كتبت: داليا جمال طاهر ونهى جمال الدين - خاص "شموس نيوز"


الدراما :-


الدراما هو نوع من النصوص الأدبية التي تؤدى تمثيلاً في المسرح أو السينما أو التلفزيون أو الإذاعة.

أخذت الكلمة من اللغة الإغريقية القديمة ، وتعني "العمل".

تهتم القصص الدرامية غالباً بالتفاعل الإنساني وكثيراُ ما يصاحبها الغناء والموسيقى ويدخل فن الأوبرا ضمن هذا التعريف .

وتنقسم الدراما في المفهوم الإغريقي إلى ثلاثة أجزاء :-


الملهاة (الكوميديا) وهو الأداء التمثيلي الذي يؤدي للضحك ممثلاً بالقناع الأبيض الضاحك .

والمأساة (التراجيديا) عكس الملهاة (الكوميديا) وهو الأداء التمثيلي الذي يؤدي إلى الحزن ويمثله القناع الأسود الباكي.


أما الجزء الثالث فهو نوع خاص من الدراما يقع بين الإثنين، حيث يعتمد قصص الأساطير ويعرف باسم التراجيكوميدي ويتناول شخوصها الأسطورية ببعض السخرية وحديثاً يمكن إدراج بعض أنواع الكوميديا السوداء تحت هذا المسمى.
أما في روما القديمة فكانت الدراما أدب يقرأ.

أما على المسرح فكان الأداء ارتجالاً دون الاعتماد على أى نص .

تعريف الدراما(Drama) :-


الكلمة يونانية الأصل dran ومعناه الحرفى "يفعل - أو عمل يقام به ، ثم انتقلت الكلمة من اللغة اللاتينية المتأخرة drama إلى معظم لغات أوروبا الحديثة ، ولأن الكلمة شائعة فى محيطنا المسرحى فيمكن التعامل معها على أساس التعريب فنقول : عمل درامى ، حركة درامية ، كاتب ، ناقد ، عرض ، معالجة ، صراع ، فن ، مهرجان ، تاريخ ، أدب، فرقة ، أندية.. إلخ ، إذا كان كل ذلك يتعلق بالنص.


ولقد عرف أرسطو الدراما بأنها "محاكاة لفعل إنسان" وفى تفسير ذلك ذهب النقاد فى دروب متشعبة ، ولعل أقرب تفسير إلى روح العبارة المذكورة ما قيل من أن الدراما تتكون من عناصر جوهرية تشمل :-


- الحكاية .
- تصاغ فى شكل حدثى لا سردى .
- وفى كلام له خصائص معينة .
- ويؤديها ممثلون .
- أمام جمهور .


وعلى أية حال فان لفظة دراما تعنى مدلولين:-


- النص المستهدف عرضه فوق المسرح ،أيا كان جنسه أو مدرسته أو نوعية لغته ، ويتقلد أدوار شخصياته ممثلون يقومون بتأدية الفعل ونطق الكلام .


- المسرحية الجادة ذات النهاية السعيدة أو المؤسفة والتي تعالج مشكلة هامة علاجاً مفعماً بالعواطف على ألا يؤدى إلى خلق إحساس فجيعى مأسوي .


ولقد اتخذت الدراما أشكالاً مختلفة من عصر إلى عصر ، تناسباً مع التطور الطبيعى للمجتمع ومع ما ينتج عن هذه الحركات الاجتماعية من فكر وقيم .


وليس هذا أمراً غريباً إذا أخذنا فى الاعتبار أن فن المسرح ينبع من المجتمع ويرتد مرة أخرى ليصب فيه.


والدراما كفن من فنون التعبير ترتبط بقدرة الإنسان منذ بدء الخليقة على التعبير عن نفسه وعن مكنونات بيئته الطبيعية والاجتماعية ، وقد اتخذ هذا التعبير دائماً شكلين : « تعبير خارجى ، وتعبير داخلي » يتفاعلان فى علاقة جدلية ، فالتعبير الخارجى ما هو إلا شكل تنفيذى للداخلى ، وهذا التعبير فعل يستفز فيمن يستقبله رد فعل طبقاً للقاعدة العلمية التى تؤكد « أن لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه » بل إن المسألة تتجاوز هذا الحد فنرى أن رد الفعل يتحول مرة أخرى إلى فعل .


والملاحظ أن هناك خلط بين مفهوم الدراما والتراجيديا فهناك الكثير ممن يعتقدوا أن الدراما تعنى التراجيديا ، فى حين أن الدراما تختلف عن التراجيديا ، إذ أن التراجيديا أو المسرحية المأساوية عبارة عن مجموعة من الأحداث الجادة المترابطة على أساس سببي معقول ومحتمل الوقوع وتدور هذه الأحداث حول شخص مأزوم (البطل) يصارع مصارعة ايجابية ضد قوى إلاهية أو اجتماعية أو نفسية ومن خلال تتابع الأحداث يكون الجو السائد حزيناً شجياً ولكن قد تلمع فيه ومضات سريعة جداً من الترويح الملهوى وفى كثير من الأحيان تختتم المسرحية بنهاية كارثية تتمثل فى موت البطل أو هزيمته الساحقة .


كما أن الدراما أشمل من ارتباطها بالمسرح فحسب إذ أن بدايتها التاريخية كانت مع المسرح ، ولكن أرسطو يشير فى كتابه « فن الشعر » إلى أن الدراما أشمل من ارتباطها بالمسرح فقط لذا توجد الآن أنواع متعددة من الدراما كالدراما التليفزيونية والإذاعية وغيرها من أنواع الدراما المرئية.


