دُلَّنِي عَلَى السُّوْق
بقلم /شحات خلف الله عثمان محام وكاتب
كثيرا ما نسمع فى البرامج التلفزيونية ونشرات الاخبار ووسائل الاعلام المختلفة عن المنظمات الدولية والادوار التى تقوم بها فى خدمة الانسانية البشرية دون نظر الى لون أو عرق أو دين .
والعجيب فى الامر ان تلك المنظمات التى تقدم تلك الخدمات الاجتماعية منظمات أجنبية فى المقام الاول ولها متطوعين أجانب أيضا يمدون يد العون ويكفكفون دموع المظلومين فى شتى بقاع المعمورة .
رَجعتُ بذاكراتى الى قرابة الثلاثة وعشرون عاما عندما كنت ادرس القانون فى جامعة اسيوط وتحديدا فى محاضرات الدكتور عصام زناتى استاذ قانون التنظيم الدولى وكيف كنت مشدوها ً ومنبهراً بـِتلك المنظمات والتنظيمات والوكالات وكيف تم أنشائها وأماكن تواجدها ودار فى ذهنى وقتها سؤالا لما هم يفعلون ذلك وهل لهم مأربْ أخرى مستترة ؟
ظل هذا السؤال يدور فى مخيلتى طوال السنوات الماضية حتى تكشفت بعض الحقائق أثناء ثورات الربيع العربى حيث تم مداهمة بعض المكاتب الاقليمية وتم العثور بداخلها على مخططات شيطانية تهدف الى تقسيمات داخل الدول ونشر الفتنة والخراب عن طريق أذرئعها من بنى جلدتنا ، وظهر ايضا من محاولات التنصير فى الدول الفقيرة ومحاولات تجارة الرقيق البشري عبر الدول والعمل بالسخرة والاستعباد.
حتى اكون منصفاً هناك منظمات تقوم بدور سامى فى الحفاظ على ما بقى من البشريه عقب ويلات الحروب والدمار هنا وهناك وتحاول مدّ يد العون وكسر الحصار ونجدهم فى الكثير من البقاع عقب السيول والفيضانات وما اكثرها .
وبالرجوع الى هجرة الرسول صلّ الله عليه وسلمْ من مكة الى المدينة المنورة وقيامة بالبدء فى إرساء قواعد الدولة الاسلامية بالمؤاخاه بين الانصار والمهاجرين حتى كان يتشاطران الاموال والزوجات بعد الطلاق أمتثالا وحبا وكرامة وأتباعا لنهج الخلق والمرسلين .
فى تلك الواقعة اتذكر الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة .... فقد َعَرَضَ عَلَيْهِ احد الانصار اللذين تأخى معه أَنْ يُشَاطِرَهُ نِعْمَتَهُ، وَأَنْ يُطَلِّقَ لَهُ أَحْسَنَ زَوْجَتَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عبد الرحمن: بَارَكَ الله لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَلَكِنْ دُلَّنِي عَلَى السُّوْقِ ، ليعطينا درساً غاب عن فهمة الكثير والكثير وهو درس العمل والاعتماد على النفس دون أعتماد على منح وهبات وقروض الأخرين .
رسالتى من المقال والحديث عن المنظمات الدوليه تقول أننا أمة تَوكـُل على الله وسعى وعمل لا تكاسل وتراخى والعيش على فتات الأخرين ولن أنسي الفاروق عمر عندما قام بضرب الرجل العابد فى المسجد الذى ينفق عليه أخيه وقوله له اَخيك أفضل عند الله مِنكْ ، اذا العمل العمل العمل كررتها ثلاثا فَبِها صلاح الحال وإصلاح أمور العباد وعد الاعتماد على معونات خارجيه ربما تحمل فى طياتها السُمُ الزْعاف واليد العليا خيرا من اليد السُفْـلى.
فليكن شعارنا
دُلَّنِي عَلَى السُّوْقِ