بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الحمد لله الذي لا تشكر نعمته إلا بنعمته
الآن أصبحت عدوانية اليهود الصهاينة قضية عالمية تستحق القرار والموقف القاطع- بفضل الله
إن تعدي اليهود على قافلة حرية وسلام، ومن قبلها التهديد بمنعها ثم الإستعداد العسكري للجيش عن عمد بشكل همجي أعمى غير منطقي.. قافلة عزلى بدون سلاح لم تجيء إلا لفتح باب خير وتعين في حاجات بشر.. إنه لتعدي سافر وواضح يكشف ويدل على عدوانية وعمى هذا الكيان في تعاملاته مع غيره من الناس على مستوى شعوب العالم، فقد أصبحت العدوانية ضد أي فرد في العالم يرفض أفعالهم ويحاول أن يغير ويصحح من أوضاع خاطئة فرضت غصبا في زمن المناداة بالحقوق والحرية للجميع.
والتساؤل أي مقابل يمكن أن يأخذه العالم من تعدي الصهاينة ومن خرقهم لكل القيم والمباديء السليمة والأخلاقية، ومن نشرهم أفعال العصابات والسلب على كل من يمر في طريقهم... وهل هذه هي الصورة التي يسعى لها أي بشر على الأرض بين الناس؟! بل إن هذه التصرفات غير المحسوبة خطرا كبيرا على أمن المنطقة وعلى أمن العالم كله وعلى فكر الأجيال والناس في العالم وتصرفاتهم ومفاهيمهم عن السلام والأمان والحق، كما أنه تهديد لمصالح الدول وأفرادها في حريتهم وفي كلمتهم وقرارهم وأفعالهم.
فقد أصبحت العداوة من العالم كله للكيان الصهيوني بعد أن كانت العداوة من العالم العربي والمسلم فقط، وأصبح الكيان الصهيوني يمثل مشكلة حقيقية للعالم كله بعد أن كان يمثل مشكلة حقيقية للعالم العربي والمسلم... إن هذا لا يدل إلا على جهل شديد من هذا الكيان الغاصب الذي إختار لنفسه ثقافة العدوان والتعدي ليتعامل بها مع الناس في العالم حوله... جهل لكل شيء في كل شيء.
لقد تعدى اليهود على شرفاء أحرار جاءوا من أنحاء العالم.. تعدوا على حقوقهم في إعانة محتاج وتعدوا على من طالب بحق في فك حصار شعب فرض عليه اثر على مسار عيشه الطبيعي في الحياة.. تعدوا ليقلبوا موازين العالم لكنهم جهلوا أن حق الناس في الحياة والعمل لا يقبل إنقلاب فهو ثابت للجميع ولا يمكن تغييره ولا تبريره... فليس من حق اليهود غصب حق الشعب الفلسطيني في الأرض وفي الحياة وليس من حق اليهود التعدي على من ينادي بهذا الحق ويحميه ايا كانت جنسيته أو لونه أو دينه.
يجني اليهود الصهاينة على أنفسهم... لأن تصرفات أي شعب هي مرآة لفكره ومنهجه وطبيعته ودليل واضح وقوي عليه. كما أن تصرفاته محدد لتصرفات غيره معه ومدى تقبله في المجتمعات العالمية. فتصرفات الحماقة تكشف طبيعة أصحابها، وتصرفات التعدي والعدوان تكشف أغراض أصحابها وما يسعون إليه، وبالتالي لن يوجد سوى الحزم مع هذا العدوان ورفضه الصريح ومعاقبة فاعليه والتحذير من تكراره.
