أولا ـ الزواج المبكر
 قال تعالى (وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم )
وقال صلى الله عليه وسلم(يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)
أي حث الاسلام على الزواج المبكر ففي الزواج بالنسبة لسن المراهقة فوائد كثيرة منها:
1ـ اقرار المجتمع للبالغ ببلوغه وأنه لم يعد طفلا وهذا الاقرار يحل مشكلات كثيرة تظهر من المراهق تعبيرا عن اعلانه انه قد كبر ولم يعد طفلا مثل اعتدائه على اخواته الأصغر وتمرده على السلطة بما في ذلك والديه وتقمصه لأفعال الكبار كالتدخين والادمان والحلف بالطلاق والعنف والنقد اللاذع للكبار
2ـ تحميل البالغ للمسؤلية وتشجيعه على ممارسة أدوار الكبار فعليا وتحمل نتائج أفعاله وأخطائه ودخوله الفعلي لمرحلة الشباب بكل ما فيها وعدم وقوفه طويلا في المرحلة بين الطفولة والشباب (المراهقة)
3ـ تفريغه للشحنة العاطفية بحبه لزوجته وممارسته لكل أساليب التعبير عن الحب المباح شرعا المعترف به من المجتمع
4ـ حل جذري ومثالي للمشكلة الجنسية بكل تفاصيلها وبالتالي معافاته من المعاناة التي يجدها والصراع الذي يعيشه بين قيمه ومبادئه وبين الواقع وكذا الصراع بين التقيد بعادات المجتمع وضوابطه وبين التحرر منها والتمرد عليها ومخالفة المجتمع بما في ذلك من تبعات يتحملها المراهق والصراع بين عقله وعاطفته
إذن الاسلام يشير الى أهمية الزواج في حياة الشاب ويكلف الاسلام اللأمة بتزويج الشباب فجعل الخطاب موجها للجماعة ( وأنكحوا ) فعلى الأمة تقع مسؤلية اتمام الزواج وجعله محل رعايتها بحيث تساعد غير القادرين وتيسر اجراءات الزواج  وبالتالي علينا ان نهتم وان نفتح هذا الملف مع الشاب للحوار حوله وتحديد الموقف منه متى سيتزوج وكيف ؟ حتى يطمئن الشاب على مستقبل هذا الركن الجديد في حياته خصوصا اذا لم تكن لدينا قدرة ناجزة على تزويجه فور بلوغه وهو الأصل
ثانياـ الصيام (فمن لم يستطع فعليه بالصوم)
1ـ الصيام يقوي الارادة ويربي الشاب على قوة الشخصية القائم على قدرته على الامتناع عن شهواته وضبطها والتحرر من أسرها
1ـ الصيام اعتراف باستقلاله ومطالبة له بممارسة استقلاله فعلياً فهذا هو الاستقلال الحقيقي؛ ومن قدر عليه تحرر واستقل ومن ضعف عنه لم يستقل مهما طالب بذلك ومهما استقل ظاهره
2ـ الصيام إضعاف للشهوة وبالتالي تخفيف لضغطها على أعصاب المراهق وهذا حل عظيم لكل نتائج ضغوط الشهوة مثل أحلام اليقظة ـ والوسوسة ـ والنظر الى الحرام ـ ومعاكسة الفتيات ـ والعلاقات الخاطئة بالبنات
3ـ الصيام يقوي الجانب الروحي من محبة الله تعالى والحياء منه والاخلاص له ومراقبته في السر مما ينمي الرقابة الذاتية ويشبع حاجة المراهق الى ايمانه بوجود قوة قاهرة تعينه ويعتمد عليها فيما يعجز عنه
ثالثا ـ إخبار المراهق أنه الآن قد أصبح مكلفا بالأحكام الشرعية وأصبحت له أهلية الوجوب أي تجب عليه أحكام بعد أن كان يؤديها لمجرد تعليمه أو تحبيبه فيها مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج كذلك اذا فرط في أي منها فهو مسؤل محاسب عليها