وكلمة دراما تعنى الحدث أو الفعل فهى مشتقة من الكلمة اليونانية بمعنى يفعل ، ويعنى الفعل أو الحدث الحركة أى أن الدراما هى الحركة ، ولذلك اتفق الجميع علي أن أرسطو كان مصيباً عندما رأى أن الدراما هى محاكاة لفعل أو حدث إنسانى أى أنها تحاكى أحداثاً تتحرك وليست أشياء ساكنة.


وقد ولدت الدراما وسط احتفالات تتميز بالصورة الرائعة التى تموج بالحركات التى تؤدى إلى معنى معين بصرف النظر عن اختلاف هذا المعنى إذا كان يتعلق بالدين أو بأشياء أخرى .


والدراما كما نعرفها من المعتقد أنها نشأت عن احتفالات إغريقية قديمة متفرقة ومسيحية في القرون الوسطي فنبعت الكوميديا اليونانية من طقوس الخصب والمأساة اليونانية « تعنى .. أغنية العنزة » من طقوس القربان ، وإذا ما تتبعنا سقوط روما التى تبنت التراث الدرامى اليونانى « ولكن دون ارتباطاته الدينية » اختفت الدراما بشكل حقيقي من الغرب رغم أن التعبير الصامت والاحتفالات الأخرى المتأثرة بالكوميديا والتراجيديا اليونانية حافظت على وعى معين بالدراما الحية ، وظهرت دراما العصور الوسطى بشكل مستقل فى أوروبا الغربية من الطقوس المسيحية احتفالا بميلاد وموت السيد المسيح .


قواعد البناء الدرامى :-


البناء الجيد يحمل دائما خطاً قوياً للفعل الدرامى لذلك فإن كتابة الدراما تمر بخطوات أساسية تتمثل فيما يلى :-


الفكرة :-


الفكرة هى العنصر الأساسى لأى عمل درامى ويجب أن تكون هذه الفكرة واضحة المعالم ويمكن التعرف عليها بسهولة .


الحبكة :-


هى بناء الأحداث ويجب أن تكون عرض للصراع الذى يتعبر أساس الرواية وبيان كيف أثرت حادثه الصراع على الشخصيات فى العمل الدرامى فى تصرفاتهم وأفكارهم .


الصراع :-


وينتج الصراع نتيجة لمعالجات الشخصية الدرامية التى لها قدرة من قوة الإرادة .
أنواع الصراع :-
1- صراع الفرد ضد الفرد
2- صراع الفرد ضد معنى
3- صراع الفرد ضد تقاليد مجمعه
4- صراع الفرد ضد مجموعه
5- صراع مجموعه ضد مجموعه
6- صراع نفسى


الحدث الدرامى :-


يجب أن يوضح الحدث الدرامى حالة نفسية أو عاطفية ويجب أن يكون متصل بالبطل و بالفكرة .
المشهد الإجبارى :-
هو المشهد الذى ينتظره الجميع والذى لا يمكن استبعاده أو الاستغناء عنه ، فهو يمثل تصادم القوى المتصارعة ، وهو المشهد الذى يتوقع الجمهور حدوثه .


المحاكاة Imitation:-


عند أفلاطون : الطبيعة والحياة الإنسانية محاكاة للمثل الأعلى ، وعمل الشاعر هو محاكاة حرفية لهذا المثل وعلي ذلك يصبح عمله محاكاة للمحاكاة .
عند أرسطو : الشاعر يحاكي الطبيعة محاكاة غير حرفية ، إذن هى ليست محاكاة للمحاكاة وإنما فيها الكثير من التغيير تحت تأثير مخيلة الشاعر لأن الفن يحاكي الممكن والمحتمل محاكاته أقرب ما تكون إلي الكمال أى للمثال الأصلى، أى صورة منسوخة للطبيعة.
إذن المحاكاة عند أرسطو لا تعني تصوير الواقع أو نقل الطبيعة نقلاً حرفياً ، وإنما تعني تمثيل أو محاكاة الحياة أو الحدث االذي يمكن أن يحدث ، أي أن الفن هو إعادة إبداع أي انه إكمال ما لم تكمله الطبيعة وإضافة لإحساس المؤلف ونظرته الفكرية وتصوره الشخصي.


تتم المحاكاة من خلال ثلاث طرق :-


- تمثيل الأشياء كما هى .


- تصوير الأشخاص كما يراهم الناس أو كما يبدون.


- تصوير الأشخاص كما يجب أن يكونوا عليه أى يرتفع ويسمو بالواقع .


الفعل :


إن الفعل صفة إنسانية لذا يستطيع الإنسان التحكم في إراداته الإنسانية أى في فعله ، ولما كان الفعل من سلوكيات البشر فانه بالضرورة يتم عن طريق التمثيل أى الفعل المرئي .


إذن الفعل حدث ، والحدث الدرامي هو الحركة الداخلية لما يتابعه المشاهدون من أحداث سواء بعينه أو بأذنيه .


نبيل جاد :
والنبل في قصد أرسطو أنه فعل محسوب ومهم ومؤثر وله أبعاد بطولية ، أى أن المأساة تتناول موضوعات جادة ، وعلي قدر عظيم من الأهمية والخطر ، وتعالج مشكلة السلوك الإنساني بين الفرد والجماعة في صراعه مع من حوله من كائنات ، ويتسم الصراع فيها بين القوتين بالشراسة وهي تناقش قدر الإنسان والخير والشر فيه ، وعلاقته بالقوى الغيبية ونتائج سلوكه سلباً و إيجاباً وكشف القيم وتعميقها .


