موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا".
البخاري


قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": قَوْلُهُ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ) أَيْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ (آمِنًا) أَيْ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ عَدُوٍّ.

(فِي سِرْبِهِ) لِمَشْهُورِ كَسْرِ السِّينِ أَيْ فِي نَفْسِهِ , وَقِيلَ: السِّرْبُ الْجَمَاعَةُ, فَالْمَعْنَى فِي أَهْلِهِ وَعِيَالِهِ, وَقِيلَ بِفَتْحِ السِّينِ أَيْ فِي مَسْلَكِهِ وَطَرِيقِهِ, وَقِيلَ: بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ فِي بَيْتِهِ.

(مُعَافًى) أَيْ صَحِيحًا سَالِمًا مِنْ الْعِلَلِ وَالْأَسْقَامِ (فِي جَسَدِهِ) أَيْ بَدَنِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.

(عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ) أَيْ كِفَايَةُ قُوتِهِ مِنْ وَجْهِ الْحَلَالِ .

(فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ) مِنْ الْحِيَازَةِ وَهِيَ الْجَمْعُ وَالضَّمُّ (لَهُ) الضَّمِيرُ عَائِدٌ لِمَنْ رَابِطٌ لِلْجُمْلَةِ أَيْ جُمِعَتْ لَهُ (الدُّنْيَا) قَالَ الْقَارِي أَيْ بِتَمَامِهَا وَالْمَعْنَى فَكَأَنَّمَا أُعْطِيَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا.



فسبحان الله، كم من نعمة لم نشكرها وقد حيزت لنا الدنيا وما فيها.

الحمد لله رب العالمين.

ماذا تفعل الأسرة المصرية.. في دوامة الأسعار النارية؟

الحلول الدينية والاجتماعية تؤكد علي نشر ثقافة الاقتصاد والتوفير وتعظيم دور علماء الدين في محاربة الجشع والاحتكار علاج الأزمة في استحضار أخلاق الصيام..والتدبر والاستغناء

هالة السيد موسي

الموقع الالكتروني لجريدة الجمهورية - 23-5-2008


مع استمرار الارتفاع في الأسعار الذي طال أغلب المواد الأساسية التي تعتمد عليها الأسرة ومع الارتفاع الذي حدث في المرتبات يظل دخل الأسرة لا يتواكب معه الغلاء الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول كيفية مواجهة ارتفاع الأسعار وهل هناك بدائل غذائية وما هو دور الأم ربة المنزل في مواجهة هذه الأزمة.

وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية "الفاو" فإن اسعار المواد الغذائية ارتفعت حول العالم بنحو 45% خلال الأشهر التسعة الأخيرة.. ويترك ارتفاع الأسعار أثره بشكل خاص علي الدول الفقيرة حيث تنفق الأسرة 75% من دخلها علي الطعام مقارنة مع الدول الغنية التي لا يتجاوز إنفاقها علي الطعام نسبة 15%.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" أن ارتفاع الأسعار يجبر الطلاب علي التغيب عن المدرسة للعمل من أجل مساعدة أسرهم في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

وبحسب إحصاءات البنك الدولي فقد ارتفعت اسعار المواد الغذائية في مصر منذ مطلع السنة بنسبة 16% كما تشير هذه الاحصاءات ايضاً إلي أن اكثر من 40% هم تحت أو عند خط الفقر إذ زاد انفاق الأسرة المصرية علي المواد الغذائية الأساسية بنسبة 50% خلال الشهور الستة الماضية.

وأشار إسماعيل حسن- محافظ البنك المركزي الأسبق- إلي أن غلاء الأسعار جعل الأسر المصرية المتوسطة تنفق من 50% إلي 80% من دخلها علي الطعام فقد زاد الإنفاق من 38.5% إلي 43.5% خلال شهور قليلة وتتابعت الزيادات فيما بعد وهذا الإنفاق علي الطعام يأتي علي حساب قلة الإنفاق علي التعليم والرعاية الصحية والملابس.


للجماهير كلمة

وإزاء هذا الارتفاع الجنوني كيف تتعامل الأسرة المصرية مع الأزمة؟

بداية يري أحمد حسني- نظم وبرمجة حاسب آلي بأكاديمية السادات- ضرورة أن تغير الأسرة عاداتها الشرائية والاستهلاكية امام موجة الغلاء التي تأثر بها عدد من المنتجات الاستهلاكية وذلك يتطلب وجود المرأة المدبرة والتي تستغل كل الخامات الموجودة في صنع الاطعمة وابتكار اطعمة جديدة.

