مجلة فجر الحرية

(يصدرها ثوار دار الكتب)

authentication required

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

 

غابة داركتبستان

 

يُحكى أن ملك الغابة كان يفتخر دائماً بقوته وجبروته التى لم يراها فى أى أسد من قبل ولكنه كان لايعترف أبدا بأنه لم يكن لديه نصيب الأسد من الذكاء لذلك نجده قد بنى إمبراطوريته على المكر و الخديعه و كتم الحق و إتقان التحريف و إتهام الشريف و تشويه العفيف و كسر الضعيف.

لذا كان لابد أن يتقن إختيار بطانته التى سوف تدعمه و تسانده فلم يجد إلا الضباع رغم طبيعتهم المنفرة لتولى هذا الشرف العظيم الذى سوف يمنحهم إياه , وهذا مقابل الولاء و الطاعة العمياء ,

فأطاعوه ونفذوا الأوامر مهما كانت حقيرة فلم يجدوا فى ذلك صعوبة فهذا يناسب رغباتهم.

لذلك نرى إنهم قد نالوا قدرا كبيرا من التميز و السلطة والمناصب رغم عدم كفائتهم و مهارتهم إلا فى نهب الثروات و سلب الأفكار و وأد التنمية وحبس الأنفاس و خنق الأرواح.

 وكانوا يساعدون بعضهم البعض فى هذة المهام الممتعة بالنسبه لهم تحت مبدأ المجاملات التى سوف ترد فى الوقت المناسب وإلا سوف يتحملون العواقب.

وأيضا لا ننسى قطيع الكلاب التى كانت تعوى كلما تحركت الضباع وتصفق على أعمالهم لتحجز نصيبها فى فتات الموائد التى يرميها لهم الضباع وكلما زاد تصفيق الكلب زادت حصته فى هذة الفضلات.

 

وفى ذات الأيام  تفاجأ أحد الضباع وهو يمارس الضغوط على بعض الرعايا بمجموعة من القطط تتصدى له و تناقشه و تجادله فلم يستطيع مجادلتهم و الرد عليهم لما تعاظم من الفساد , فسأل زميله الضبع يطلب منه النصيحة فوجده أيضا يشكو من بعض القطط تحت ولايته يسببوا له الإحراج و الإزعاج دائماً مما يطلبون منه ما يدعون إنه حقهم

فقال الضبع " ما هذا الذى أصبحنا عليه أنسوا من نكون ؟ , أنسوا إننا نحن الأقوياء و هم الأغبياء؟ , ويحهم كيف يتجرأون علينا , لسوف نكتم أفواههم ونسلب أموالهم و نخنق أنفاسهم "

وذهبوا الى الأسد يطلبون الإذن فى تنفيذ جريمتهم فى هؤلاء القطط الحمقى,

فسأل الاسد " من هؤلاء القطط ؟ "

فأجابوا إنهم مجموعة من الرعاع الذين نمن عليهم بفضلنا ولكنهم حاقدين, فسأل الأسد عن أسمائهم ,

فأجابوا إنهم قطط ليس لهم قيمة أذكر منهم (أ) و (ب) و (ج) و (د) و (و),

فإندهش الأسد و إرتعد و زئر وقال " أتقولون بعض من القطط الحمقى الأغبياء بل أنتم الذين إتخذتم الغباء سبيلا, أعجزتم ان تفرقوا بين القطط و النمور؟ " و هنا خاف الضبع وقال " نمور أنمور حقاً ولكننا ظننا إنهم قطط"

فرد الاسد وقال " وهذا من خيبة أملى فيكم  إنهم لبعض النمور الذين أعرفهم جيدا لا يخشون أحدا فقد تجرؤا عليا من قبل وتصدو لى ,  تصدوا لى أنا الملك المعظم

  فالتدبروا لهم مكيدة فعندما تجدوهم فى الطريق  قولوا لهم لماذا تقفون هكذا ولم تذهبوا الى اعمالكم فسوف نحاكمكم على فعلتكم هذة ونعاقبكم أشد العقاب ايها النمور  "

وبالفعل أسرع الضباع فى تنفيذ المكيدة و برعوا في اتقانها و نصبوا المشانق قبل بناء منصة القاضى

وقال القاضى "ما قولكم فى التهم المنسوبة لكم الواردة من رؤسائكم الطيبين حيث تعاليتم عليهم ونهرتموهم بألفاظ غير لائقة لا تليق بمستوى الغابة "

فرد النمور " نرفض هذة المحاكمة نظرا لعدم حياديتها "

 

وحتى كتابه هذة السطور ما زال التحقيق مستمر .

 

 

إن هذة الغابة ليست من الخيال بل هى واقع نعيشه فهذة الغابة بنيت على أحداث حقيقية حدثت بالفعل وفى وقت قريب جدا , فقد تجد هذة الغابة فى دولة , وزارة , هيئة حكومية , جهة إداريه أو أى مؤسسة نلتمس فيها هذا الواقع المؤلم .

 

لذلك أدعو الله سبحانه وتعالى ان يرفع عنا هذا البلاء

و أن يولى أمورنا خيارنا .

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2012 بواسطة darbook

فجر الحرية (يصدرها ثوار دار الكتب)

darbook
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,275