آهٍ يـَا أُمِّـي
تَشَظَّيْتُ مِنْ قَيْظِ الطُّرُقَاتِ؛وَتَكَسَّرَ ظِلِّي ـ رَأَيْتُهُ كَذلِكَ ـ وَأَنَا أَمُرُّ فِي بَرْدِ اللِّيلِ بِجِوَارِ
قِنْدِيلِ دَرْبٍ غَرِيبٍ عَنِّي؛آهٍ يَا أُمِّي؛تُبَدِّدُنِي آمَالِي الَّتِي تَاهَت مِنِّي بَيْنَ رِمَالِ الصَّحْرَاءِ؛
وَتَنْهَشُنِي ذِكْرَى فِرَاشِ تَأَوِّهِ الرَّاحِلِينَ؛بَسْمَتِي مُنْطَفِئةٌ أُوَارِي بِهَا حَسْرَتِي فِي جَدَثِ
التَّصَنُّعِ غَيْرَ أَنَّ مَرَارَ المَلاَمِحِ يَهْتِكُ سِتْرَ زَيْفِهَا؛آهٍ يَا أُمِّي؛لاَ تَخَافِي؛سَأُكْمِلُ؛لأَنَّـكِ
تُرِيدِينَ ذلِكَ؛فِي رُوحِي صَدَى تَصَدُّعِ آمَالِي الَّتِي غَيَّبَهَا هَوَسُ صَبِيِّكِ بِالمُحَالِ؛وَلَكِنِّي
قَـوِيٌّ لَم أَزَل؛ لأَنَّـكَ تُرِيدِينَ ذلِكَ؛إِنَّ نَفْسِي الَّتِي وَدَّعْتُ رِغَابَهَا لأَفْرُغَ لِطِلْبَةِ العَقْلِ
مَا زَالَ نَحِيبُهَا يَرُجُّنِي وَيُغَلِّفُ مَسَاءَاتِي بِكَمَدِ الصَّمْتِ المُحْتَضِرِ؛وَلَكِنِّي أَتَغَافَلُ؛
لأَنـَّكِ تُرِيدِينَ ذلِكَ؛سَأَضَعُ رَاحَتِي عَلَى فَمِي؛وَلَكِنِّي أَتَسَمَّعُ دَائِمَاً لِصَوْتِ أَنِينِ
عُمُرِي الضَّائِعِ وَهُـوَ يَهْمِسُ فِي انْكِسَارٍ ...:آهٍ يَا أُمِّي !