ويقول اسامة غريب- مستشار أمن بمنشأة سياحية- يجب التعايش مع الظروف الاقتصادية القاسية بالتعديل من العادات السيئة التي يمارسها البعض بالترشيد في الكهرباء والمياه وحتي وسائل المواصلات فبدلاً من ركوب التاكسي يمكن التغاضي عنها بالمواصلات العامة أو مترو الأنفاق أو الترجل في بعض الاحيان.

وتوافقه الرأي شيرين شعراوي- مدرسة بأحدي المدارس التجريبية- بقولها بدأت في استبدال بعض المنتجات بالمواد الاخري التي لها نفس القيمة اما بالنسبة للفاكهة فبدلاً من شراء اكثر من نوع يمكن الاكتفاء بنوع واحد.

ويقول حسام سلمان- مبرمج كمبيوتر- نحن امام واقع يجب التعامل معه فمثلاً بدأت في منع البقشيش في أي مكان والتقليل من شراء المنتجات وخصوصاً أننا في انتظار مولود يحتاج لمصروفات كثيرة.

بينما تقول نجوي رضا- ربة منزل- كنت اشتري احتياجات البيت بالكامل في أول كل شهر اما الآن اشتري يوما بيوم مع الحد من المصاريف الشخصية والتقليل من شحن الموبايل واستخدام ثلاجة واحدة والتوفير في الاضاءة والحد من المواد المستخدمة في إعداد الطعام مثل السمن والسكر والأرز.

وتري تهاني حسن محمد متولي- مدير عام بمحكمة جنوب القاهرة الأبتدائية- أن ارتفاع الاسعار أثر علي أمور الحياة الأخري مثل الحد من السفر لصلة الرحم نظراً لارتفاع اسعار البنزين وبدأت في الحد من شراء اللحوم فبدلاً من شراء 2 كيلو لحم و2 دجاجة اسبوعيا بدأت في التخفيض للنصف وبدأت في تخفيض انواع الجبن وبدأت ايضاً في الحد من استخدام السيارة إلا للضرورة.

أما سمية صبحي- موظفة بقطاع الخبراء- فقال المرتب ينتهي في نصف الشهر لأن السلع مرتفعة وعندي أربعة أبناء في كلية الطب والثانوية وتوأم بالصف السادس الابتدائي وكلهم يحتاجون إلي الدروس الخصوصية وخاصة في الشهر الأخير من الدراسة ومرتب زوجي لا يكفي لذلك اقترض واسدد عند صرف المرتب.

آراء الخبراء

وهنا كان لخبراء التغذية رأي في كيفية تجاوز الأزمة تقول دكتورة لطيفة بحر حسن- أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان- يمكن للمرأة المصرية استخدام الوجبات رخيصة الثمن مرتفعة القيمة الغذائية وذلك بالإكثار من الحبوب والبقول معاً ليكون المصدر الكامل للبروتين والخبز مع البصارة يعوض البروتين الحيواني ويمكن شراء اللحم المفروم وتصنع منه كفتة مع اضافات اخري تزيد وزنها وتكفي عددا كبيرا من الأفراد ولها نفس القيمة الغذائية.

ويمكن لربة المنزل شراء الطماطم والخضراوات في وقتها وحفظها بطريقة سليمة في الفريزر وحتي الليمون يمكن عصره ووضعه في مكعبات لاستخدامه في الوقت الذي يرتفع سعره سواء في الطعام أو كعصير.

وعلي الجانب الآخر تشير د.زينب إسماعيل- أستاذ بقسم التربية جامعة عين شمس- إلي أن تربية الطفل مع التعامل الواعي مع النقود مسألة في غاية الأهمية ليس فقط للطفل نفسه بل لأسرته ومجتمعه وأمته.

ويجب علي الوالدين ان يشرحا له لماذا اشترينا هذه السلعة وليست تلك وكيف يمكن المفاضلة بين السلع ومتي نشتري ومتي لا نشتري أما إذا كان الطفل صغير السن ولا يعرف كل هذا فنقطة البداية أن يفهم من أين تأتي النقود وكيف نحصل عليها وأنها لا تأتي بسهولة.

وتضيف إنه عندما يكبر الطفل قليلاً فلا ضير من اشراكه في مناقشة ميزانية الأسرة والاحتياجات المهمة لكل أفرادها وكيفية المواءمة بين هذه الاحتياجات والامكانات المتوفرة فذلك ادعي ان ينمي لديه ملكة التخطيط والترشيد في الانفاق.