فقد زالت زينة اليهود المزيفة والأسطورة التي يحاولون إقناع الناس وخداعهم بها ليقولوا للعالم أنهم أصحاب سلام أو أصحاب سياسة محنكة أو أصحاب علم.. فلا سلام يقول بالتعدي على حقوق الآخرين لأن صميم السلام هو حفظ الحقوق لكي يأمن الجميع على حياته وممتلكاته ولكي يرضى الجميع، ولا سياسة محنكة لا تراعي مصالح جميع الأطراف المستفيدة فالسياسة المحنكة المستقيمة تنتج مجتمعات مستقرة ومترابطة وناضجة ف يتعاملتها مع غيرها فسياسة اليهود تتعدى على مصالح جميع الأطراف التي تتعامل معها كما لا تنقل لها حقيقة سليمة بل تقلب الحقائق وتنشر الفتن والأكاذيب ليكون هدف التعدي هو المتحدث وحده، كما أن لا علم إلا العلم النافع الذي يربو على صاحبه ولا يكون ذريعة لتعدي آخر على غيره بشكل مباشر أو غير مباشر فالعالم كله في غنى عن علن يجر عليه خطر أو يقلل من جهده وإستقراره أو يثبط من عزيمته.
زالت هذه الزينة المزيفة والأسطورة الكاذبة لتنكشف الحقيقة السيئة للتعديات اليهودية وأغراضها وحدودها، وللتعتيم على الفهم العالمي ورأيه... لكنهم نسوا أنه لا يوجد إنسان حر يقبل تعدي ظالم بدون وجه حق، ولم يضعوا في حساباتهم أنه لا يوجد إنسان يسعى إلى الحق والخير يقبل من يهجم عليه ويمنعه من هذا السعي المكفول له من خالقه ولم يعطيه له أحد سواه.
فلا شيء أكثر من الناس الذين يرفضون التعديات اليهودية في فلسطين.
ولا شيء أكثر من وجود الحق المكفول للبشر في الحياة الكريمة والأرض.
وما أكثر اليهود في العالم الذي يرفض تصرفات إسرائيل في فلسطين ويعتبرها تعدي صارخ على البشرية والإنسانية وعلى الحقوق المشروعة.
بل كم يهوديا داخل الكيان الصهيوني نفسه يرفض سياسته وتصرفاته وأهدافه.
وكم يهودي داخل الكيان الصهيوني يتمنى العيش في سلام وأمان بدون تعديات ليحافظ على روحه.
وكم يهودي في العالم يعتبر الكيان الصهيوني كيان غاصب غير شرعي.
وكم إنسان مسلم في العالم يرفض تصرفات وأهداف اليهود في فلسطين ولا يقرها ويثق أن النصر للحق وللمسلمين لأنه وعد الخالق المهيمن في هذا الكون كله.
وكم إنسان غير مسلم في العالم يقر الحقوق المشروعة لفلسطين في أرضها وفي الدفاع عن نفسها وفي حماية ارواح أهلها.
وكم إنسان على وجه الأرض يثق أن الأمان والسلام في أن تعيش مصان الحقوق والواجبات لك ولغيرك فهذا صميم الإسلام.
فها قد جاء وقت رفض العالم ومحاكمة المتعديين لأن اليهود يتصورون بجهل شديد قدرتهم على مواجهة الحركات العالمية أو حتى الرأي العالمي.. وهو سوء تقدير ورؤية للأمور منهم، لأن البشر وجدوا في الأرض بالحق والعدل فيجب أن يعيشوا بنفس الحق والعدل الذي كفله لهم خالقهم سبحانه وتعالى.... هذه قيم ومباديء يتفق عليها العالم إلا اليهود القوم العدواني بدون سبب مفهوم لأن المآسي لا تتوارث أبدا بين الأجيال وإلا إذا توارثت لما إستطاع إنسان ن يتحمل النظر في وجه الشخص الذي بجانبه، بل إنهم يتفقون على هذه العدوانية بدون وعي للطبيعة التي يجب أن يكون عليها علاقاتهم مع غيرهم من الناس لأن العلاقات مع الناس تتطلب الميزان المعتدل العادل الذي يحفظ الحقوق والواجبات.
ساحة النقاش