وقف مدير النادى الذى لا يرتاده إلا أبناء العائلة المالكة من أمراء و أميرات و قلة قليلة جداً من أغنى أغنياء المملكة ممن يرتبطون بصلات وثيقة بأبناء العائلة المالكة و يديرون جزءاً هاماً من ثرواتهم الطائلة التى يحرصون على استثمارها خارج البلاد كما يصحبونهم فى سفرياتهم الخارجية و يرتبون لهم حفلاتهم و لقاءاتهم مع مشاهير العالم من فنانين و مغنيين و مغنيات و إن كانوا ينظمون أغلب الحفلات بغرض ممارسة الجنس مع مشاهير المغنيات العالميات فى مقابل ملايين الدولارات عن كل ليلة و بحسب ما يتم الاتفاق عليه بين الرجال المقربين لأبناء العائلة المالكة من الأمراء الذين يضيفون فى كل مرة يتوصلون فيها لاتفاق ما مع أحدى المغنيات الشهيرات (و بالتالى استقدامها لمكان اقامة هذا الأمير أو ذاك فى أغلى فنادق أوربا وامريكا) ملايين يستقطعونها لأنفسهم كعمولة سمسرة ، وصار التنافس على أشده بين أمراء العائلة المالكة فى الاتفاق مع أشهر المطربات العالميات لقضاء ليلة لا أكثرفى مخدعهم حتى أن أحدهم دفع ذات مرة عشرين مليون دولار من أجل ليلة فى أحضان المغنية اللاتنية كاريما التى أحدث ظهورها على المسرح العالمى ثورة عارمة و أجج بورصة الأسعار المتداولة بين الأمراء، أما الأميرات فلم يختلف وضعهن ومنافستهن على المطربين المشهورين عن الأمراء فى شىء و إن اقتصر تنافسهن على مشاهير المطربين العرب دون سواهم حتى المتزوجات منهن لم يتخلفن عن المنافسة و بررن الأمر لأنفسهن بانشغال أزوجاهم عنهن و اتخاذهم المحظيات و الخادمات فى قصورهم بدلا(غناً) عنهن لقضاء متعهم الجنسية ، وما كان الخلاف الأخير الناشب بين الأميرة حورية أخت ولى العهد و زوجته الأميرة حسنة إلا بسبب التنافس للحصول على المطرب اللبنانى الشهير صائب الذى انطلق بسرعة الصاروخ فى سماء الغناء العربى ، إذ تصادف حضور الأثنتين لحفله الأخير الذى أقيم فى العاصمة الفرنسية باريس و إن كانت كل منهن قد حجزت لها لوجا خاصاً فى المسرح الذى شهد الحفلة و التى حضرها الألوف من العرب المقيمين فى فرنسا و الدول المجاورة كسويسرا و بلجيكا و لوكسمبورج ،إذ أرسلت الأميرة حورية برسالة قصيرة حملتها خادمهتا الأمينة أسبانية الأصل فرنشسكا و التى تعلمت العربية فى جامعة العاصمة مدريد ثم أتمت تعلم الأتيتك فى المعهد العالى لأتيتك القصور الملكية بغرض الالتحاق للعمل لدى أحدى الأميرات العربيات المعروف عنهن الانفاق بسخاء يصل إلى حد السفه و هو ما تحقق لها عندما أرسلت سيرتها الذاتية إلى كبير الياوران أثناء قضاء الملك لعطلته الصيفية كعادته التى داوم عليها فى أقليم كتالونيا قلب الحضارة العربية التى شهدتها أسبانيا ابان العصور الوسطى و كأن الملك أراد ان يقولها(يعلنها) فى غير تصريح ؛إن كان أجدادى العرب قد أُجبروا (بالحرب )على مغادرة هذه الأرض فها أنا اليوم أعود إليها عودة الفاتحين المنتصرين وتقوم الدولة الأسبانية كلها على قدم و ساق لأجل زيارتى السنوية و يعينون الحراسات المشددة طيلة مدة بقائى ، وكان أن أمر الملك ذات مرة ألا يتخذ أمراء و أميرات العائلة المالكة لهم خدماً إلا من أصول أسبانية إمعاناً منه فى كسر أنف الأسبان حسب ما صورت (سولت) له نفسه وهو ما جرت عليه العادة فى المملكة منذ ذاك اليوم ، حملت الخادمة فرنشسكا رسالة الأميرة حورية إلى غرفة المطرب بعد الانتهاء من الحفل الغنائى ، وناولته إياها قائلة :
-هذه رسالة خاصة من مولاتى الأميرة حورية .
-حورية ابنة الملك الليث ؟
- نعم سيدى !
- أكانت حاضرة الحفل ؟
-نعم سيدى !
- يا العجب ! ثم تمتم بينه و بين نفسه "الأميرة ابنة الملك الليث ،ملك بئرستان و الأميرة حسنة زوجة ولى العهد تحضران حفلى فى باريس و كل منهن ترسل إلى رسالة عبر خامتها الأسبانية"
-إنى فى انتظار ردك على رسالة مولاتى يا سيدى .