ـ هذا التعريف وحده والمطالبة بالعمل وتعريفه أنه محاسب على تقصيره كل ذلك رسالة اقرار من الشرع ومن المحيطين بالمراهق بأنه قد كبر ولم يعد طفلا وهذا الاقرار وحده يحل أزمة قوية في نفس المراهق تدفعه لاتخاذ بعض السلوكيات التي يرفض بها معاملته كطفل
ـ وجوب تعليم المراهق ما يجب عليه وفقا لقاعدة شرعية مهمة وعظيمة وهي أنه يجب على من يتصدى لأمر ان يتعلم هذا الأمر فاذا احتلم أي بلغ وجب أن يتعلم أحكام العبادات التتي سيؤديها واذا عمل بعمل كالتجارة وجب عليه أن يتعلم أحكام التجارة حتى لايقع في محرمات وبالتالي سيتعلم أحكام الطهارة وأنواع ما ينزل منه وما يوجب الغسل وما لايوجب وأحكام الغسل وهذا التعليم في حد ذاته تجاوب مع ما يطرأ على حياته وفتح الباب ليسأل عن هذه الأمور وما يتعلق بها فتبدأ تبصرته بها في سياق طبيعي وفي الوقت المناسب وعلى قدر احتياجه كشاب .
ـ ووفقا للقاعدة السابقة فان من الضروري أن يتعرف الشاب على طبيعة المرحلة التي يمر بها ومشكلاتها وتفسير هذه المشكلات وكيفية التعامل معها وبالتالي تتحدد لديه أمور فيساعد والديه في المرور بهذه المرحلة بسلام أو بأقل تكلفة
ـ وجوب أن يتعرف الأب على ما يمر به ابنه من مشكلات ويسأل اذا لم يعلم (إنما شفاء العي السؤال ) حتى يأخذ بيده ويخرجه من هذه المشكلات فلا يسلمه لها ولا يخذله وقت احتياجه اليه ولايقصر في مسؤليته تجاهه
فاذا تعرف الأب على طبيعة هذه المرحلة وأنها كغيرها من المراحل فهي مؤقتة ستنتهي بمشكلاتها لكن يجب الاهتمام بها وعلم أن الابن يحتاج الى مساندته له والأخذ بيده باعتبار انه يمر بفترة انتقالية بين الطفولة والشباب فلها مشكلاتها وفي نفس الوقت تعلم الابن طبيعة هذه المرحلة واستمر الحوار بين المراهق ووالديه فسيكون هناك انسجام واتفاق على نسبة كبيرة من الحلول بخلاف ما لو كان الأب لايدرك الا أن ابنه يعانده ويعقه وقد تغير كثيرا لأسباب لايعرفها والابن لايدرك طبيعة هذه المرحلة ولا أحكامها فهنا تتعقد الأمور وتتفاقم المشاكل التي تزيد الفجوة وتأخذ بالابن بعيدا عن الطريق المستقيم
أي أن الجهل بطبيعة هذه المرحلة يمكن ان يكون سببا في زيادة الخسائر التي سنخرج بها من هذه المرحلة
  
نماذج من تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع سن البلوغ
النموذج الاول ـ الشاب الذي طلب الإذن بالزنا وكيف تعامل معه الرسول وهذه الواقعة تفيد:
1ـ الانصات والسماع من الشاب مهما كان أسلوبه غير لائق أو طلبه غير مشروع فلابد من الانصات له للنهاية
2ـ التقبل أي عدم احتقار الشخص بناء على طلبه الغير مشروع وتقدير الحاجة التي دفعته للطلب
3ـ الحوار معه والأخذ والرد وليس الحديث من طرف واحد
4ـ الاعتماد على الاقناع لا على فرض الرأي في مسألة كامنة في القلب تحتاج الى اقناع
5ـ المساعدة والمؤازرة ولو بالدعاء
6ـ عدم الاستجابة لطلبه لأنه غير مشروع وفي نفس الوقت عدم احتقاره
النموذج الثاني ـ الشاب الذي طلب الصدقة فطلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتي بماعنده ثما باع هذه الأشياء واشترى ببعض ثمنها طعاما لأهله وبالباقي قدوما (آلة لقطع الأشجار) ووضع لها صلى الله عليه وسلم يدا وقال له اذهب واحتطب  وطلب منه ان يأتي له بعد مدة حددها له .
