مجلة فجر الحرية

(يصدرها ثوار دار الكتب)

authentication required

زوجات الرسول ( صلى الله علية وعلى آله وصحبه وسلم)

الزوجة الثانية : السيدة سوده بنت زمعه

بعد وفاة خديجة بنت خويلد عام 619م حزن الرسول(ص) جزنا شديدا بعد إن عاش معها أربعه وعشرون عاما وعند وفاتها كان قد بلغ من عمرة الخمسين عاما تقريبا

وعندما وجدت خوله بنت حكيم زوجه عثمان بن مظعون وهما من المسلمين الأوائل أن الرسول(ص) حزنه شديد على زوجته خديجة طلبت منه أن تخطب له زوجه تستطيع أن تحافظ على مكانته من المسلمات الأوائل المشهود لهن بالتقوى والورع فخطبت له سوده بنت زمعه

هي سوده بنت زمعه بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودين نصر ين مالك بن حل بن عامر بن لؤى وكانت أمها هي الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بين لبيد بن خراش بن عامر بن غنيم بن عدى بن النجار

كانت سوده بنت زمعه متزوجة قبل الرسول(ص) من ابن عمها السكران بن عمرو من بني عامر وكانوا من أوائل المسلمين الذين اسلموا وتبعوا الرسول(ص) في إسلامه وتعرضوا إلى الإيذاء والاضطهاد والتعذيب من كفار قريش ولكنهم تحملوا كل ألوان العذاب والاضطهاد من أجل إيمانهم بالإسلام ومن شدة اضطهاد كفار قريش توجهوا إلى هجرة الحبشة في الهجرة الثانية وقد توفى زوجها السكران بن عمرو في مكة بعد عودتهم من هجرة الحبشة وكانت لها

من زوجها ابن اسمه عبد الرحمن.

لقد أحسنت خوله بنت حكيم حينما اختارت سوده بنت زمعه زوجه للرسول لأن هجرتها إلى الحبشة هي وزوجها تؤكد مدى صدق إيمانها برسالة محمد (ص) ومدى إيمانها بمحمد (ص) وأنه رسول من عند الله

أقول للمفترين والمستشرقين هل لو كان الرسول(ص) يجرى خلف شهواته كما يدعون هل كان تزوج من أمراه تكبره في السن ويبلغ عمر سوده بنت زمعه أن خطبتها خوله بنت حكيم خمسة

وخمسون عام وتكبر الرسول(ص) بحوالي خمس سنوات وليس لامرأة في سنها الرجال في حاجة إليها لأنها بعد سنوات قليلة سوف تدخل في الستين من عمرها

قد كان الرسول(ص) زعيما دينيا للمسلمين في مكة كان بمقدوره أن يتزوج أي امرأة لم تتزوج من قبل أو أي فتاة جميله يشترط مواصفات جمالها ولكنه ذو خلق حسن وذو رحمه لا حدود لها فتزوج من أرمله مات زوجها بعد إسلامه لكي يواسيها عن حظها فقد أصبحت وحيدة لا عائل لها يأخذ بيدها في مواصلة الحياة في مواجهه اضطهاد كفار قريش لكل المسلمين في مكة

لم تكن سوده بنت زمعه لها جمال خارق ولم يكن لها حسب ونسب بل كانت امرأة عادية وهنا أسأل المفترين والمستشرقين لو أن الرسول رجلا يجرى خلف شهواته كما يدعون لكان اشترط شروطا معينه في المرأة وجمالها وحسبها ونسبها ولكن الرسول(ص) تزوجها لظروف إنسانية لا يستطيع أن يحس بها إلا لمن بين ضلوعه قلبا مملوءا بالحب والإنسانية مثل الرسول (ص)

لقد كانت موافقة سوده بنت زمعه على زواجها من الرسول (ص) ليس لشهوه جنسيه لديها فقد وصلت سن اليأس الذي لا يمكن أن تحس فيه امرأة أي لذة جنسية ولكنها وافقت لأنها كانت تعرف قسوة الحياة التي يعيشها الرسول(ص) بعد وفاة خديجة أم أولاده ومدى مسئولية

الأولاد وخاصة أنهن بنات فكان لسوده بنت زمعه فرصة للإسهام في تخفيف العبء عن الرسول(ص) وتكريس كل طاقتها وجهدها لخدمه الرسول(ص) وأولاده

وقد توفيت سوده بنت زمعه في آخر أيام حكم الخليفة عمر بن الخطاب ومعنى ذلك إنها عاشت مع الرسول(ص) كزوجه فاضلة في الفترة من 620م إلى أن توفى 632 م أي حوالي ثلاثة عشر عاما ثم عاشت على ذكرى الرسول(ص) بعد وفاته حوالي أربعه عشر عاما وقد توفيت بالمدينة ولكن البعض قال إنها توفيت في عام أربعه وخمسين هـ في زمن خلافه معاوية

المصدر : كتاب زوجات الرسول بين الحقيقة والافتراء

د . نبيل لوقا بباوى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 177 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2012 بواسطة darbook

فجر الحرية (يصدرها ثوار دار الكتب)

darbook
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,261