تام :
والحدث التام هو ذلك الحدث الكامل الذى يحتوى على فكرة كاملة تنم عن طبيعته وتوضح أسبابه ودوافعه وما يترتب عليه من أثار .


ويري أرسطو أن يكون لهذا الحدث :


- بداية ( وهى الشئ الذى لا يسبقه شئ أخر ولكن يتبعه شئ آخر ) تمهيداً للأحداث طبقا لقانون الضرورة والاحتمال .


- وسط ( وهو الشئ المسبوق بشئ ويتبعه شئ أخر ) ويتم فيه عرض لهذه الأحداث وتفاصيل دقائقها.


- نهاية ( وهى الشئ المسبوق بشئ ولكن لا يتبعه شئ أخر ) وهى تعنى ذروة الأحداث وحلها .


لها طول معلوم :


أى تكون المأساة ذات طول أو حجم يتناسب مع قدر وحجم الفعل الذى تحاكيه دون تركيز على تفصيلات لا تخدم الفكرة ، وحتى لا يمل الجمهور.


لغة منمقة بكل أنواع المحسنات :


أى تشتمل اللغة على الإيقاع واللحن والأناشيد .


وحدة الحدث :


الحدث الدرامى هو بدء المسرحية عند تفجر الصراع ، ويلاحظ أن الحدث في الحياة أو الواقع يحتمل أكثر من نهاية لأن منطق الحياة يحكمه ، أما الحدث فى العمل الفنى لا يتحمل إلا نهاية واحدة لأن المنطق الفنى هو الذي يحكمه كذلك وجود عنصر السببية.


وأشار أرسطو إلي نوعين من الحدث :-


- بسيط : وهو الذي يمكن حدوثه متصلاً وواحداً ويقع فيه التغيير دون أن يكون هناك إنقلاب أو تحول .


- مركب : وهو الذي يكون فيه التغيير نتيجة مباشرة لإنقلاب أو تعرف أو بهما معا .


وحدة الزمان :


قال بها أرسطو في الفصل الخامس من كتابه « فن الشعر » عندما حدد زمن التراجيديا بدورة شمسية واحدة لا تتجاوز ذلك إلا بقليل .


وحدة المكان :


لم يقل بها أرسطو ولم ترد في سياق كتابه ، ولكن يمكن استخلاصها من أن معظم عروض الإغريق المسرحية تقع أحداثها في مكان واحد ، أو في أماكن مختلفة من مكان واحد .


إثارة الرحمة والخوف :


من الضروري أن يكون البطل فاضلاً ذا شهرة كبيرة ومن ذوى المكانة العليا ، ولكنه كبشر لا يخلو تكوينه من نقطة ضعف أو نقيصة أو ثغرة في بناء شخصيته ، هذه النقيصة تعرف بالهوبريس Hubrisمما يؤدي إلي وقوعه في الخطأ التراجيدي Harmartia ، ومما يلقاه البطل من مصيره المحتوم يحدث التطهير الذى يؤدى إلى اثارة عاطفتى الخوف والشفقة Catharsis .


أنواع الدراما :-


تنقسم الدراما إلى عدة صور كالتالى :-


- الميلودراما : وهى نوع من الدراما الخفيفة ، وتعنى الدراما الموسيقية وهى الدراما التى تصطحبها موسيقى كتبت خصيصاً لها كأفلام الإثارة والأفلام البوليسية والأفلام الرومنسية ، وكانت هذه النوعيه من الدراما موجوده منذ قديم الأزل ، وهى أيضاً الأحداث الغير مبرره التى ليس لها رابط بين الشخصية مما تقوم به من أفعال .. أى أنها لا توضح أو تخفى أى مبررات للحدث .


- مونـودراما : الموندراما أو المونودراما هى مسرحية أو فيلم يؤديه الممثل الواحد كقصة العجوز والبحر فى السينما.


- التراجيديا : هى نوع من أنواع الدراما تتناول خبرات الأشخاص عن طريق الخوف والشفقة وهذه الخبرات ناتجة عن علاقتهم بأشخاص آخرين فى ظروف خارجة عن إرادتهم ، و قد يضمن الصراع فى التراجيديا مشاعر إنسانية او استعراض للقوى الطبيعية و الغير طبيعية .


- المأساة : حدث أليم يحدث مرة واحدة فى الزمان ، والمأساة من أشرف صور المسرحية الرئيسية - إن لم تكن أقدمها - وهي أشرفها لأنها ساهمت في هدف الإنسان المتمدن فى محاولته الدائبة لفهم نفسه وفهم العالم الذى يعيش فيه - أى فهم الحياة .


- الكوميديا : وهى نوع من أنواع المسرحيات أو الدراما التى لها نهاية سعيدة ، وتختلف عن المهزلة فى أنها تتطلب مهارة فى تصوير الشخصيات والحنكة فى الكتابة ، وهناك عدة أشكال للكوميديا ، مثل الكوميديا التهكمية ، والكوميديا الشخصية ، والكوميديا الاجتماعية ، والكوميديا الرومانتيكية ، والكوميديا العاطفية ، وكوميديا الأفكار .
- كوميديا الأخطاء : تعتمد على الأخطاء فى الأداء واللفظ والملابسات الضاحكة .


