موقع الخبيرالدكتور / حمادة صلاح صالح صاحب بيت الخبرة الامناء الاستشاريون للخبرة والتقييمالمعتمد للتقييم بالبنك المركزي

موقع متميز لفرادة التخصص فى التقييم وكافة الخدمات اﻻستشارية للبنوك والشركات والبيع بالمزاد العلنى

 


هدم المباني التاريخية يطول منطقة «الكوربة» بحي مصر الجديدة

لها قيمة معمارية وتخضع للحماية من قبل جهاز التنسيق الحضاري

القاهرة: عالية قاسم
رغم التغيرات الكثيرة التي طرأت على القاهرة خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، فإن منطقة الكوربة بضاحية مصر الجديدة احتفظت برونقها وشموخها وطلتها الارستقراطية أمام الهجمة الشرسة للزمن على عقاراتها. ويقبل الكثيرون على السكنى بالمنطقة لهدوئها وقربها من وسط العاصمة، إلا أن المنطقة تشهد بوادر فقدان هويتها بعد أن طالتها حالة الانفلات الأمني والإداري التي عانتها البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير الماضي.

وفي الوقت الذي شهدت فيه المنطقة على مدار الأعوام القليلة الماضية أعمال هدم للمباني القديمة، خصوصا الفيلات في الشوارع الجانبية من المنطقة، فإن هناك مسعى حكوميا للحيلولة دون هدم المزيد من الفيلات والمباني ذات الطابع المتميز، وذلك للحفاظ على الطراز المعماري.

وصرح المستشار محمد عطية وزير التنمية المحلية بأن مرسوم القانون الذي سيصدر خلال أيام يشترط أن يصدر قرار صريح من جهة الإدارة يحظر الهدم وليس ضمنيا، الأمر الذي يقطع التحايل على القانون.

وصدر في عام 2006 قانون رقم 144 يحظر الترخيص بهدم أو الإضافة إلى المباني ذات الطراز المعماري المتميز لأنها مرتبطة بالتاريخ القومي أو بشخصية تاريخية، وبموجبه يحق للدولة تنفيذ ما تراه من أعمال لازمة لتدعيم وترميم وصيانة المنشآت المحظور هدمها، في أي وقت وبعد إخطار المالك. وبدأ تنفيذ القانون بعد صدوره بثلاثة أعوام من خلال تشكيل لجان من أساتذة جامعيين مختصين في هذا المجال، وكانت مهمتهم حصر المباني ذات الطابع المعماري المتميز في القاهرة وتصويرها من عدة زوايا وتسليم نتائج الأعمال لمجلس الوزراء حتى لا يتم المساس بها إلا بمعرفة وزارة الثقافة أو هيئة الآثار لترميمها أو صيانتها للحفاظ على الثروة المعمارية بالعاصمة.

وتتميز المباني بمنطقة الكوربة بطراز معماري متميز، حيث تم تصميمها وتشييدها في مطلع القرن المنصرم على أيدي مهندسين بلجيكيين وإيطاليين. وتعد ضاحية مصر الجديدة واحدا من أعرق وأرقى أحياء القاهرة، وهي التي دائما ما تجذب المصريين في العاصمة للسكن بها؛ لموقعها المتميز بين المدن الجديدة بشرق القاهرة وقلب العاصمة.

وتعتبر أسعار العقارات في حي الكوربة، الذي يعتبر قلب ضاحية مصر الجديدة، باهظة الثمن، فيتراوح سعر المتر المربع الواحد للعقار بالضاحية بين ستة آلاف جنيه (ألف دولار) وعشرة آلاف جنيه (1.6 ألف دولار)، ويعد هذا السعر الأعلى بين أحياء القاهرة الكبرى.

ولحي الكوربة قيمة تاريخية كبيرة، فتأسيسه تم في عام 1906 على يد المهندس البلجيكي الجنسية الثري إدوارد لويس جوزيف، الذي عرف في مصر باسم «الإمبراطور إمبان»، وذلك حين أسس شركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات عين شمس، وهو الاسم الأصلي لشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، وأخذ إمبان قطعة أرض في الصحراء على مساحة 25 كلم شمال غربي القاهرة وعلى بعد 10 كلم من قلب القاهرة في ذلك الوقت، لتبدأ شركته في بناء ضاحية «هليوبوليس» في صحارى مصر الجديدة لتكون مدينة الترف والرفاهية، حيث أدخلت فيها المرافق التي كانت تعتبر حديثة في ذلك الوقت مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.