وفي هذا الموقف فوائد مهمة في التعامل مع البالغ:
1ـ لم يجبه الرسول الى طلبه لأنه ليس حقا له
2ـ اعانه في التفكير ولم يتركه وفي نفس الوقت لم يحل محله ويتبنى الحل كله وانما  ساعده فيما لايقدر عليه
3ـ تابعه فيما بعد الحل فطلب منه أن يعود اليه بعد مدة محددة مظنة ان يحدث فيها أثر الحل ونتائجه
النموذج الثالث  تكليف الشباب  بــ :
جمع القرآن ـ تعلم الفارسية ـ قيادة الجيش
ـ كل ذلك فيه اعتماد الشاب فيما يحسنه وتقديمه واعلان الثقة فيه والاستفادة الحقيقية من مواهبه وكفاءته
وفي ذلك من الحلول الجذرية للمشاكل التي يعني منها البالغ فتنعكس على سلوكه وتصرفاه مع من حوله فينزعجون مثل :
كثرة الجدال ـ عصيان الوالدين ـمخالفة الأوامر ـ مخالفة الأعراف والتقاليد ـ الاحساس بالاضطهاد ـ الاحساس بأنه غير مفهوم وغير قادر على توصيل رأيه والتعبير عنه ـ الاحساس بأن هناك أمور في داخله هو غير قادر على فهمها وغير ذلك من البراكين التي تتفجر في نفس المراهق
التكليف والانشغال يأخذه الى دوامات عمل وانجاز بدلا من دوامات التفكير التي لاتنتج الى مزيدا من الاحباط واليأس وبالتالي تعقيد العلاقات بينه وبين والديه والمجتمع

النموذج الرابع عن ابن عمر رضي الله عنه قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)
وفي هذا الحديث فوائد منها:
قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الشاب واشعره بهذا القرب بأخذه بكتفه
ـ اختصاص المراهق بحديث خاص به وكأنه اختاره من بيد غيره من الشباب ليشعره بالاهتمام الشخصي الخاص والشاب يحب ذلك ويشبع عنده حاجته للتقدير
ـ أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بمنكبه فيه تعبير عن الثقة في الشاب وهذا ما يحتاجه الشباب في هذه المرحلة ان هذه الثقة تروي ظمأ الشباب وتريحه من معاناة شاقة بينه وبين نفسه نتيجة احساسه بعدم ثقة من حوله فيه ويزيد هذا الاحساس ضعف ثقته هو في نفسه نتيجة دخوله في مرحلة جديدة في حياته مجهولة فيها كثير من الغموض وينتظر فيها مطالبته بمسؤليات جديدة كانشاء اسرة هو لايدري إن كان كفأ لها أم لا
مضمون الحديث خاص بالشباب فهي وصية للشباب (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) فهذا تقصير للأمل ومساعدة على الايمان باليوم الآخر وبالتالي عدم الانجراف امام الشهوات
ـ ورواية الحديث تؤكد لنا أن الشاب أخذ هذه الوصية الخاصة بجدية تامة واهتم بها وعمل بها فكان يقول اذا أصبحت فلا تنتظر المساء واذا أمسيت فلا تنتظر الصباح
انه التزام وعمل على غير ما نتوقع نحن من الشباب انه لن يهتم
وللحديث بقية 

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 167 مشاهدة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

293,909