- كوميديا الفـارس : وهى المهزلة ، أو بمعنى أصح هى استعراض الغباء ، وهى تستعمل الآن على مسرحيات تتعامل مع موقف سخيف غير معقول ، و لها قيمة ترفيهية عظيمة ولغتها أسهل من لغة الكوميديا لأنها تعتمد على الإفيه والحديث الساخن بين شخصين غير متفاهمين .


- كوميديا المفاجأة : وتعتمد على الحوار الذى يرتجله الممثلون .


مذاهب المبدعين ُفى تعريف الدراما :-


يرى أ. إ. هيج أن اكتشاف الفن الدرامي يشبه العديد من الاكتشافات الإنسانية ، وذلك من ناحية بعد هذه الاكتشافات تماماً فى ظهورها عن إلهام مفاجئ ، فهي في الواقع جاءت نتيجة سلسلة من التجديدات والتجارب الشاقة الطويلة ، وهو يري أن « السلوك أو الطريقة المترددة التي استمر من خلالها الشعراء القدامي في تطوير العمل والبطء التدريجى الذى استطاعوا من خلاله إدراك القدرات المتنوعة للشكل الجديد قد يثير الدهشة في البداية ، فقد أصبحت العروض المسرحية مألوفة الآن للعقل بحيث في إمكاننا أن نعتبرها بمثابة جهد واضح وطبيعي لتقدير قيمة الذين اكتشفوها ، ولكن شهادة التاريخ تلقي ضوءاً مختلفاً علي القضية ، فهي تعرض لنا بأن فكرة العرض الدرامى أو بمعنى آخر سرد القصة عن طريق – حوار - محادثة متبادلة بين الممثلين دون مساعدة من الراوى ليست من الأحداث السهلة على الخيال الإنسانى » .


ويرى هيج أنه رغم وجود بعض المحاولات الدرامية فى بعض الأمم فى العالم القديم ، إلا أنه ثبت بالدليل القاطع بأن فن الدراما لم يكتمل سوي فى أمة واحدة وهى اليونان ، «فقد خرجت من أيدي اليونانيين الدراما القديمة والحديثة ، أما بالنسبة للشعوب الأخرى التى حققت نتيجة قريبة فإنها لابد وأن تكون قد خضعت للتأثير الهيلينى بشكل مباشر أو غير مباشر ، الهيلثى بشكل مباشر أو غير مباشر ، وإلا فإن الدراما الخاصة بها لا تتعدي إلا مسرحاً بدائياً » .


ويذهب البعض إلى أن اصطلاح « الدراما » يشمل كل الأعمال إذا كانت نثراً أو نظماً والتى كتبت من أجل أدائها مسرحياً ، وذلك بدءاً من إنتاج منتصف القرن الثامن عشر فى فرنسا كمسرحيات ديدرو مع أنه جاء ليطبق بشكل خاص علي المسرحيات الجادة « كشئ مغاير للمسرحيات الكوميدية » التي تنتهي نهاية سعيدة أو نهاية تعيسة وتعالج سلوكاً أو شيئاً صعباً علي درجة من الأهمية كبيرة وليس تافها ، وهذا الاستخدام هو الشائع الآن رغم أن التراجيديا والكوميديا مازالتا معروفتان على أنها أهم قسمين للدراما.


ويعتبر ج. أ. كدون بأن الدراما على وجه العموم : « هى أى عمل يقصد به تأديته على المسرح بواسطة ممثلين ، وبمعني أكثر تخصصاً هى أى مسرحية جادة وليست بالضرورة مأساة » ، وكان كل من ديدرو وبومارشيه مسئولين عن هذا الاستخدام الضيق » .


وأشار أرسطو معنى كلمة الدراما بأنها « تحاكى الفعل الإنسانى » .


وتفترض الدراما وجود مسرح وممثلين وجمهور وذلك لممارستها علي الوجه الأكمل ، فالمسرحية يجب رؤيتها وسماعها وليس مجرد قراءتها ، ونبعت الدراما من الاحتفالات الدينية ، ونبعت الكوميديا والتراجيديا من مثل هذه الموضوعات المختلفة مثل احتفالات الخصوبة والحياة والموت .


ومنذ عصر النهضة استمرت الدراما في تطوير أشكال وأساليب جديدة ، علي سبيل المثال كانت بواكير الدراما شعرية وجرى تقديم الحوار النثرى فى القرن السادس عشر ، وفى القرن الثامن عشر أصبح النثر هو السائد ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى متطلبات جمهور الطبقة الوسطى الناهضة لموضوعات وأفكار أكثر معاصرة ، ورغم الاستمرار فى التجريب والتجويد فإن عناصر الدراما الرئيسية ظلت أساساً كما هى ، وظلت الدراما كما عرفها أرسطو محاكاة لفعل إنساني ، تقدم من خلال حوار لتسلية وتعليم الجمهور .


ويعرف الدكتور مجدي وهبة الدراما علي أنها الحدث أو العمل ، ويحددها على أنها : « ذلك الجنس الأدبي الذى يتميز عن الملحمة أو الشعر الغنائى مثلاً بأنه خاص بقصة تمثل على خشبة المسرح أو هى مؤلف من الشعر أو النثر يصف الحياة أو الشخصيات أو يقص قصة بواسطة الأحداث والحوار على خشبة المسرح» ، ويصفها بشكل أكثر شمولاً عندما يقول إنها : «المسرحية الجادة التى لا يمكن اعتبارها مأساة أوملهاة أو فيها معالجة لمشكلة من مشاكل الحياة الواقعية .


