بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الحمد لله الذي لا تشكر نعمته إلا بنعمته
إنظر إلى الجندي الإسرائيلي
من الجنود من يحارب على حق ومنهم من يحارب على باطل وخطأ، لأنه بإستمرار يكون هناك طرفان. لكن يظل بإستمرار الحق هو المنتصر الوحيد في كل المعارك على الإطلاق، حتى وإن حدث هزيمة ما على أرض الواقع فيكون للحق جولات وصولات لتكون هي كلمته التي تثبت في الأرض.. هذا وعد الله وكلمته للحق على الأرض وهي قوة الله وقدرته في خلقه والتي وعد بها عباده حاملين رايات الحق ضد كل باطل.
فإنظر إلى الجندي الإسرائيلي عندما يواجه، هو يطلب أولا من الطرف الآخر أن يكون بلا سلاح لكي يستطيع أن يقتله بدون جهد وهذه دناءة المواجهة لأن شرف القتال يكون في المواجهة المتكافئة وفي مقابلة الطرف الآخر وجها لوجه وليس بسلبه سلاحه ولا بخداعه.. وببساطة إذا كان مع الطرف الآخر سلاح فلن يواجهه الجندي الإسرائيلي من الأصل لأن نزعة الجبن التي زرعت فيه ورعبه وهلعه وخوفه الشديد من الموت تجعله يرتعد إذا رأى قوة الطرف الآخر حتى وإن كانت هذه القوة عبارة عن حجارة في يد طفل لا يملك شيء.
غالبية الجنود عندما تحارب، إذا كانت هي أكثر قوة وعتادا تكون أكثر شجاعة، وإذا كانت متساوية مع الطرف الآخر في القوة والعتاد تكون مستبسلة وباذلة النفس والنفيس، وإذا كانت أقل في القوة والعتاد وكان معها الحق فستكافح بكل ما لديها من طاقات وقوى لتنتصر وتنصر الحق وأهله ويمكن أن يكتب الله لها الغلبة بقوته وعزته إذا صبرت وحاولت وجاهدت.... إلا الجندي الإسرائيلي فهو عندما يحارب يشترط أن يكون من يحاربه منزوع السلاح لأن هذا يهدد أمنه وسلامته و... و... وليس لأن هذا يكشف حقيقته وحقيقة ضعفه وجبنه أمام أي سلاح يدافع عن نفسه وعن أرضه وعن حقه الذي سلب منه.
إن الجندي الإسرائيلى أمام سلاح عدوه- من أي نوع- لا شيء، حتى وإن كان هو مزود بأحدث الأسلحة وأقواها، وهذا ما أثبتته التجارب على أرض الواقع وما يراه الناس من حقيقة تقول بضعف الجنود الإسرائيليين وجينهم الذي لا يمكن أن ينزع منهم لأنهم جبلوا عليه وعلى الخوف من الموت فليس لديهم حق ولا يقفون على أساس صلب يدافعون من خلاله.
إذا أردت أن تراه على حقيقته فإحمل سلاحا وإجتمع وسترى حقيقته وعدم قدرته على المواجهة وفراره منك ومن الموت، لأنه بإستمرار يخاف ويجبن ويقلق ولا يريد الموت لأن مصيره إلى النار حتما... فهو يعلم جيدا أن الحق ليس معه، فلا يوجد قانون يبيح قتل وتعدي وسرقة ونهب تحت أي مسمى.. سيظل الحق حق والباطل باطل مهما تغير الزمان وتغير الناس.
إن التجارب كل يوم تثبت حقيقة الجندي الإسرائيلي وتؤكدها، فما بين حرب أكتوبر وهزيمتهم الشنيعة المنكرة، وما بين إرتعادهم وخوفهم من يد طفل تحمل الحجارة دفاعا عن حقها، وما بين هروبهم من أي مواجهة حقيقية تقر حق، وما بين رعبهم إذا ألقي القبض عليهم أو أمسك بهم مثل ما حدث في أسطول الحرية بعد تعديهم على أهلها المسالمين.. وفي كل تصرفاتهم وصفاتهم النفسية في تعدياتهم.
إن مجرد معرفة الإنسان أن الحق معه وأنه على الحق الذي أقره الله خالق الأرض في الأرض، هذا يعطي صاحبه قوة ما بعدها قوة لأنها تكون قوة من الله تعالى يحق بها الله الحق ويقويها في وجه الباطل لتكون كلمة الحق هي القائمة في أرضه... لذلك فالحق قوي وهو بسلاح وهو بدون سلاح، كما أن الباطل ضعيف وهو بسلاح وهو بدون سلاح أسوأ وأكثر ضعفا.
لذلك فالحق لا ترتبط قوته بإنسان ولا بقائد ولا يضعه حاكم، ولا يغيب بغياب بشر ولا إنسان، لأنه يرتبط بخالق الكون الذي شرع الحقوق للناس وهداهم إلى أن هذا مستقيم وحق وهذا غير مستقيم وباطل... ومادام الله حي لا يموت فالحق أيضا حي لا يموت لا يتأثر بأي محاولة لطمسه أو تغييره... وماذا على الناس إذا ساروا كلهم على الحق بجميع أطرافهم؟!
ساحة النقاش