الأحزاب الاسلامية التي نشأت بعد 2011 مارست السياسة على أساس ماهو موجود وسائد في الأوساط السياسية ولم يكن لديها دراسات مستندة الى التشريع الاسلامي في الممارسة السياسية اللهم الا الثقافات الشخصية وبالتالي أصبحت الحركة والممارسة هي التي تنشيء وتؤصل الفكر السياسي وخطط الممارسة
وهذا أمر خطير يؤدي الى انجراف صاحبه الى ممارسات تبعده بعيدا عن قيم الاسلام ومبادئه وأخلاقه بل ربما عن الأهداف الاسلامية التي قام من أجلها فالحركة وسرعتها وضغوطها مع عدم التفرغ للدراسة للحكم عليها وتقويمها ينشيء ممارسات غير منضبطة مثال ذلك حركات العمل المسلح التي وجدت نفسها مضطرة للرد بالمثل فسوغت لنفسها خطف الأطفال وقتل النساء وذهبت احدى الحركات التى التكفير لأنه لم يكن محسوما سلفا ولا هو محل اهتمام
فكذلك وجدت الأحزاب الاسلامية نفسها داخل لعبة لم تضع قواعدها وليس لديها مثال سابق تقيس عليه ولالها تجربة درستها بالتفصيل لتستوعبها وبالتالي قلدت وترك الأمر لللاجتهاد السريع فرأينا في الاستعداد للانتخابات مايشبه ممارسات غير الاسلاميين حتى مع بعضهم البعض بحجة ان هذه هي السياسة
ومن خطورة هذا الانخراط العاجل أن الحزب ذو التوجه الاسلامي يجد نفسه مقلدا وليس مبدعا لجديد متذرعا بأنه مضطر وأنه لاوقت لديه لا للدراسة ولا للمراجعة والتقييم وبالتالي فممارساته لا يميزها شيء عن ممارسات غيره من الأحزاب الفاسدة التي فقد الناس فيها الثقة تماما
ومن الغريب أن مراكز البحث والدراسات الاسلامية اهتمت بدرجة كبيرة وقدمت أبحاثا ودراسات قيمة يجب على من يتصدى للعمل السياسي أن يدرسها بعناية فهي جديرة بامداده بما يضبط حركته ويوفر عليه الجهد وكذلك يجهزه بما يميزه عن غيره ليحدث نقلة في مفهوم الناس عن ممارسات العمل السياسي
كما أن هناك تجارب قد بدأت بالقعل مثل تونس ومن قبلها تركيا فلم يعد هناك عذر مقبول لعدم وجود تجربة سابقة يمكن استيعابها فيجب دراسة هذه التجارب
لست بذلك أقيم الماضي ولكن أدعو لاستدراك ذلك في الحاضر والمستقبل عملا بمبدأ اسلامي أصيل هم من تصدى لأمر وجب عليه أن يتعلمه وما يتعلق به
ساحة النقاش