان فاستجابت الادارة على أن يتم التركيب لأحد العنابر دون الآخر وكان الرفض يعني عدم دخولها بتاتا أما قبول تركيبهالأحد العنبرين يمكن أن يترتب عليه طلب التركيب للعنبر الآخر اسوة بالأول فبالقبول تم فتح الباب أولا ثم بني عليه استكمال الباقي
كنا قبل حضور المشايخ نظن أنه سيحدث كأي تفاوض تقديم قوائم من الجماعة بأسماء دفعات للافراج عنهم ولكن حتى هذاالوقت لم يكن قد تم التوافق على ذلك وانما خرجت أسماء نادرة مجاملة لفلان أو فلان وبينما كان بعض الاخوة يفرح لخروج واحد من جملتنا في المحنة كان آخرون ينظرون أنه قريب لفلان من القيادات.
قضيت هذا اليوم حتى المساء مع المشايخ للاعداد للندوات وسلمتهم قائمة بطلبات الاخوة في السجن وشكاواهم ولا أتذكر الآن إن كانت الندوات عقدت في اليوم التالي أم بعد أيام حيث تم اعداد سرادق كبير في وسط السجن ونصبت منصة كبيرة وجاءوا بكاميرا تصوير تليفزونية ضخمة نُصبت مقابل المنصة .
ساحة النقاش