~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عندما أردت أن أقرأ عن العمرة وجدت كل الكتب تتحدث عن الفقه ولم أجد من ينصحني نصائح عملية لذلك أردت بعد العودة أن اكتب بعض هذه النصائح لعلها تفيدك أخي الحاج تقبل الله منكم
ـ لا تنس أن تستشير من سبقك بشرط أن يكون من أهل الرأى والعلم فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس : (وشاورهم في الأمر) آل عمران
وقال الحكماء : "ما ندم من استخارا لخالق واستشار المخلوقين ". 
فعليك بسؤال أكثر من حاج واسألهم عن كل التفاصيل حتى تكون على دراية بكل ما سيحدث
ـ تقديمك للحج أو العمرة فرصة لمراجعة نفسك هل أنت أهل لزيارة بيت الله ؟؟ وللوقوف أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يمكن أن يردك الله ولايقبل دخولك بيته الحرام ؟ أو يرد عليك حجتك أو يمنع وصولك إليه بذنوبك ؟
إذًا لابد أن تجدد التوبة وتخفف من الذنوب حتى تكون عند الله مقبولاً.
ـ لا تنس صلاة الاستخارة قبل كل خطوة تخطوها أثناء الاستعداد للسفر 
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ ......." الحديث (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ)
ـ تعلم فقه الحج وادرسه واقرأ كثيراً واسمع وراجع المناسك وترتيبها حتى تكون على علم ولا تترك نفسك لتقليد كل ما ستراه هناك لأنك سترى أفعالاً كثيرة منها ما هو سنة وما هو بدعة وستسمع فتاوى مختلفة بعلم وبغير علم فتحتار واعلم أن تعلمك أحكام الحج فرض عليك (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) الأنبياء وقال رسول الله عليه وسلم : (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، وكل خطأ ارتكبته بسبب الجهل ستحاسب على ترك العلم به ما دمت قادراً على التعلم عفا الله عني وعنك
ـ ابحث عن جمعية أو مكتب موثوق وليس أي مكتب أو شركة ولا أشخاص أو جمعيات مجهولة فالنصب والاحتيال في التسفير للحج في مصر كثير للاسف فلابد أن تتوفر الأمانة والصدق وكذلك الخبرة في مجال الحج؛ فهناك ربما تجد الواقع مختلفا عن الإعلان .. هذه نصيحة مجرب
ـ تأكد من سلامة أوراقك قبل السفر مثل إذن التجنيد حتى لا تفاجأ بمنعك من السفر في الميناء أو المطار
ـ أقصر طريق لمعرفة الأوراق المطلوبة وطريقة استخراج جواز السفر هو مصلحة الجوزات نفسها فقد تسأل الناس فيخطئون فتتعب
ـ جهز حاجاتك بعد أن تحددها مكتوبة واسأل من سبقك قبل تحديدها وستحتاج إلى
ملابس إحرام – فوطة – قصافة – ماكينة حلاقة- أو مزيل شعر- أدوات معيشة مثل طبق وكوب ومعلقة وسكينة وسخان صغير أو ترمس، كما تأخذ معك علاجك إن وجد وعلاجاً للطوارئ كعلاج البرد والقئ والإسهال والمغص وإن كان على السفينة عيادة صغيرة، ولكن ربما يمرض أحد في الطريق البري كما ستحتاج لمعلبات في الطريق البحري والبري وخبز قد تحتاجه في مكة أيام الزحام ،وتحتاج الى أطعمة غتية بالماء مثل التفاح والخيار والطماطم في أيام الصيف وأطعمة غنية بالملح مثل الجبن للوقاية من ضربات الشمس 
ـ خُذ كل ما يريحك ويفرغ قلبك وبالك للعبادة بشرط ألا يكون عبئاً عليك وسوف تحتاج إلى: 
ـ كتاب في فقه الحج والعمرة ولو مختصراً وأرشح لك :
"الزاد الثمين للحجاج والمعتمرين" للشيخ محمد حسان 
"كيف تحج وتعتمر" للشيخ عبدالعزيز عيسى 
كما أن هناك كثير من الأمور ستحب تسجيلها سواء بالكتابة كبعض الفتاوى والخواطر والذكريات أو بالصوت أو بالصورة فخذ ما يلزم لذلك قلم ومفكرة ومحمول بكاميرا
ـ بعض الأشياء ستلازمك في الطريق مثل جواز السفر والمصحف والسواك والمنديل وغيرها فضعها في حقيبة صغيرة واكتب عليها الاسم والبلد ورقم التليفون واجعلها في يدك أو رقبتك

