مجلة فجر الحرية

(يصدرها ثوار دار الكتب)

 

 

منذ فترة طويلة ونحن نعانى من الشعارات الرنانة والمانشيتات وكان عصر ازدهارها مع عسكرة الدولة وظهور الأتحاد الأشتراكى ومن بعده وريثه الحزب الوطنى ، حيث سادت هذه الظاهرة وبشكل كبير فى كل نواحى الحياة مما جر على مصر الويلات والهزائم والتأخر فى كل شئ حتى سبقنا من هم أقل منا ، ومازالت هذه الظاهرة تضرب بجذورها فى الجهاز الأدارى فى مصر، وبالطبع فى هيئتنا جزء من الجهاز الأدارى وتحمل فى جوانبها هذه الظاهرة السيئة مما أدى إلى تأخرها عن أماكن أقل منها شأنا وأمكانيات وتاريخ وموارد بشرية ومادية ولكنها أكثر منها صيتا وشهرة ، ولنأخذ من هذة الظاهرة شعارات الأخلاق والضمير التى يتشدق بها كثير من العناصر التى تشغل الوظائف الأدارية فى الهيئة فكم من الكلمات تلقى عن ضرورة مراعاة الضمير والأخلاق والمثل العليا، وعندما تسقط الكلمات ومعانيها الحقيقية ممن يقول بها تجده منها براء، فهذه الشخصيات لها عدة أوجه تستخدمها حسبما تقتضى الضرورة فكل موقف له وجه ويتغير بتغير الموقف وتتغير الشخصية وتتلون الى النقيض وبالتالى تتغير الاخلاء والدمير عفوا "الأخلاق والضمير" ولكن هكذا ينطقون ، وهؤلاء يجيدون فن الخداع والمؤامرة ويغمزون ويلمزون زملائهم لأغراض فى أنفسهم ويظهرون الوجه الطيب المتشح بالمثل والأخلاق العليا حتى أن البعض يصدق ولا يشك فيهم أبدا، وخصوصا أن ديدنهم مصلحة العمل وأن الفرد لابد ان يعطى العمل حقه وأن يجعل مرتبه حلالا، وعندما نبحث عما يعمل هذا الشخص ؟ لا شيء ! وماذا يقدم ويعطى ؟ لا شيء! ولكن لانه يجيد فن الوسوسة فى أذن الرؤساء بقدر كبير من المداهنة وكثير من النفاق ، أما مع زملائه فليس لديه القدرة على المواجهة فهو لا يجيد الا الخداع والتلون ، وتجده مع من هم ادنى منه وظيفيا مستاسدا يطلق الشعارات ، وتنكشف هذه الشخصية فى المواقف الفاصلة كشهادة حق يؤديها ولانه يدرى ما يريده الرؤساء والأصدقاء يميل مع رايهم كل الميل ولو على حساب الحق طالما يرضى هؤلاء ، أما الحقيقة والحق والعدال فهى معانى نسبية تتغير بتغير المواقف ، وهذه الشخصية من الضعف حتى أنها عندما تتولى أى منصب تشعر بضعف دائما وان ذلك جاء بناءا على رضا الرؤساء ومن ثم تجده خائفا غير قادرعلى ملء مكانه يفتقر الى كفاءة العلمية والادارية فيعوض ذلك ويحصن موقعه بالشعارات والمانشيتات وهى تلقى هوى نفوس بعض الرؤساء ، ولا أعجب فكثير من هؤلاء مصاب بعقد نفسية يحاول تفريغ على من يحيط به ، فالشخص الطبيعى ذو شخصية واحدة وذو وجه واحد ولو انفق الوقت والمجهود الضائع فى تطوير نفسه وتنميتها لكان خيرا له ولعمله ، ولكن هذا المرض سيقل تدريجيا ان شاء الله مع الحياة الجديدة التى تحاول مصر تحياها ومع عمليات التطهير التى تتم من هذه الموروثات التى خلفتها انظمة فاسدة كانت راعية لهذه الشعارات التى تركت أثرها فى النفوس.

وندعو الله عز وجل أن يشفى الصدور والعقول من هذه الأمراض لنحيا جميعا حياة جديدة تدفع بهيئتنا الى الامام بما تحمله امكانيات تجعلها فى المكانه التى تليق بها كمعقل للثقافة والعلم ومنارة اشعاع لمصر باذن الله .

والله الموفق

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 317 مشاهدة

فجر الحرية (يصدرها ثوار دار الكتب)

darbook
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,333