بسم الله الرحمن الرحيم

.

رياض الصالحين... معا في روضة من رياض الجنة

قرءان كريم وحديث نبوي شريف.. وطاعة لأمر الله سبحانه وتعالى

.

باب الصدق

.

يقول الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ." التوبة119

ويقول الله عز وجل: "قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ." المائدة119

.

عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدق يهدي إلى البِر، وإن البِر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل لَيَصْدُق حتى يُكْتَب عند الله صِدِّيقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإن الفُجُور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِب حتى يُكْتَب عند الله كَذَّاباً. متفق عليه

وعن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: حَفِظْت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يُريبك إلى ما لا يُريبك، فإن الصدق طُمَأنينة، والكذب ريبة. رواه الترمذي

.

البِر: هو الخير والأعمال الصالحة وصفات الخلق الكريم في عبادة الله سبحانه وتعالى وبمعاملة الناس

دع ما يُريبك: أي اترك ما تشك فيه أو في حلوله، واعدل إلى ما لا تشك فيه

.

لنكون في زمرة الصادقين عند الله رب العالمين.. الذي يقولون الحق والصدق أيا كان في كل وقت وفي كل مكان.. في وقته ومكانه المناسب وبطريقته المناسبة الصحيحة التي ترضي الله سبحانه وتعالى

يوم ينفع الصادقين صدقهم.. بإذن الله رب العالمين

.

متابعة الصدق في القول في الكلمة التي تقال، ومن تحري المعلومة الصحيحة والبحث عنها سواء تخص نفس الشخص أو شخص آخر... فلا تنطق بشيء قبل أن تتأكد من صحته ودقته في الواقع بالتفكير قبل الكلام بأن تعطي نفسك فرصة وتتأنى في النطق بإتزان لكي تقول الصدق إرضاءا لله سبحانه وتعالى، فتستمر في هذه الحال من الصدق مع نفسك ومع الناس وتكرر فتكون عنده جل وعلا صِدِّيقاً.

ويصدق في عمله، بأن يطابق قوله فعله وفعله قوله.. مطابقة الظاهر والباطن فيكونا وحدة نقية صادقة طائعة لله سبحانه وتعالى، ليكون شخص ناضج متزن مستقيم يرضي الله رب العالمين

.

فالمسلم لا يكون كَذَّابا لأنه يشهد شهادة الحق أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله... فهذه الشهادة الحق تعني أن الله سبحانه وتعالى يحكم كل شيء ويعلم كل شيء والمسلم يُسَلِّم لأمر الله سبحانه وتعالى كله ويرضاه فيأخذه كما يكون وهو يعلم أن فيه الخير والحكمة وأنه بحاجة إلى الصبر أحيانا أو معالجة هذا الشيء بالعلم الذي أعطاه الله جل وعلا له لكي يستقيم له بإذن ربه سبحانه وتعالى، كما يعلم أن الله يراقبه ويحاسبه على كل شيء وأنه سبحانه وتعالى يعلم حاله فيخشاه ويتقه، وأنه لن يتحمل شخص عن الآخر صدقه أو كذبه بل إن لِكلٍ عمله المستقل المسئول عنه أمام الله سبحانه وتعالى- فأنت لست شخص تابع بل شخص حر بما أعطاك الله سبحانه وتعالى (نسير مجتمعين مع صحبة صالحة مسئولين كل فرد عن أفعاله)، فيسير لا يهاب شيئا لعلمه أن الملك مالك الملك هو الذي يحكم ويأمر وأن ما يراه هو من أمر الله سبحانه وتعالى، وأن أمر الله سبحانه وتعالى هو أمر عظيم يتطلب له العمل والاجتهاد والعلم والإخلاص للوصول إلى الأفضل بمشيئة الله جل وعلا... فيطمئن بالصدق الذي جعله مخلصا لله سبحانه وتعالى

.

وبأن تختار في حياتك سواء في المنزل/ الدراسة/ العمل/ الشارع الشيء الذي تتأكد منه ومن صحته عند الله سبحانه وتعالى بأنه يرضي رب الكون، فأنت في غِنَى عن حمل ذنب أو معصية لا قدر الله... فتأخذ الشيء أو حلول الشيء أو أدوات الشيء أو طرائقه المستقيمة الواضحة إبتغاءا لوجه الله الكريم وتترك الشيء الذي يحيك في نفسك ولا ترتاح له لأن يحمل شيء ما خطأ ترفضه الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها... لكي تسير بالكل على صراط الله المستقيم مؤمنا مجتهدا واعيا مفكرا حر الاختيار قويا شجاعا بحول الله وقوته.

.

ولذلك أيضا الحاجة كل تخصصات العلوم النافعة لأنها لا تنفصل عن الدين والعمل به، ففهم آيات الله سبحانه وتعالى في خلقه يعين الإنسان على صدقه في تفكيره وإستقامة قوله وعمله.

.

اللهم إجعلنا مع الصادقين الصِدِّيقِين

.

#نحو_رضا_الله_نسعى

سيدنا #محمد_رسول_الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

#طائعين        #التفاعل_مع_خلق_الله

#رياض_الصالحين للإمام النووي (أبو زكريا يحيى بن شرف النووي)

.

داليا السيد