هَـلْ كَـانَ حُـبَّـاً ؟!

لَمـ تَزَل فِـي السُّجُـونِ رَائِحَـةٌ مِـنْ آثـَارِ الـغَـدْرَةِ الَّتِي قَـد كَانَـت؛فَالنَّفْسُ

سَجْنٌ؛وَالذاتُ سَجْنٌ؛وَالرُّوحُ سَجْنٌ؛وَالعَقْلُ سَجْنٌ؛وَالفُؤادُ كَذلِكَ؛وَرَائِحَةُ البَشَاعَةِ

الَّتِي جَاءَت مِنْ آخِرِ أَنْفَاسِ صَاحِبَةِ لَيْلَةِ الفُضُولِ أَفْسَدَت أَجْوَاءَ كُلَّ هَذِهِ الصُّرُوحِ

الحَزِينَةِ؛وَمَا بَيْنَ القُبْلَةِ الصَّافِيَةِ الرَّقْرَاقَةِ وَبَيْنَ المَشْهَدِ الَّذِي بَرَزَت فِيهِ أَنْيَابُهَا

الزَّرْقَاءُ وَدَمُ الشَّرِّ يَنْسَابُ مِنْ بَيْنِ ثنَايَاهَا؛مَا بَيْنَ هَذِهِ وَهَذا أَقْفُ أَنَا !...؛أَقِفُ وَحْدِي

تَحْتَ جُنْحٍ مِنَ اللَّيْلِ كَئِيبٍ أُوَارِي حَقِيقَةَ أَمْرِي فِي إِبَّانِ ذلِكَ !...؛أَتَذكَّرُ !؛أَتَذكَّرُ

كَيْفَ كُنْتُ طِفْلاً سَاذِجَاً لَعِبَت بِهِ امْرَأَةٌ لاَ تُبَالِي بِقِيمَةِ الصِّدْقِ وَلاَ بِحَقِيقَةِ الحُبِّ !

أَقِـفُ وَحْـدِي أَتَذكَّـرُ أَهَـذا الَّـذِي قَـد كَانَ هَـلْ سَيَبْقَى هَـا هُنَا بَيْنَ حِيطَانِ

دُنْيَايَ الَّتِي هِىَ نَفْسِي وَبَيْنَ جُدْرَانِ رُوحِي الَّتِي هِىَ أَنَا ؟!

الفِكْرَةُ الـرَّهِيبَةُ مَـا تَزَالُ تَعْبَثُ بِأَوْقَـاتِي؛فَـمَا عَـادَ شَيْءٌ يَصْلُحُ لِلْبَقَاءِ؛فَلاَ

المَرْأَةُ بَقِيَت؛وَلاَ أَنَا بَقِيتُ؛فَفِي سَاعَةِ المُوَاجَهَةِ ذهَبَت هِىَ؛وَلَكِنَّهَا تَرَكَت صُورَةَ

المَرْأَةِ المَسْخِ وَإِنْ كَانَت وَسِيمَةً؛فَمَا مِنَ امْرَأَةٍ تَمُرُّ عَلَى طَرِيقِي إِلاَّ وَرَأَيْتُ صُورَةَ

المَسْخِ بِجَوْفِ ضَمِيرِهَا؛فَلَسْتُ آمَنُ؛وَلَسْتُ أَصْدُقُ؛لأَنِّي صِرْتُ مَعْنَىً مِنْ مَعَانِي

الشَّـكِّ وَالارْتِيَابِ؛فَمَا وُجِدَت المَرْأَةُ فِي حَيَاتِي إِلاَّ وَوُجِدَ الشُّعُورُ بِالفَزَعِ؛وَرَابَطَ

يَقِينٌ مَا يَزَالُ يُخَبِّرُ بِأَنَّ أَشْبَاحَ الضَّيَاعِ تُرَابِطُ هُنَا ... عَلَى ثـُغُورِ أَمْكِنَتِي !

فَهَلْ كَانَ حُـبَّاً ؟!...؛لاَ؛لَمـ يَكُنْ حُبَّاً !

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2016 بواسطة darch89

عدد زيارات الموقع

18,530