◀ ... ليس منا من اختار قدره .. و ليس منا من هو قادر على تحديد مصيره في هذه الحياة .. و لا درء المصائب و الآفات !! .. " أريج " لم تكن أبدًا طفلة معاقة عند نشأتها .. أو كما يعبر عنه لباقة ؛ ذات احتياجات خاصة ! .. في صغرها كانت تسمي الأشياء بمسمياتها و تفصح بطلاقة وبتعابير الصبية وبراءتهم عن آهاتها و حاجياتها .. حتى ذلك اليوم المشؤوم ! .. و الذي مهما حاولت، أبداً لن أنساه .. و إن سامحت الظروف .. سيظل وجهها الملائكي و صوتها المتدحرج يذكراني ما حييت بالمأساة .. حين تضعك الأحداث و لوحدك في محك الحقيقة و في مهب الريح .. و تدرك بعدها قساوة الوحدة ولعنة المواقف ! .. أجل .. هي ليست إلاّ حالة من بين آلاف الحالات ! .. و هو موقف من بين آلاف المواقف والعبرات ! .. الخوف من أحكام المجتمع و تهمه المشرعة، و الشعور بعدم الأمان، يجعلك تخشى الهزيمة و الفشل ثم بعدها السقوط في كنف المصائب .. حيث اللاشيء .. عدا الحقيقة ! .. إسأل من جرب و عانى .. و لا تسأل من استبخص و هان ! .. كم مرة رأيت الحسرة و سمعت العتاب في أعين أناس شتى و مدى تعجب و استغراب !! من بعض أصدقاء و بعض أحباب، على سلوك طفلة براء، تستغيث في صمتها الموغل ! .. للأسف، ينقصنا الكثير حتى ننعت أنفسنا بالإنسانية و الرحمة ! .. تهت بين الأسطر عله يكون لي قرار أحتدي به أو إليه و أستريح من مخاض وجع السؤال ! .. ترى، من منا المعاق ؟! .. في الحقيقة، لا أبحث عن جواب .. اكتشفت ذلك زمنا حين كنت بمعية بعض من قليل بعض من بعض من بين بعض خلة و بعض بعض من أحباب .. و كنت حينها قد طرقت غير مبال، جميع الأبواب .. و كان وحده الصدى، أبلغ مجيب و أرقى جواب ! .. تلك أعوام خلت من بعدها السنون ! ... كبرت " أريج " ونضجت و هي لم تتجاوز ربيعها الثاني عشر، لتلقنني درساً في المحبة .. حبة، حبة ! .. بعدما أمهلتني بكبريائها المعتاد و لطفا منها .. و كانت شبه دمعة يتردد وهجها متلكئة بين جفنيها و هي على وشك الإنفجار والتداعي .. تغاضيت .. ثم تواريت باندهاش خلف روعة الموقف و رقيه، و استحييت خجلا من صمتها بأن أتفوه و لو ببنت شفة ! .. كانت القصيدة التي رأيت، غاية في المحبة و العرفان .. وكانت بعنوان : " أمي أغلى ناسي .." .. ومن هذا المنبر، أحيي جميع أمهات العالم في شخص زوجتي التي عانت وضحت بمرارة واستماتة ولا تزال في تربية " أريج " و مصاحبتها بكل تفاني رغم المعاناة و الضجيج و الأماني ! .. و لكن، يكفيها فخراً أن القصيدة هي مكتوبة و مهداة لها وحدها و من أجلها، و بتوقيع فلذتها ! .. و حتى لا أطيل .. إليكم القصيدة :
أمي يا أغلى ناسي ♥ أحطك فوق على راسي ○○
يحفظك ربي يا أمي ♡ يا ساكنة قلبي و إحساسي●●
سامحيني لو في يوم ♥ خطيت في حقك يا يما ما وفيت ○○
لو مهما أنا في حقك سويت ♡ ما أوفيك لو مهما عطيت ●●
الله يخليك لي يا أمي ♥ يا حاملة حزني وهمي ○○
يا قلبي إنتِ وعمري ♡ شمعة البيت إنتِ يا أمي ●●
ساحة النقاش