والمشكلة في مصر أن هذه الزيادة تشكل عبئاً كبيراً يفوق طاقة الأسرة المصرية من مختلف الطبقات خصوصاً الطبقة الوسطي وما دونها وظهرت الأزمات الطاحنة والتي ادت إلي وجود وانتشار بعض الجرائم ذات العلاقة للحصول علي رغيف الخبز وهذا يتطلب من الناس العديد من الاجراءات للتعامل مع هذه المشكلة المزمنة منها ترشيد الاستهلاك وعدم وجود فاقد في الطعام وبخاصة في الخبز .

فنحن كمصريين اعتدنا علي البذخ والتبذير في كل شيء وكان الناس دائماً يحاولون الحصول علي اكثر من احتياجاتهم وكان يعتبر من قبيل العيب ان يشتري الفرد كميات قليلة من الطعام.

والابتعاد عن المظهرية والتباهي بكثرة الطعام والشراب لدرجة ان يكون هناك فاقد كبير.

ضرورة أن يختار الإنسان المواد الغذائية البديلة والتي تعطي نفس القيمة الغذائية تقريباً كذلك تعظيم ثقافة الادخار وذلك لمواجهة الأمور الطارئة في المجتمع المتمثلة في ارتفاع اسعار المواد الغذائية.

ضرورة تعظيم دور رجال الدين لمحاربة الجشع والاستغلال وتكديس السلع والاحتكار لأن كل هذه العوامل هي التي تؤدي إلي زيادة المشكلة.


الظروف المتاحة

وفي النهاية يري فضيلة الشيخ الشحات عزازي- إمام وخطيب مسجد النور- أن الأصل في المسلم أن يعيش ويكيف نفسه مع الظروف المتاحة والنبي صلي الله عليه وسلم كان يربي اصحابه علي الجد والاقتصاد فكان يقول لهم: "اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم" والتدبير نصف المعيشة وورد كذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد" والذي يدبر من عيشه ويقتصد في حياته لا تلم به الأزمات الطاحنة لأنه استعد لها فإذا حدث غلاء استغني عن الرفاهيات التي لا فائدة منها لأنه تعلم من شهر رمضان الاقتصاد والتدبير فهو يصوم طوال النهار فيستغني عن الطعام والشراب فيوفر من قوته فإذا جن الليل كان افطاره علي تمرات أو رطبات ولا يثقل في الطعام ثم اذا تسحر كان السحور علي القليل لهذا يتعود علي التدبير والاستغناء.

فإذا كنا في وقت الأزمات فعلنا اخلاق الصيام لخرجنا من الازمة ونحن اصلب عوداً واقدر علي التعامل مع مجريات الأمور وليس هذا مبررا لرفع سعر سلعة من السلع ولأن النبي قال ملعون من أغلي علي الناس أقواتهم".

وارتفاع الأسعار هذا يسمي العرف الشرعي "شدة المؤنة" وهو دليل مخالفة لأوامر الله تعالي فالنبي ذكر هذا الحال فقال: "وما طففوا الكيل والميزان إلا أخذهم الله بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان" فهذا دليل أن تجارنا يطففون الكيل والميزان هذا هو الداء ودواؤه ان يلتزم كل انسان في بيعه وشرائه الحق والعدل ولكن إذا حدث هذا ماذا افعل لمسلم في بيتي؟

هناك أشياء يمكن الاستغناء عنها فاكتفي بضرورات حياتي واعود ابنائي التدبير والاقتصاد والتكافل فيما بيننا بالمعروف.

وأعود ابنائي عند طعامهم أن يأكلوا كما قال رسول الله ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه فإذا التزمت بهذا لتخطينا الأزمة ولكن ماذا يفعل الفقير الذي لا يكفيه دخله حتي لهذه الضرورات؟

هنا يأتي دورنا كمسلمين فيما بيننا وبين بعضنا بأن نتكافل ونتعاون ويعين بعضنا بعضاً فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه يقول: "ما جاع فقير إلا بمقدار ما بذر غني وما ضاع فقير إلا بمقدار ما منع غني"

ولذلك كان لزاماً علينا جميعاً من ملك الأمر والكلمة أن يرفق بالمسلمين فإن النبي قال: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق لهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه".

وعلي كل ما يلي أمرا يتعلق بأقوات الناس أن يحذر قول النبي صلي الله عليه وسلم: "ملعون من أغلي علي الناس أقواتهم" وأن يتأسي بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين امتنع هو وأهله عن أكل اللحم عام المجاعة وأن يتأسي الأغنياء وأصحاب السعة بأمير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه حين تصدقق بقافلة كاملة للفقراء والمساكين عام المجاعة وتاجر مع الله.


  • Currently 192/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
64 تصويتات / 1654 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2008 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

263,521