محمد شاكرالسبع ، يودع الحياة
.................................
بقلم : سيدمحمد الياسري
الكاتب الروائي والقاص ، ابن العمارة ، المدينة التي غفت اشعة الشمس ، على دجلتها ، وحاكت خيوط القمر ، مع قصب اهوارها حكايات الطيور النائمة في أعشاشها بعد رحلة نهار مضني ، من تربة النشأة ومن مياة الرحبة كتب محمد شاكر جمعة السبع حكايات العراق ، من بين عيون المارة ، والعابرون عبر الى الحياة الاخرى ، ليختم ، ماكان يتحدث به عن الناس بقصص وروايات، ليكون هو حكاية الناس في اخر المطاف !
احدى الصفحات الفيس بوك للاخت (Layal Fadhil ) نشرت في كل كروب - أهالي العمارة وكروب اتحاد ادباء ذي قار- تناشد ان الطير المهاجر محمد السبع ، يفتقد الحياة ، بورم بالرئة ، وانه في مستشفى ( نوتردام في مونتريال ) بكندا، فاقد الوعي ، ليس بجنبه اي قريب او صديق ، وحيدا مع غيبوبته ، لا يجالسة غير المرض ، ولا تحابيه غير الغربة ، كلاهما كانا معه ، الا رفيق دربه الطويل ، القلم ، كان بجنبه يشعر بالحزن ان اليد التي كتبت رواية النهر التي اخرجها فيصل الياسري ماعادت تمسك القلم من جديد.
كتب محمد السبع في الصحف والمجلات ومنها الف باء التي كانت تحقيقاته فيها رائعة وساحرة ثم اصبح معاون رئيس التحرير لجريدة الجمهورية ثم مدير مكتبها في البصرة، عرف اسلوبه بالمتغير بين رواية واخرى وكتب عبدالستار ناصر في٢٣ /١١ / ٢٠٠٩ في موقع منتيديات العراق عن رواية المقطورة(
سأقول أيضاً، بمسؤولية لا أعفي نفسي عنها - إن هذه أول مرة أقرأ فيها عملاً عراقياً بهذا الحجم من الصفحات، دون أن أتركه من يدي، بل قرأت الرواية في وقت نسبي أرغمني كاتبها علي أن أقرأ في الليل كما في النهار، عساني أحصل علي أكبر حصة من المتعة وتنشيط ذاكرتي صوب تلك السنوات التي اختارها السبع مرتعاً لأبطال روايته، أيام كنا بموازاة شجونها وبين شخصياتها نوشك أن نمسك كل واحد منهم بأصابعنا، بل، سينتابك الإحساس أنك تعرفهم تماماً، وقد تفتح الباب لهم ليدخل (حوني، ومحمد، وحامد البدر نائب البرلمان) وقد تذهب إلي حانة(يوسف أوري) وترى في طريقك السيد لقمان وأبو طويرة الذي يسرق كحل العين، وأيضاً ستري المفوض إبراهيم وجواد الخطاط وعلوان القصاب والعم طارش، وتشرب الشاي في مقهي عباس وأنت تري(الست ليلي) تقطع الزقاق وهي تبتسم ببراءة لئلا يزعل منها أهل محلتها.)
فقد قارنه مع شكسبير ، بكتابته وعمق افكاره ، ٥٢ شخصية عبر الزمن والاحداث والزقاق في رواية يمسكهم كخيوط بين فكرة الحكواتي ، واسلوب الكاتب الحديث
من الروايات التي اقتبست من رواياته:
النهر والرماد / النهر
من الأفلام الأخرى فيلم «النهر» المأخوذ عن رواية الأديب محمد شــــاكر السبع «النهر والرماد» وقد عرض في بغداد في سينما بابل بتاريخ 3 تموز (يوليو) 1978. تولى إخراجه الفنان فيصل الياســــري الذي أسهم مع الكاتب زهير الدجيلي في كتابة السيناريو والحوار للفيلم.
يتناول فيلم «النهر» حياة الصيادين والاستغلال الذي يتعرّضون له، على يد رئيس الصيادين، الذي يقدمه الفيلم كرئيس مافيا، وقد جسّد الفنان الرائد أسعد عبد الرزاق شخصية ذلك الرجل الجشع الذي لا يتورع عن سرقة جهود الآخرين كي يزيد من ماله وأرباحه الكبيرة... لكن الظلم لابد له أن ينتهي في يـــــــومٍ ما، ليبدأ أحد الرجال الثورة على الطغيان، ومافيا الصيادين، ويتعاون معه الكثير من أبناء المنطقة.
شارك في أداء أدواره مجموعة كبيرة من نجوم الفن العراقي؛ منهم أسعد عبد الرزاق، وهناء محمد، وسامي قفطان، وقائد النعماني، الذي توفي مؤخرًا في الولايات المتحدة، وسوسن شكري، وكريم عواد، والمرحوم فوزي مهدي، والراحل ياس علي الناصر، وصادق علي شاهين، وضياء البياتي... مثل فيه، أيضًا، بدور ضيف شرف نقيب الفنانين الأسبق حقي الشبلي.
ودع الحياة وهو فاغر فمه للهواء يبحث عن نسيم العراق وزقزقة طيور الاهوار بين القصب والبردي ، اخذ شهيقه الاخير من كندا تاركا فمه مفتوح لأمل ان نسيم بلاده سيمر عليه ويكتب حلمه الاخير
مؤلفاته:
1. النهر والرماد، رواية – مطبعة الغري، 1973.
2. المقبرة، رواية – مطبعة الأمة، 1979.
3. ذلك الشتاء البعيد، مجموعة قصص – دار الشؤون الثقافية – بغداد 1986.
4. الحقول البيضاء، رواية – دار الشؤون الثقافية – بغداد 1992.
5. المقطورة، رواية – دار الشؤون الثقافية – بغداد 1995.
6. الثلوج الساخنة، رواية – دار الحرية للطباعة – بغداد 1999.
7. حكايات بلا شتاء، مجموعة قصص – اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1999.
8. أغنية الصياد الصغير، رواية – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 2001.
روايات للفتيان:
1. الأبطال الثلاثة، 1985.
2. المهربون، 1985.
3. رحلة البحارة الشجعان، 1985.
4. الأبطال لا يقهرون، 1987.