فتح الرسالة فى تروى و الخواطر تعصف برأسه " الأميرة حورية يبدو عليها التعجل على عكس الأميرة حسنة التى تركت لى خادمتها الرسالة مع التأكيد على أن الأميرة تترك لى تحديد الزمان والمكان لتلبية طلبه ا(دعوتها) "
قرأ الرسالة وتوقف عند دعوتها لقضاء أسبوع على ضيافتها فى فندق (De la baix)فى سويسرا ، تمهل قليلا قبل أن يقول لفرنشسكا الواقفة أمامه فى انتظار رده :
- أبلغى الأميرة من فضلك شكرى لها على مديحها وعلى دعوتها الكريمة، ولكنى أخشى أننى لا استطيع تلبية دعوتها الآن .
فلما رأى الصدمة تعلو وجه الخادمة أمامه حاول أن يطيب خاطرها بقوله :
-أخبرى الأميرة أننى مرتبط باحياء حفلة غنائية فى لندن هذا الأسبوع لذا لا يمكننى تلبية دعوتها فى الوقت الحالى .
شكرته الخادمة و انحت قليلا وهى تهم بالمغادرة ، عندها وقع نظرها على خطاب يحمل خاتم الأميرة حسنة موضوع على الكومودينو بجوار السرير ، ما إن خرجت فرنشسكا من غرفة المطرب حتى أطلقت زفرة قوية من أعماقها و كأنها قد أزاحت جبلاً ثقيلاً عن صدرها "ليس علىّ الآن إلا أن أبلغ الأميرة بأمر الرسالة و أن هذا الصعلوك الذى كاد يتسبب فى طردى من خدمة الأميرة حورية فضّل زوجة أخيها الأميرة حسنة عليها و قبل دعوتها و لا بئس أن قلت لها أننى رأيت رسالة الأميرة حسنة على مخدته فى الغرفة الملحقة بالمسرح و أدع للأميرة حورية لتسج بخيالها الخصب الخيوط الباقية للقصة."
****************
أقبل عدنان و الذى يحمل لقب السورى على مدير النادى الملكى لبنانى الأصل فادى و الواقف أمام المدخل الفخيم للنادى مرتدياً البدلة الاسموكنج ورباطة العنق الجرسون فى انتظار وصول الضيف الهام ليكون فى استقباله بنفسه ، سأل عدنان مديرالنادى :
- لم أرك من قبل على هذه الحالة من القلق، أيكون الزائر القادم على هذا القدر من الأهمية ؟
-بلى، إنه عندى أهم رجل فى المملكة .
-أيكون أهم الملك ؟
- لا بالطبع ليس هناك فى المملكة من هو أهم من الملك.
- فكيف تصف الزائر بأنه أهم رجل فى المملكة ؟
- الملك ملك و لكن هناك بجوار الملك رجال و حاشية لكل منهم مقام معلوم و أعلاهم مقاماً هو من يدير شؤون المملكة كلها
- من يدير شؤون المملكة هو بلا شك الحاكم الفعلى لها.
- قد لا يكون الأمر كذلك ، ولكن المؤكد أنه يعرف كل صغيرة و كبيرة عن كل رجال الحكم و الدائرة المقربة من الملك.
- لقد جعلتنى اتشوق لمعرفة الزائر الغامض و إن كنت أظن أنه كغيره من علية القوم من أبناء المملكة يداوم على زيارة النادى .
- نعم إن كل رجال الحكم و أبناء الأسرة المالكة يداومون على زيارة النادى للاستجمام و عمل المساج واخذ حمام البخار أو الحمام التركى الذى يقوم على الخدمة فيه شابات تركيات و أسويات، ولكن هذا الرجل دون سواه لا يأتى إلا فيما ندر.
- فما السبب إذا وراء زيارته اليوم ؟
- هذا ما لا أعلمه .
- أظن أن ذلك سبب القلق الذى يساورك ، فأنا لم أرك من قبل على هذه الحالة.
رن الهاتف المحمول الذى يحمله مدير النادى الملكى فى يده و تعلقت عيناه بشاشته طيلة الوقت ، ضغط على زر تلقى المكالمة الهاتفية و ردد :
- تكرم سيدى ! كل شىء جاهز و لا فيه حدا فى النادى ...صمت قليلاً ليستمع إلى الصوت القادم عبر الأثير ثم عاد ليردد :
- تكرم سيدى ! اليوم يتشرف النادى بزيارتكم المعظمة !
ثم صمت قليلا ليستمع الى كلمات محدثه الأخيرة :
- تشرف انت و كل ضيوفك سيدى !
ثم أغلق الهاتف و نظر إلى مساعده عدنان محركاً أصبعيه السبابة و الوسطى :
- كنت انتظر واحد فاذا بالأتنين جايين ، قائد الحرس الملكى و رئيس جهاز المخابرات .