ـ بعض شركات الاتصال تمنحك من هنا إمكانية الاتصال ببلدك ولا تحتاج إلى تغيير الخط هناك وهذا أفضل فقد لا تتمكن من تغيير الخط إلا بعد يوم أو أيام إلا أنها قد تعطيك حق الاستقبال فقط، 
ـ عيب المحمول أنه يشغلك في عبادتك هناك ويزعجك في أماكن مقدسة كالحرم لذا أنصحك أن يكون الاتصال للضرورة فقط
ـ حدد مكتوباً كل ما ستشتريه من هناك حتى لا تنسى ولا تحتار في زحمة البضائع الكثيرة والمعروضات المغرية بل يجب أن تحدد أولوياتك في الشراء
- لا تشغل نفسك بتغيير ريالات كثيرة فهناك مكاتب صرف
ـ "خذ الرفيق قبل الطريق" هذه وصية غالية للسلف وأهل الحكمة ستحتاج إلى صاحب تستشيره وتعينه ويعينك وستحتاج إلى من سبقك ليدلك على الأماكن والطرق وينبهك لأمور، كما تحتاج لرفيق على عام بأحكام الحج والعمرة أو على الأقل تذاكر معه .
ـ اجعل من الحج أو العمرة مناسبة لصلة الرحم فقم بزيارة كل أقاربك واجعلها فرصة للتصالح قبل الفراق واجمع أسرتك حولك وشاورهم في بعض الأمور واجعلهم يشعرون أنها مناسبتهم جميعاً وفي الوداع أحسن وداعهم

لقد أمكنك الله تعالى من ركن عظيم من أركان الإسلام فعظم هذا الفرض وأعطه حقه واهتم به كل الاهتمام المطلوب "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"
ـ اكتب اسمك على حقائبك فإذا كانت سوداء فبقلم أبيض عريض فربما تصل إلى مكان بالليل واعرف عدد حقائبك 
ـ أنت ذاهب لتنال مرضاة الله فإياك وأي فكرة أو عمل أو كلمة أو أن تأخذ معك شيئاً يغضب الله
- تستغرق السفينة من 32:28 ساعة من ميناء سفاجا إلى ميناء جدة والطائرة ساعتان تقريباً من القاهرة
ـ قبل سفرك توجه لزيارة الصالحين والعلماء واطلب منهم أن يزودوك بنصائحهم ودعواتهم فالعلماء ورثة الأنبياء وعن أنس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد سفراً.. زودني.. 
فقال : زودَّك الله التقوى..
قال زدني.. قال : وغفر ذنبك 
قال زدني ..
قال : يسر لك الخير حيثما كنت" رواء الترمذي..
وإنما قدم التقوى في الدعاء لأن التقوى أصل جميع الأشياء فالعبد الموفق هو المتقي فكأنه صلى الله عليه وسلم أشار إلى السفر لما كان مظنة المشقة، وربما يحصل من المسافر تقصيره في العبادة وكلام سخيف ومجادلة مع الرفقاء فدعا له أن يزوده التقوى أي الحفظ والصيانة من هذه الأشياء، والصبر على إقامة فرائض الله تعالى
ـ تعاون مع إخوانك المؤمنين واعرف واجباتك نحوهم وأدِّها وأكرمهم وأحسِن إليهم واجعل يدك هي العليا بالمال وكذلك بالخدمة فقد قال النبي صل الله عليه وسلم : (اليد العليا خير من اليد السفلى)
وقال بعض التابعين : كنا نصحب عبدالله بن عمر لنخدمه فإذا به يخدمنا. وكان عبدالله بن المبارك إذا عزم الحج نادى على أهل بلدته: من يريد منكم الحج؟ فيجمع منهم نفقاتهم ثم يجعلها في صندوق فيقفل هذا الصندوق ثم ينفق عليهم في مكة أوسع نفقة فإذا قضوا مناسكهم اشترى لهم من الهدايا والتحف ما يريدون ثم إذا رجعوا جمعهم وفتح الصندوق فأعاد لكل واحد ما كان دفعه
ـ لا تنس أن يكون وداعك لأهلك على السنة ففي سُنة الرسول صل الله عليه وسلم بركة والسنة أن تهتم بوداعهم وتسلم على كل واحد منهم وتقول له "أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه" أي أترككم في حفظ الله تعالى ورعايته وهو الذي لا تضيع ودائعه والوديعة هي ما تتركه عند أحد لحفظه (الأمانة) فأنت تركتهم في حفظ الله عز وجل فأما المقيم فليودعك بقوله: "نستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك". قال الإمام الخطابي الأمانة هنا أهله ومن يخلفه وماله الذي عند أمينه وذكر الدين هنا لأن في السفر مشقة فربما كان سبباً لإهمال بعض أمور الدين أو يودعك بدعاء آخر من السنة وهو: (زودك الله التقوى وغفر لك ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت)
ـ الحج جهاد يحتاج إلى صبر وسعة صدر ذَكِّر نفسك بذلك دائماً حتى تتحمل المشقة وتصبر على صحبة المؤمنين .. قال تعالى "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه" سورة الكهف
أخيراً أخي الحبيب استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك، وزودك الله التقوى وغفر لك ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت
وأسألك الدعاء لي هناك تقبل الله مني ومنك وجعل حجك مبروراً وذنبك مغفوراً وعدت إلى أهلك سالماً غانماً

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 376 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2019 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

291,251