ويرى فيكتور هيجو أن الدراما تعنى الفعل كما جاء فى اللغة اليونانية ، ثم ما يلبث أن يضيف إضافته التى تعطى للكلمة شمولاً ولا يختص بها المسرح فقط عندما يرى أن كل المؤلفات الدرامية بمختلف أنواعها التي توالي ظهورها بعد ظهور المسرحية إنما تنبض برؤية الإنسان وهو فى حالة من الحركة ، وهو يتفق فى هذا مع الجميع بأن روح الدراما هى الحركة ، ولا تتحقق هذه الحركة إلا من خلال وقوع حدث .


وهناك من يقصر معناها على الكلمة المكتوبة أو المنطوقة تاركاً كل ما له صلة بالمسرح مثل أداء الممثل أو حرفة المخرج على أساس دراسة هذه الأشياء دراسة خاصة تحت عناوين مسرحية خالصة، وهذا المعني يخالف طبيعة الموضوع وجوهره كما يجافي منطق التجربة اليومية، فالدراما ليست تصويرا للفعل فحسب وإنما الفعل نفسه .


وتكشف عبارة « الدراما وتدبير العناية الإلهية » أنها تعنى سلسلة من الحوادث التى توحدت فى نبل وجلال الشخصيات أو الأبطال ، فالدراما فيى ضوء هذا المعنى تعتمد على قوة الصورة وصدقها أكثر من اعتمادها على عامل فردى يمثلها مهما كان هذا العامل شعرياً أو عقلياً .


ويحاول آشلى ديوكس ألا يقصر تعريف الدراما هنا على العمل المسرحي فقط ، وإنما أصبح المصطلح يغطى في رأيه كل عمل فني يعتمد علي سلسلة من الأحداث التي تؤدي في النهاية عن طريق ترابطها ووحدتها إلى معنى معين، وقد ينطبق هذا على الرواية والفيلم السينمائي والدراما التليفزيونية بأنواعها.


ويضفى تشينى هو الآخر تعريفاً أكثر شمولاً على كلمة «دراما» عندما يقول فى كتابه : « إن هذه المسرحية ـ أو الدراما ـ العالمية القائمة ، وهذا المسرح الجماعى الذى نعيش فيه ، من الرقص البدائى إلى التمثيلية الحديثة التى تشبه العرض الصحفى فى سوئها ، ومن الطقوس الدينية إلى التمثيل الدنيوى الدنس ، ومن المأساة اليونانية إلى خطفات الصور المتحركة ، كل ذلك فى مظاهره المربكة المحيرة يسجل لنا تعريفات عن المسرح وعن المسرحية أو الدراما » .


ويرى أرسطو بأن الدراما لا تقلد الناس ولكنها تقلد الحركة أو الحياة ، « تقلد سعادتهم وشقائهم وكل سعادة وكل شقاء لابد أن يتخذ صورة من صور الحركة ، فالغاية التى من أجلها نعيش هى نوع من أنواع الحركة لا الدخول في صفة من الصفات ، إن الشخصية المسرحية تمثل لنا الصفات ولكننا لا نسعد ولا نشقي إلا بالحركة، أي بالأعمال والأحداث ، والشخصية تفهم من خلال الحركة وهي متضمنة فيها، والمأساة لا يمكن أن توجد دون حركة، أي أعمال وأحداث، فقد نستطيع أن نجمع أزهي مجموعة من أحسن الشخصيات، وأن نجعل هذه الشخصيات تتفوه بأرقي أنواع الكلام من حيث النطق والأداء فلا نظفر بمأساة، لابد في المأساة من حركة، أي لابد من حادث أو موضوع تلتف حوله سائر الحوادث لتبرزه وتؤكده».بالنظر إلي كل ما جاء من آراء حول طبيعة الدراما أو تعريفها يؤكد أن جوهر الدراما هو الحركة وبدون هذه الحركة لا يكون هناك صراع أو حدث يؤدي إلي تحقيق شيء وبالتالي لن يكون هناك دراما.


النقد فى اللغة :-


يرتبط مفهوم النقد بفضاءٍ لغوى جمعه العلماء فى معاجم العربية وآخر اصطلاحي ، أما المفهوم اللغوي فمشدود إلى المعاجم العربية ، ومنها تجلب المعانى ، لبيان الفضاء المحيط باستعمال العرب لهذا المصطلح « النقد » ، ففى قول العرب : « ناقدت فلانًا إذا ناقشته » تتجلى قوة الموقف بين الناقد والمبدع على بساط النص مهما يكن النص، والمناقشة تقوم على زاوية الرؤية الكونية للمبدع والناقد، والمنهج الإبداعى للمبدع والنظرية النقدية للناقد، والعقلية الاجتماعية لكل منهما، والأحوال الحسية والاقتصادية والنفسية لكل منهما ، وبمقدار المقاربة فيما تقدم يتكون الموقف النقدى .


وفى سياق التفاعل بين الناقد والنص الأدبى يبنى النص النقدى للناقد ، ومفهوم التفاعل مشتق من قوى الجذب التى تسكن النص وتشد الناقد، وممانعة الناقد لجاذبية النص، مما يؤدى إلى جدل ضمنى يأخذ صورته بإبداع النص النقدى على النص الأدبى نفسه .


