موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

كيف تطبق فكرة وتجعلها قيد التنفيذ؟

على فرض أن شخص لديه فكرة معينة في مجال معين أيا كان عمره أو مركزه أو مستواه الإجتماعي فالكل سواسية، الفكرة لكي تكون قيد التنفيذ ولكي يكون فيها بركة وخير باستمرار يجب أولا قياسها بالنسبة لإرضاء الله تعالى. فالله سبحانه وتعالى لم يمنع خير بل أمر به وحث على فائدة الفرد والجماعة بل أن الساعي للخير له أجر لا يوازي أجر أعمال أخرى يمكن أن تذهب هباء دون أجر.

إذن الإخلاص لله تعالى وابتغاء رضاه سبحانه يزيد في العمل وفي ناتجه، وقياس العمل تبعا للحلال والحرام.. الأمر الذي يمثل فتح باب تيسير وليس تعسير لأن الحلال والصدق في طريقه يفتحه الله تعالى وييسره ويبارك فيه ويعطي عليه ما لا يتوقعه الإنسان، قد يكون هناك اختبار على مدى الصدق ومدى الصبر ومدى الإصرار وعلى الإنسان أن يثبت صدقه وإخلاصه في العمل لله تعالى.

بعد قياس الفكرة تبعا لأمر الله تعالى، يكون الإنتقال إلى الأخذ بأساب تنفيذها، أي معرفة الكيفية التي تتم بها الفكرة وتكون على أرض الواقع فعلا ظاهرا ونافعا.


الكيفية تعني، ما الذي تحتاجه لكي تتم الفكرة؟، وبمنهج الله تعالى وسنته وما وضعه في الأرض من مفردات بيئية سواء نبات أو حيوان أو أدوات يمكن استخدامها ومن وعي وفهم وحسن تقدير للأمور يمكن عمل حصر لما هو مطلوب في تنفيذ هذه الفكرة بحيث ألا يطغى شيء على الآخر وبحيث يكون هناك حفظ لحقوق وواجبات كل مفردة من المفردات.

فريق العمل من البداية من المهم تكوينه إذا كانت الفكرة تتطلب أكثر من مهارة وأكثر من فرد في تنفيذها، ومن المهم أن يعلم فريق العمل كل صغيرة وكبيرة عن سير الموضوع ويشارك برأيه ويعرف الصعوبات والمتيسرات لكي يكون هناك انتماء للشيء واجتماع مخلص على الأداء، فالكل يشارك لأنها قضيته ولأنها هدفه والكل يتحمل المسئولية ويتحمل الناتج أيا كان تبعا لنوع مشاركته ودرجة أداؤه بالحق.

فالعامل البشري هو أهم عوامل التنفيذ لأنه الذي يقوم بالعمل وليست الآلة ولا الأداة فالأداة تبعا لمن يستخدمها. لذلك أمر الله تعالى بالحسنى والفطنة وفهم والتعلم وبكل الخلق الحسن.

هذه الخطوات هي تتمثل في الإجابة على:
ماذا؟
لماذا؟
كيف؟
أين؟
متى؟

هذه القاعدة تطبق على أكثر من موضوع يمكن أن تفيد فيه، لأنها أساس التخطيط واتخاذ الأسباب الممكنة والمتاحة للإنسان دون مشقة.

الجدية والإتقان في التنفيذ يجب أن يكونوا منوال أي عمل والتوجه مباشرة إلأى الهدف لأن من المفترض وضع الهدف أمام أعين الجميع من البداية.

بعض الأفكار تحتاج تخصص أو معرفة معينة فيكون جمع المعلومات واستشارة من لهم خبرة مستقيمة في المجال شيء إيجابي ومفيد بل وضروري.

كما أن بعض الأفكار قد تحتاج لتنفيذها  توعية للمجتمع بسبب بعد المجتمع عنها على الرغم من صحتها في الأصل، الأمر الذي قد يحتاج إعادة تنبيه وتنشيط لفكر الناس في هذا الجانب شرط أن تتفق مع الدين.

عامل التمويل يكون باستمرار مشكلة، لكن الله تعالى يسر على الإنسان فمثلا وجود مجموعة مشاركة يمكن أن تساهم في تجميع حصص معينة، وجود القرض الشرعي بدون فائدة ربوية مع حفظ حقوق الدائن والمدين بالشهود يمكن أن يكون حلا لأن له وقت سداد والتزام ولا يمثل عبء لأن ليس فيه زيادة ربا وهو من التعاون بين الناس، وكذلك الرهن.

بعد تحديد المتطليات والإجابة على كل الأسئلة الممكنة يتوكل الجميع على الله تعالى تراكين الناتج عليه لأن لديهم أساس صلب ومتين من النية السليمة والصدق ثم أن لديهم وسائل وطرق محددة وواضحة للتنفيذ فلم يبقى سوى الناتج وهو على الله تعالى وحده لأنه مقدر الأرزاق فقد يتم النجاح وقد لا يتم لحكمة  يريدها الله قد تكون في ضرورة تعديل وتصحيح النية أو المسار... المهم أن الرضا بما قدره يكون هو أساس قبول الناتج لأنه أمر المؤمن كله خير في الحياة سواء في الضراء أو في السراء، ففي السراء يشكر وفي الضراء يصبر.

  • Currently 252/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
85 تصويتات / 800 مشاهدة
نشرت فى 13 مارس 2009 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,180