وكان قصر الإمبراطور إمبان الذي يقع في شارع العروبة حاليا هو أول مبنى يتم إنشاؤه في ضاحية «هليوبوليس»، والقصر من تصميم المعماري الفرنسي ألكسندر مارس يل، واشترى إمبان تصميمه من مارسيل عندما كان يعرضه بأحد المعارض الهندسية بباريس في عام 1905، ويجمع القصر في تصميمه بين الطرازين الأوروبي والهندي، ويقال إن هناك نفقا أرضيا يربط بين القصر وكنيسة البازليك في شارع الأهرام، وصمم مارسيل أيضا فندق مصر الجديدة الذي أصبح في ما بعد مقر رئاسة الجمهورية في زمن حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك قبل تنحيه في فبراير (شباط) الماضي.

وتتميز العقارات الأصلية بمصر الجديدة بقلة عدد طوابقها ووحداتها السكانية، وكان الراغب في السكن في مصر الجديدة يواجه مشكلة العثور على مسكن، حيث تشبعت سوق العقارات بالمنطقة لسنوات طويلة، لكن في الآونة الأخيرة ظهرت أعمال هدم العقارات والفيلات القديمة وبناء عمارات سكنية كبيرة بدلا منها، ما يتيح الكثير من الفرص أمام الراغبين في السكن بمصر الجديدة.

وفي المنطقة التي لا يزيد عدد طوابق بناياتها على طابقين أو ثلاث، يقوم سكان العقارات في كثير من الأحيان بإضافة طوابق إضافية، أو يقومون بأعمال ترميم أو تجميل لواجهات العمارات بشكل لا يتلاءم مع الطبيعة العمرانية للمبنى أو للمكان.

وتقول سهير حواس، رئيسة الإدارة المركزية للدراسات والسياسات بالجهاز المركزي للتنسيق الحضاري، لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن المباني في منطقة الكوربة مسجلة فإن المنطقة بأكملها لم تُعتمد بعدُ كمنطقة ذات طابع معماري أثري مميز مثل منطقة القاهرة الخديوية، ولكن من المقرر أن يتم تسجيلها من قبل المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية. والكوربة من المناطق المعمارية غالية القيمة، وموضع له حدود ويخضع للحماية من قبل الجهاز المركزي للتنسيق الحضاري بموجب القانون رقم 144 لسنة 2006».

وأوضحت حواس أنه في حالة المخالفة يتم إزالة الأعمال المخالفة على نفقة المخالف كما تتم عقوبة الإداري الذي سمح بإجراء الأعمال المخالفة، وفي حالات تعمد إعمال أي أعمال من شأنها هدم أي مبنى ذي طراز معماري مميز فإنه وفقا للقانون رقم 144 لسنة 2006 يمنع مالك العقار من إعادة البناء لمدة 15 سنة.

وتضيف حواس أن إعادة بناء عمارات عالية محل العمارات القديمة ذات طابقين أو ثلاثة يعد تحميلا على البنية الأساسية للمكان، ومع الوقت يؤثر بالسلب على المرافق العامة بالمنطقة مثل المياه والصرف الصحي بالذات، وأنها كانت مهيأة لتخدم مباني ذات طابقين أو ثلاث على الأكثر.

ومنذ نحو عامين أغلق أحد شوارع الكوربة المؤدي إلى شارع الأهرام حيث تقع كنيسة البازليك، وذلك بسبب أعمال حفر تخص إنشاء خط جديد لمترو الأنفاق، وأوضحت حواس أنه لا ضرر على الأبنية في المنطقة إذا ما تمت أعمال الحفر بدقة. وفي هذا الشارع توجد أولى الفيلات التي بنيت بالمنطقة، وهي مبنية على الطراز الإيطالي وكان مالكها يدعى ألفريد شماس الذي اشتهر بكونه تاجرا شهيرا ذا أصول شامية.

المصدر: الشرق الاوسط
consulthamadass

الامناء الاستشاريون للخبرة والتقييم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 170 مشاهدة
نشرت فى 13 إبريل 2012 بواسطة consulthamadass

ساحة النقاش

الخبيرالدكتورحمادة صلاح صالح www.iraegypt.com

consulthamadass
خبير التقييم المعنمد للتقييم لدي البنك المركزى المصرى خبير الملكية الفكرية بوزارة العدل للمحاكم الاقتصادية المتخصصة خبير تقييم الأثر البيئى للمشروعات وتقييم دراسات الجدوى خبيرتقييم معتمد لدى وزارة اﻻستثمار رئيس الهيئة الادارية والاقتصادية بالمجلس العربي الافريقي للتكامل والتنمية ونائب الرئيس للشئون الاقتصادية بالمجلس خبير تقييم دراسات الجدوى خبير وعضو المجلس »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

674,896