مجلة فجر الحرية

(يصدرها ثوار دار الكتب)

<!--

<!--<!--

توأم منفصل

     بقلم/ أ. مرفت محمد على

"الحلقة الاولى"

سئمت ذهابي إلى قسم شرطة محطة مصر كل عام في نفس الموعد منذ خمسة عشر عاما , وأنا أستدعى إلى القسم لإعادة عمل محضر فقدان طفلة .
حيث أن كل المحاضر المفتوحة يتم إعادتها كل عام حتى تغلق في نهايته .
كل عام استعيد هذه المشاعر الحزينة, استعيد لحظات الضياع وهى من أصعب اللحظات علي الآباء عند فقدان الأبناء.
إذا توفى الابن فان مكانه معروفا , أما التائه فلا يعرف مكانه أو حالته , كيف يأكل , كيف ينام و كيف يعامل , كيف يعيش...كلها أسئلة بدون أجابه...
طول الطريق وأنا أفكر في كذبه أقولها لزوجتي عن سبب تأخري حيث اننى أخفى عليها هذا الاستدعاء المتكرر حتى لا أفتح لها جرحها القديم الذي لم يشفى بعد ولكن سكن عن النزيف ولكن مع تذكره تعاود الألم مرة أخرى .
ذكرى هذا اليوم المشئوم لا تفارقني. كنا عائدين من الإسكندرية قطار الإسكندرية – القاهرة أنا و اسرتى المكونة من أبى وأمى وزوجتي الحامل وابتنى التوأم وفجأة شعرت زوجتي بالآم الوضع وكان لازال على ميعاد الولادة أكثر من عشر أيام ولكن المجهود الزائد ورجرجة القطار عجلت بأعراض الولادة , وعند وصول القطار كان علينا الإسراع بالمغادرة إلى اقرب مستشفى وتركت الحقائب والبنات مع والدي ليوصلهم إلى المنزل.
ولكن مع الارتباك لم ينتبه والدي إلى ابنتي مريم النائمة على المقعد الأمامي فقاموا بأخذ الحقائب وابنتي ميريت وأسرعوا خلفنا مباشرة إلى المستشفى دون الانتباه إلى مريم النائمة
وعند وصولهم إلى المستشفى لم يلاحظ اى احد فقدان مريم .وبعد مرور عدة ساعات تمت الولادة ورزقنا الله بطفله ثالثه أسميناها مادونا .وعند دخولنا للاطمئنان على زوجتي والطفلة .إذا بزوجتي تسألني عن مريم.وإذا بالوجوم يخيم على الحاضرين. ونظر كلا منا إلى الأخر ولم نجد أجابه .وكان علينا الإسراع إلى محطة قطار مصر للبحث عنها ,ولكن دون جدوى لم يتم العثور عليها .فقمنا بعمل محضر في قسم المحطة .وتركنا مواصفات الملابس وصورة لها مع الأسرة.
تلك هذه الذكريات التي تؤلمني كلما استدعوني إلى القسم .وفى هذه المرة على غير العادة كان يوجد به مجموعة كبيرة من الضباط وأناس آخرين .طلبت من الأمين إبلاغ الضابط بقدومي لإتمام المحضر حتى انصرف .تركني الأمين ودخل إلى الغرفة المجاورة .ثم لم يلبث قليلا حتى وجدت الضابط يرجع إلى مبتسما وطلب منى الجلوس.
جلست وارتسمت على وجهي ملامح الحيرة وكان يجلس امامى رجل مسن ملتحي يرتدى جلباب يبدوا على هيئته انه رجل دين أو شيخا أو ربما يكون رجل متدين عادى لا اعلم الفرق بينهما لاننى قبطي ولا استطيع التمييز بين الاثنين .............

إلى اللقاء فى الحلقة الثانية

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 248 مشاهدة
نشرت فى 4 أكتوبر 2012 بواسطة darbook

فجر الحرية (يصدرها ثوار دار الكتب)

darbook
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,321