ضربة برد.
أخذت الهاتف المحمول بين يديها،و ظلت تقلبه ذات اليمين و ذات الشمال و هي تتمتم :
هي عقلي الثاني لا زوجي و لا ابني الصغير و لا زملائي في العمل استطاعوا سحب بساطها من تفكيري..تعلقي بها لطبعها السمح و نبل أخلاقها ، صبرها أناتها، حضورها الوديع الذي يوحي بالراحة و الطمأنينة في سماحة وجه و طيبة قلب .. أناقة فائقة رغم بساطتها .و الأهم من هذا و ذاك ..صداقتها الصدوقة .
ضربة برد ..هذا ما قالته لي أمها ,,فغادرت عند جدتها إلى فاس لبعض الراحة ..
لكن ما لا أفهمه لِمَ لا ترد على الهاتف ..و لِمَ تغلق خطها ..و هي التي تنتظر أخبار أحمد الذي غادر من تسعة أشهر لاسبانيا
فقد أخبرتها ليلى أنها تقدم له الدعم و المساعدة ليحصل على أوراقه الثبوتية و تيسر له الزواج من جوليا شريكتها في العمل في اشبيلية.
زواج أبيض ..يعني زواج على الورق فقط..و إلا فهو بأي لون ؟؟؟؟
ابتسمت ، و أعادت الاتصال.. لكن هذه المرة ..
- ألووووو ...سعاااد ؟؟
- <!--[endif]--> - نعم سعاد
- ما بك ؟؟و لم كل هذا الغياب ؟؟طنجة بدونك فراغ
ضربة برد تبعدك عنا كل هذا الوقت ..أ أنت مريضة ؟؟؟؟
- <!--[endif]-->- نعم مريضة ..و أعاني ..حزينة مكتئبة ..آلام حادة مستبدة تعصرني..
- كل هذا من ضربة برد ؟؟-
- لا ضربة غدر ...إعصار خيانة
- أحمد لن يعود ؟؟؟ا لم يتزوج من جوليا ..
- تزوج من ليلى و هي حامل في شهرها الثامن ..