طاقة الغضب
لو نظرنا إلى مرض من امراض النفوس ، وهو الغضب ، وكيف ذمه الشرع ، وكيف عالجه .
وقارنا بما جاء فى العلم الحديث ، نجد الاسلام قد سبقه بمئات السنين .
فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم . أن القوى هو الذى يمتلك نفسه عند الغضب .
)وأن خير الرجال من كان بطىء الغضب (لأن الغضب من الشيطان .
وقد رسم النبى المصطفى الكريم صلوات الله عليه وآله وسلم المراحل التى يلزم على الغاضب أن يفعلها . وإن كان الأولى ألا يغضب . فعليه إذا غضب بالسكوت أولا ، ثم يذكر الله عز وجل والاستعاذه من الشيطان الرجيم ، ثم بالحركة ، فإذا كان قائما قعد ، فإن ذهب عنه الغضب ، وإلا فليضطجع ، ثم فليتوضأ ، .. وهكذا ، فقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم . وهو طبيب القلوب والنفوس ، كما انه طبيب الاديان
جعل صلى الله عليه وسلم للغضب علاجين :-
احدهما : علاج نفسى روحى .
والآخر : علاج مادى .
العلاج النفسى : يبدأ بالسكوت ، ثم بكظم الغيظ ، ثم بذكر الله تعالى والاستعاذه من الشيطان الرجيم .
العلاج المادى : فيبدأ بالقعود إذا كان قائما ، وبالا ضطجاع إذا كان قاعدا ، وبالمشى أيضا إن كان واقفا ، فإن ذهب وإلا فليتوضأ والوضوء الشرعى ، وكله حركة .
قال (ص) لا تغضب . لا تغضب . وقال ايضا (ص) ألا إن خير الرجال من كان بطىء الغضب ، سريع الفىء ، وشر الرجال من كان سريع الغضب ، بطىء الفىء .. وان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال (ليس الشديد بالصرعه ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب) .
<!--إن سريع الغضب ليس من خيار الرجال ، بخلاف بطىء الغضب . وهنا بيان فضيله الذى لا يغضب ، والذى يملك نفسه عند الغضب ، وأنه هو القوى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إن الغضب من الشيطان . وإن الشيطان خلق من النار وانما تطفأ النار بالماء . فإذا غضب احدكم فليتوضأ .
وهنا بيان الوضوء من الغضب .
وفى هذه الأحاديث ، أمران علميان أساسيان :-
الاول : الحث على عدم الغضب ، وبيان فضل الذى لا يغضب .
الثانى : التفريق بين حالتى القيام والاضطجاع فى معالجه الغضب .
<!--فجاء العلم الحديث ليكشف لنا ، هذه الحقائق العلميه المذهله ، وأثر الحركة على أثار الغضب .
أما الحاله الاولى :-
فإن الغده الكظرية الموجودة فوق الكليتين : تفرز هرمون الأدرينالين نتيجه لأى نوع من الشده ، كالخوف أو الغضب ، أو نحو ذلك ، وعادة ما تفرزهما معا ، وإن كان نهايات أعصاب الودية تعتبر المصدر الرئيسى لهرمون النور أدرينالين .
والانفعال والغضب يجعل الغدة الكظرية تفرز هرمون الأدرينالين ، الذى يؤثر فى تسارع ضربات القلب ، وقد يضطرب نظمه ، وكثيرا ما يشاهد الاطباء من يشكو من الخفقان ، حين الغضب أو الانفعال .
كما أن الغضب يرفع من مستوى هذين الهرمونين فى الدم ، مما يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم ، ولهذا ينصح الأطباء المصابين بارتفاع ضغط الدم بعدم الغضب والانفعال كما أن الأدرينالين يزيد من استهلاك عضلة القلب للاوكسجين ، لانه يزيد من تقلص القلب ، وحركته .
<!--لذا فمن كان مصابا بتضيق فى شرايين القلب فعليه . ألا يغضب ، لأن ذلك قد يهىء لحدوث أزمة فى القلب لا سمح الله تعالى .
كما أن الادرينالين يزيد من سكر الدم ، فإذا تعرض المصاب فى داء السكرى لأزمة نفسيه ، فإن سكر الدم قد يرتفع لفترة معينة ، حسب السبب .
لهذا السبب حث الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم الغضب . وكل ما جاء فى القرآن والسنه (علم الانسان مالم يعلم) .
أما الحالة الثانية :-
وهى التفريق بين حالتى القيام والاضطجاع ،فقد جاء فى كتاب هاريسون الطبى الشهير ما يلى :-
من الثابت علميأ أن كميه هرمون النور أدرينالين فى الدم ، تزداد نسبته . ضعفين إلى ثلاثه أضعاف . لدى الوقوف لمد خمس دقائق ، وقفه هادئه . أما الأدرينالين . فإنه يرتفع ارتفاعا بسيطا بالوقوف ، إلا أن الأنواع المختلفة من الضغوط النفسيه : يمكن أن تسبب زيادة مستوى الأدرينالين فى الدم بكميات كبيرة .
فإذا كان الوقوف . وبشكل طبيعى وقفه هادئه ، ولمدة خمس دقائق يضاعف كمية النور أدرينالين . وإذا كان الغضب او الانفعال يزيد مستوى الادرينالين فى الدم بكميات كبيرة ، فكيف إذا اجتمع الاثنان . الغضب والوقوف معا .
وإذا ازداد مستوى هذه الهرمونات فى الدم نتيجه الغضب والوقوف ازداد تقلص العضلة القلبية ، وتسرع القلب ، كما ازداد استهلاك عضلة القلب للأوكسجين ، كل هذا نتيجة لحظة غضب أو انفعال ، فإذا جلس الغضبان ، هدأ مفعول هذه الهرمونات كثيرا .
فسبحان الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه . الذى نهانا عن الغضب ووصف لنا هذا العلاج القعود والا ستلقاء والوضوء وغيره وكله يفسر بعد اكثر من الفى عام .
ساحة النقاش