والنقد وازن مؤداه أن الناقد موهوب على إدراك وزن النص عند تلقيه، وربما تغير حسه بالوزن بتعدد قراءة النص بين وقت وآخر، وفى الوزن استشعار بثقله أو خفته أو توسطه، وهى جهة ظاهرها المقدار وميزانها الشعور بقيمة النص قياساً بغيره وبدربة ناقده.


وفى تمييز الجيد من الردئ تبرز مسألة عيوب العمل الأدبى الردئ، ومحاسن العمل الأدبى الجيد على تحديد قوانين الجودة والرداءة ، والحسن والجمال عند الناقد والمبدع معاً ؛ ليكون النص النقدى إبداعًا جديدًا على إبداع قديم، يظهر محاسن النص إذا غلبت عليه، وقبائحه إذا غلبت على نص آخر، ويمكن إظهارهما معًا إذا تجاورا فى نص واحد .


مما تقدم يتبين أن فضاء النقد فى اللغة العربية أوسع من سياقاته القديمة، ويمكن الإفادة من هذا المفهوم فى سياق معانى النقد والعملية النقدية.


تعريف النقد اصطلاحاً :-


تعدد طرق تعريف النقد ، فيمكن تعريف النقد من خلال وظيفته ، ويمكن تعريفه بأداته ، وهناك من يزعم أن النقد ليس له تعريف فيقول : بما أنّ النقد يتسلَّط على الأدب ، والأدب يتسلط على الحياة ، والحياة متغيّرة لا يحدّها حدود ، ولا تقيّدها قيود ، فليس عندنا تعريف للأدب ومقتضى ذلك أنّه لا تعريف للنقد .


فمثلًا: النقد هو تمييز الجيد من الردئ ، هذه وظيفة من وظائف النقد ، وليست تحديدًا له .


ويمكن تعريف النقد من خلال الوسيلة : النقد تحليل وتفسيرٌ ، والتحليل والتفسير وسائل للوصول إلى جوهر النص وحقيقته الأدبية والفنية . 


ومن قراءاتٍ عديدةٍ لتعريفات كثيرة وصلتُ إلى تعريفٍ للنقد ، مؤداه .. النقد: هو موقف من النص الأدبى يقوم على رؤيةٍ كونيةٍ ونظريةٍ نقديةٍ تحلل العمل الأدبى ، وتفسّره ، وتكشف عن وظائفه وقيمته.. فمن هذا التعريف تبرز مقومات النقد وهى : الموقف والرؤية الكونية، والنظرية النقدية وتحليل النص الأدبى، وما يوجبه حضور كلٍّ منها.


إذًا عناصر النقد هى ناقد يتسلح بمقومات العملية النقدية ، ونص أدبى ، وموقف من هذا النص الأدبى ، ورؤية كونية ، ونظرية نقدية من موجبات الموقف والنص معاً ، وهى عناصر ملتئمة لا ينفصل بعضها من بعض إلا فى التجريد الذهنى والتعليم المدرسى .


دراسات علمية فى نقد الدراما التلفزيونية :-


هناك العديد من الأبحاث والدراسات العلمية التى ساهمت بتقديم النقد والتحليل للدراما التليفزيونية والبحث عن سبل النهوض بالدراما التلفزيونية وتقديم صورة إيجابية عن المجتمعات العربية فى ظل التطور التكنولوجى الهائل ، ومع تخصيص قنوات متعددة تعمل على تقديم المسلسلات والأفلام طوال اليوم ، ومن هذه الدراسات :-


- دراسة الأميرة سماح فرج عبد الفتاح بعنوان « صورة الشباب فى الدراما العربية التى يقدمها التليفزيون المصرى » التى قامت بتحليل مضمون عينة من الدراما المقدمة فى التليفزيون المصرى ( مسلسلات وأفلام ) لمدة دورتين برامجيتين مدتها ستة شهور متتالية ، فى الفترة من أول يناير حتى يوليو 2006 , وتم تحليل مضمون ثمانية مسلسلات تليفزيونيه وثلاثين فيلم تليفزيونى وسينمائى عرضت بالتليفزيون وأذيعت على كل من شاشة القناة الأولى والثانية .


وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية :-


1. تنوعت البيئات التى ظهر بها الشباب فى الأعمال الدرامية - محل الدراسة - بما يعكسه ذلك من تنوع فى المستويات الاجتماعيه والاقتصاديه وقد كانت بيئة الحضر الراقى هى الأبرز بين البيئات الأخرى .


2. غلبت علاقات الود والصداقة والنصح والإرشاد على جملة العلاقات التى ربطت بين الشباب وبعضهم البعض أو ربطت بين الشباب وبين والأهل .


3. وجد أنه لدى الشباب دوراً فاعلاً فى الأعمال الدرامية - محل الدراسة - بشكل يفوق الأدوار السلبية .


4. أوضحت الدراسة أن الخبراء - عينة الدراسة - يعتقدون بانحياز الدراما المصرية إلى فئة أو شريحة معينة من الشباب هى فى الأغلب فئة الشباب الثرى ذوى المستوى الاجتماعى والاقتصادى المرتفع وهو ما لايتفق مع واقع هذه الفئة .


5. اعتقد الخبراء - عينة الدراسة - أن سمات الشباب اليوم اختلفت عنها فى الماضى كثيراً حيث آمن الجيل السابق بقضية ودافعوا عنها فى حين لا يؤمن الجيل الحإلى بشئ وليس لديه هدف .