- بدك شىء منى يا مدير ؟
- ما بدى شىء يا عدنان ، اذهب و حضر الغلمان !
نظر عدنان الى العبارة التى تعلو مدخل النادى بعد أن ضغط على الزر الكهربائى مما أنار العبارة المكتوبة بحروف من الذهب ( و يطوف عليهم ولدان...)
*******
استلقى السيد قائد الحرس الملكى فوق الشيزلوج مسترخياً على بطنه و استسلم لأصابع عاملة المساج أسيوية الملامح ،عارى الجسد تماما إلا من قطعة قماش خفيفة تغطى سوءته، بينما استلقى السيد مدير المخابرات بجواره على نفس الطريقة لا يفصلهما عن بعضهما البعض إلا ستائر حريرية شفافة بما يسمح بالحوار فيما بينهما ، الحوار الذى بدئه قائد الحرس الملكى بالسؤال :
- أتدرى لما طلبت منك مقابلتك هنا فى النادى يا أبو سالم؟
- و الله ما أدرى السبب يا ابو خالد ؟
- انه الاجتماع الذى جرى بينك و بين وزير الدفاع ووزير الأمن الداخلى للمملكة.
- انه مجرد لقاء روتينى جمعنى بهما يا ابو خالد .
- و هل يجرى اجتماع روتينى فى غرفة سرية داخل مبنى وزارة الأمن الداخلى ؟
- لا تعط الموضوع أكثر مما يحتمل فقد كنا نناقش شؤون الأمن الداخلى للمملكة .
- و ليس هناك بطبيعة الحال خير من وزارة الداخلية لمناقشة أمور الأمن الداخلى للمملكة ؟
- هو كذلك يا ابو خالد .
ساد الصمت قليلاً ، ثم عاد رئيس جهاز المخابرات ليسأل قائد الحرس الملكى :
- من سواك وصله خبر اجتماعنا يا ابو خالد ؟
- لا أحد سواى .
- و هل أبلغت الملك أو ولى العهد بأمر الاجتماع ؟
- الملك غائب عن المملكة وولى العهد يشغل نفسه طيلة الوقت بصغائر الأمور.
- كفى أنك تشغل نفسك بعظائم الأمور يا ابو خالد !
- و هل هناك مهمة أعظم من حفظ أمن و استقرار المملكة؟
- او قل أمن الملك عافاه الله !
- أمن المملكة هو أمن الملك ، وطالما بقى الملك بقت المملكة .
- أوافقك الرأى تماما يا ابو خالد ، ولكن لا تنس أن هناك أجهزة أخرى تقوم على أمن المملكة.
- وهذا هو الفارق فكل الأجهزة التى تعنيها تهتم بأمن المواطنين بالدرجة الأولى أما أنا فليس لى شغل آخر إلا أمن مولانا الملك ( وولى عهده و أمن أبناء العائلة المالكة).
- ربنا يعينك على مسؤلياتك العظيمة يا ابو خالد !
ساد الصمت بينهما مرة أخرى ، جأر بعدها قائد الحرس الملكى منادياً على مدير النادى الملكى الذى هرول على الفور من خلف الستائر و هويردد :
- أمر سيدى ابو خالد !
- الغلمان يا فادى ! أصرف النسوة وأحضر الغلمان يا فادى !
صاح فادى بدوره :
- يا غلمان ! هلموا يا غلمان !
جاء الغلمان المخنثون حيث يتم اختيارهم بعناية على مستوى دول العالم من بين هؤلاء الذين لا تظهر لهم أعضاء جنسية سواء ذكورية أو أنثوية و هو الأمر الذى اختص به نادى المملكة عما سواه من نوادى أخرى مشابهة يرتادها الأمراء و كبار رجال الحكم فى المملكة ، جاءوا حاملين الخمور والكؤوس و الصحون من الفضة المتخمة بحب الرمان و الأعناب ، وبدءوا الخدمة بالسقاية وإطعام كلا الرجلين فى فميهما ثم انتهوا بملامسة الأعضاء الذكرية و مداعبتها فى لطف ثم تناوب الغلمان المتحلقون حول كل رجل من الرجلين مص فرجه حتى بدأت تعلو تأوهات كل منهما إلى أن وصلت منتهاها مع قذف المنى الذى تلقاه المخنثون بألسنتهم فى رغبة محمومة ،عندها سأل قائد الحرس الملكى صاحبه :
- ماذا فى ظنك سيصنع الولدان المخلدون فى جنة الخلد يا ابو سالم ؟
لم يجب مدير جهاز المخابرات بشىء إذ أدرك الغرض من وراء دعوة قائد الحرس الملكى أياه ها هنا ، وقام يحفه الولدان إلى البحيرة الاصطناعية التى يفور من قاعها ماء معطر بالياسمين والرياحين حيث تولى الولدان ملاطفته أثناء الاستحمام .
عمرو زين
ساحة النقاش