السلام عليكم ورحمة الله
ما هي المشاكل التي جعلت قاعدة أكلنا من أرضنا بها خلل في الواقع؟
نبدأ إن شاء الله تعالى بمناقشة هذا الموضوع:
ما هي المشاكل التي جعلت قاعدة أكلنا من أرضنا بها خلل في الواقع؟
أي ما هي أسباب اختلال هذه القاعدة؟
لحل أي مشكلة يتم أولا تعريف وتحديد المشكلة (وهي أي حالة تنحرف عن الوضع الطبيعي للشيء) ثم تحديد أسبابها وتحديد السبب الرئيسي المؤثر فيها ثم إيجاد عدد من الحلول الممكنة واختيار أفضل الحلول الذي يمثل حل السبب الرئيسي.
حيث يعتبر السبب الرئيسي لأي مشكلة هو السبب الذي إذا لم يتواجد لن تتواجد المشكلة وهكذا يتم معرفة وتحديد السبب الرئيسي.
تعتبر المشكلة واضحة ومعرفة وهي أن أكلنا لم يصبح من أرضنا فلدينا عجز في تغطية إحتياجات الطعام، حيث أن إنتاج الغذاء لا يتناسب مع حاجة السكان وعددهم.
ويعتبر السبب الرئيسي في خلل تحقيق قاعدة أكلنا من أرضنا هو عدم كفاية إنتاج الطعام لحاجات الناس ووجود نقص في كمية الإنتاج سواء على مستوى الزراعة أو الصناعة أو تربية الحيوان أو المصايد السمكية، والناس تأكل لتعيش ولتحافظ على صحتها وإذا اختل هذا الميزان اختلت معه منظومة الحياة وأيضا الصحة.
الأمر الذي يدل على أن هناك خلل ما في منظومة العمل والإنتاج الذي يغطي الإحتياجات بحيث يجد كل فرد احتياجاته من الطعام.
ومع تطور الحاجة لسد هذا النقص فقد أصبحت الضرورة لإيجاد مصدر آخر لتغطية إحتياجات السكان من الغذاء هامة- وقد كان الحل من خلال الإستيراد والمعونات، الأمر الذي يؤثر على حرية كل فرد في المجتمع فمن لا يملك رغيفه سيكون لديه مشكلات حيوية تؤثر سلبا على حياته الكريمة.
ذلك لأن الحل السليم للمشكلة لا يكون بالخروج عن كيان المجتمع لأن المجتمع المسئول الحر هو الذي يحل مشاكله ويقيم حياته بنفسه من خلال دينه وثقافته وفكره القويم.
ولا يتم حل المشكلة أيضا من خلال تنظيم السكان، لأن أولا العدد الذي لا يكفيه الإنتاج موجود بالفعل فالمشكلة قائمة بالعدد الموجود، ثانيا أن الأبناء والأسر تمثل نعمة من عند الله تعالى يجب التفكير أولا في هذه النعمة قبل التحكم فيها.
والذي يصدر من شعب ومن مجتمع يعيش على نفس الأرض ويتقاسم الأحوال والظروف والموارد هو أن يتكاتف المجتمع ويعرف طبيعة المشاكل التي تمر به ويعمل على حلها بنفسه من خلال العمل الموجه المنظم والإنتاج الذي يكفي الإحتياجات ويساهم في حركة التجارة أيضا.
فمشكلة نقص الغذاء ليست مشكلة حكومة فقط بل هي مشكلة شعب بأكمله وعلى الشعب كله العمل على حل هذه المشكلة من خلال إدراكها وسد أماكن العجز فيها وتوفير مصادر النقص المطلوبة لأنها تؤثر على كل فرد بدرجة أو بأخرى.
فإرتفاع الأسعار، ومشاكل الصحة سواء سوء التغذية أو نواتج الأغذية المعلبة أو انتقال الأمراض، وجودة الإنتاج، ونوعية الطعام ذاته من حيث الحلال والحرام مما يدخل فيه مشتقات محرمة كالخنزير..... وغيرها قد يترتب على هذه المشكلة، كل هذه مشاكل يمكن حلها إذا تم حل المشكلة الرئيسية وهي توفير الغذاء الكافي لعدد السكان الموجود من خلال زيادة إنتاج هذا الغذاء بكل مصادره المتاحة.
وإذا رجعنا إلى مشكلة الخلل في العمل الذي يؤدي إلى نقص الإنتاج، نجد أن العمل في الوقت الحالي لا يشمل بالأساس مثلا عمليات تجهيز وزراعة الأراضي ولا تربية الحيوان ولا صيد السمك على الرغم من أنهم مهن أساسية وشريفة تقيم حياة الإنسان حياة كريمة ولها مكانتها في كل المجتمعات على كل مستوياتها لأنها ببساطة تمثل عصب حياة الإنسان... فمن أين لمجتمعاتنا بالإنتاج وبالغذاء إن لم يكن هناك عمل وإنتاج في هذه المجالات، ومن سوف يتكفل لنا بطعامنا وتوفيره؟
فمن دون الزراعة وتربية الحيوان وصيد الأسماك لا يكون هناك حياة ولا عمل ولا هدف... وهذه المهن نعمة علمناها الله سبحانه وتعالى لكي يمكننا العيش وعمارة أرضنا.
ويمكن لممارسيها اتخاذ اللازم الذي يكفل لهم تسهيل العناء والجهد واحتياطات الأمن والسلامة، فليس من المفترض أن ترتبط هذه المهن بصورة إهلاك الصحة ولا إهلاك الجهد، خاصة أن الآلة ونوعية المعرفة الموجودة يمكن أن تتيح مستوى أفضل كثرا لأداءها.
وقد يقول قائل المال هو المشكلة، المال ليس بمشكلة لأن المهم أولا العزم في الطريق ثم مع تجميع الجهود والمساهمات يمكن حل هذا الجانب. فمثلا موضوع الإقراض يمكن أن يساهم بشكل فعال جدا لكن شرط أن يكون شرعي أي بدون فائدة لكي حلال بدون ربا يمحق رزق الفرد وجهده كله.
ويظل تحديد الهدف والسعي إليه بكل الوسائل المتاحة والمشروعة هو الأساس مع الإصرار والعزيمة والجدية لأنها مسئوليتنا في الحياة وبدونها لا قيمة لحياتنا.
ساحة النقاش