- دراسة إيمان مصطفى السنجرجي بعنوان « صورة الفلاح المصري في الدراما التي يعرضها التليفزيون » واعتمدت الدراسة على تحليل مضمون المادة الدرامية التى تناولت الفلاح في الفترة من اول يناير حتى اخر ديسمبر1984 ، وقد شملت العينة 12 فيلم عربي و7 مسلسلات عربية وتمثيليتي سهرة ، أما بالنسبة للدراسة الميدانية استخدمت الباحثة العينة الطبقية وبلغ عدد أفراد العينة 400 مفردة .


وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية :-


1.أكدت نتائج تحليل المضمون التركيز على ظهور الفلاح في الأفلام والمسلسلات سواء الغنى جداً بنسبة 45,2% من إجمإلى الشخصيات التى تم تحليلها او الفقير جداً بنسبة 27,4% .


2.عبرت 61,9%من إجمالي المواد الدرامية عن الفلاح فى فترة ما قبل الثورة ، بينما عبرت عنه في الفترة الحديثة بنسبة 33,3% فقط من إجمإلى هذه الأعمال .


3- القناة الأولى عرضت 90% من إجمإلى عدد الأعمال الدرامية التي تناولت الفلاح ، بينما لم تركز القناة الثانية على هذه النوعية من الأعمال إلا بعرض 10% فقط منها.


- دراسة أماني عبد الرءوف محمد عثمان بعنوان « الدراما التليفزيونية والواقع الاجتماعى » قامت بتحليل مضمون على أنواع الدراما التليفزيونية التي تعرضها القناة الاولى خلال الفترة المسائية من مسلسلات تليفزيونية وتمثليات وأفلام خلال الفترة من أول أكتوبر حتى ديسمبر1990 وقد شملت عينة الدراما التليفزيونية من واقع الحصرالشامل على 7 مسلسلات و11 تمثيلية و11 فيلماً .


وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية :-


1.ظهر فى العينة التحليلية لمرحلة التسعينات أن التلفزيون المصرى يقدم 7 مسلسلات لأول مرة فى دورة أكتوبر 1990 .


2.أظهرت النتائج ارتفاع نسبة الميلودراما عن بقية القوالب الدرامية فقد ظهر عدد 21 مادة درامية إلى 29 من المجموع في القالب الميلودرامي بعدد 4 مرات للمسلسلات و8 مرات للتمثليات و9 مرات للأفلام ، بينما جاءت الكوميديا في المرتبة الثانية بعدد 5 مرات منها مسلسلان وفيلمان وتمثيلية واحدة ، أما التراجيديا فظهرت في مسلسل واحد وفي تمثيليتين ولم تظهر في الفيلم التليفزيونى .


3- اختلف الواقع الدرامي المقدم فى مرحلة الثمانينات عن الواقع المقدم في مرحلة التسعينات فى تركيز الواقع الدرامى فى الثمانيات على قيمة الكرم أكثر من البخل ، بينما ظهر العكس في التسعينات فقد جاءت قيمة البخل أعلى من الكرم ووصلت النسبة للقيمة السلبية 8% وللقيمة الإيجابية وهي الكرم 7,7%.


- دراسة جيهان أحمد فؤاد عبد الغنى بعنوان « دور الدراما التليفزيونية في تشكيل اتجاهات الطفل نحو اختيار المهن » ، استخدمت الدراسة المنهج الوصفى وأسلوب المسح للجمهور ، وكذلك أسلوب العلاقات المتبادلة ، وقد أعتمدت علي عينة عشوائية متعدد المراحل ، تم سحب العينة بواقع 100 مفردة من الذكور و100 مفردة من الإناث فى كل مدرسة - مدارس مشتركة - وتم تحديد فصول الصف الرابع والخامس بكل مدرسة وتم سحب عينة مكونة من 400 مفردة بواقع 200 من الذكور و200 من الإناث في المدارس الحكومية والخاصة ، وتم عمل دراسة تحليلية علي عينة من الأعمال الدرامية علي القناة الأولى خلال شهر سبتمبر 1997 فى فترتى المساء والسهرة كما أنها عملت دراسة تطبيقية علي عينة من التلاميذ 8-12 سنة.


النتائج العامة للدراسة :-


أولا: النتائج الخاصة بالدراسة التحليلية :-


1. أحتلت الأعمال المعدة للسينما المرتبة الأولى ، يلى ذلك الأعمال المأخوذة عن رواية عربية ، وجاءت الأعمال المعدة للتلفزيون في المرتبة الأخيرة مما يشير إلى ندرة وضعف الأعمال المقدمة للتلفزيون فى التسعينات .


2. كان الشكل الاجتماعي هو الغالب في الأعمال الدرامية بالنسبة للتلفزيون يليه الشكل البوليسى .


3. احتلت مهنة الموظف الترتيب الأول من بين الرجال التى ظهرت خلال فترة التحليل من إجمإلى المهن ، كذلك احتلت ربة البيت الترتيب الأول من بين مهن النساء مما يعكس سيطرة واستمرار سيادة النظرة التقليدية للمرأة .


4. احتل القطاع الحكومي الترتيب الأول من بين القطاعات التى تعمل فيها الشخصيات .


ثانيا:- نتائج الدراسة التطبيقية :-


1. أثبتت الدراسة أن جميع الأطفال يتعرضون للتلفزيون سواء بشكل دائم أو بشكل متقطع مما يدل علي الارتباط الكبير للأطفال بالتلفزيون .


2. احتل ملء وقت الفراغ المرتبة الأولى من بين أسباب التعرض للأفلام والمسلسلات وجاء حب الطفل الممثلين في الأفلام والمسلسلات فى الترتيب الثانى .


3. أثبتت الدراسة ميل معظم أفراد العينة من الأطفال إلى تقليد الأدوار الواردة بالفيلم أو التمثيلية .


4. تصدرت مهنة الضابط قائمة المهن التى يميل الأطفال من الذكور لتقليدها إذ إنهم يعجبون بمظهرها والأعمال التى يقوم بها ، ويليها الطبيب ، ثم لاعب الكرة ، ثم الطيار ، أما الإناث فيفضلن المضيفة والممرضة.


- دراسة مايسة السيد طاهر جميل بعنوان « صورة العنف بين الرجل والمرأة كما تقدمها الدراما العربية فى التليفزيون المصرى » ، دراسة تحليلية استخدمت منهج المسح ومنهج تحليل المضمون على عينة من 30 فيلم عربى و10 تمثيليات سهرة و3 مسلسلات عربية خلال دورة تليفزيونية واحدة من يناير حتى نوفمبر 1998 ، ودراسة مسحية على عينة طبقية عشوائية مكونة من 400 مفردة.


توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :-


1. بلغ عدد مشاهد العنف فى العلاقة بين الرجل والمرأة بالدراما العربية 511 مشهد بمتوسط أربعة مشاهد عنف فى الساعة تقريباً .


2. احتل شكل العنف اللفظى فى العلاقة بين الرجل والمرأة فى الدراما العربية المرتبة الإولى من إجمإلى أشكال العنف بنسبة 60 % يليه العنف المادى بنسبة 21 %.


3. لم تهتم الدراما العربية بإيضاح معاقبة مرتكبى العنف بنسبة 68% فى حين جاء العقاب من ناحية الضحية فى المرتبة الثانية .


4. يرتكب الذكور العنف ضد المرأة بنسبة 58% بينما يرتكب الإناث العنف ضد الذكور بنسبة 42%.


5. احتل المتزوجزن المرتبة الاولى من اجمإلى مرتكبى العنف بنسبة 44و44%.


6. صورت الدراما العربية مرتكبى العنف بين الرجل والمرأة على اهم شخصيات سوية نفسيا بنسبة 69و91%.


- دراسة عزة عبد العظيم محمد بعنوان « تأثير الدراما التليفزيونية على إدراك الواقع الاجتماعى للأسرة المصرية » دراسة تحليلية لعينة من الدراما التليفزيونية العربية التى تتناول الأسرة المصرية على القناة الأولى ، علي عينة قوامها 6 مسلسلات و5 سهرات درامية تدور حول العلاقات الأسرية ، وأذيعت خلال الفترة من نوفمبر 1997 وحتى يونية 1998 على القناة الأولى ، كما اعتمدت الباحثة في الدراسة الميدانية علي عينة حصصية غير احتمالية قوامها 400 مبحوث من سكان أحياء القاهرة الكبرى .


توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :-


1. أشارت نتائج الدراسة إلى أن نموذج الزوجة ربة المنزل والأم التى تبقى فى المنزل لرعاية أبنائها وأسرتها هو النموذج الأكثر تكراراً فى المسلسلات والسهرات الدرامية ، كما ثبت أن دوافع خروج الزوجة للعمل تتفق مع الواقع الفعلى وتتمثل فى أنه حقها الطبيعى فى ممارسة العمل ومساندة الأسرة مادياً .


2. أشارت نتائج تحليل المضمون أن نسبة 48.8% من الأسر التليفزيونية كانت تعيش فى أحياء حضرية راقية ، ويبدو أن هناك اهتمام بمناقشة الموضوعات التى تهم سكان هذه المناطق ، إلا أن ذلك لا يعكس الواقع الفعلى .


3. أشارت نتائج تحليل المضمون إلى أن معظم الأسر التلفزيونية كانت تعيش فى مستوى إقتصادى مرتفع ، وهو ما يمثل اتجاهاً عاماً فى الدراما التليفزيونية ، إلا أن ذلك يخالف نتائج تقرير التنمية الشاملة وإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء .


4. نموذج الأسرة المصرية المترابطة هو النموذج الأكثر تكراراً فى المسلسلات والتمثيليات التى تتناول الأسرة ، وأن العنف الذى يحدث داخل الأسر التليفزيونية هدفه الحب والغيرة على المصلحة العامة للأسرة ، وأكثر أشكال العنف تكراراً هو العنف اللفظى متمثلاً فى الحديث بحدة وبصوت مرتفع .


5. أثبتت الدراسة عدم وجود علاقة بين كثافة مشاهدة الدراما والكثافة الإجمالية لمشاهدة التليفزيون ، حيث وجدت الدراسة أن ذوى المشاهدة الكثيفة للتلفزيون لا يكونوا بالضرورة كثيفى مشاهدة الدراما التلفزيونية بل قد تجذبهم فقرات وبرامج أخرى غير مشاهدة المسلسلات والتمثيليات التلفزيونية .


6. أشارت النتائج إلى أن هناك أربعة عوامل أو دوافع أساسية لمشاهدة الدراما التليفزيونية وهى دوافع التعلم واكتساب المعرفة ، ودافع التعود ، ودافع التسلية والاستمتاع ، ودافع الارتياح، ودافع التفاعل .

 

من كتاب:

نقد الدراما التليفزيونية.

تأليف داليا جمال طاهر ونهى جمال الدين.

الطبعة الأول 2010.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 673 مشاهدة

ساحة النقاش

شموس نيوز

daliagamal2002
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

81,852