جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قالوا عن فولتير بأنه كاتب ساخر ، ذلك أن كتاباته تميزت بالسخرية اللاذعة من الملكية والكنيسة،
اذ وجد أن الملكية في عصره كانت استبدادا مطلقا ، ورأى في الكنيسة مظالم شتى وامتهانا لحقوق المواطنين .
ورغم ذلك لم يأبه فولتير لما لاقاه من مطاردة ونفي وهو في موقفه الرافض للعبودية والمتطلع للحرية .
لقد كانت أفكاره مقدمة لقيام الثورة الفرنسية عام 9 8 7 1 لكن القدر لم يمهله الى ذلك اليوم اذ توفي قبلها بسنوات قليلة .
غير أن الجماهير ظلت تحيي ذكراه وتلهج باسمه من بعده ، ذلك لأنه كان رمزا للكلمة الصادقة .
ان الجوع وحده لا يحدث ثورة ولا الظلم ، ولكنه الاحساس بالجوع والاحساس بالظلم من يفعل فعله .
لذا يعتبر فولتير وغيره من المفكرين هم الذين مهدوا للثورة طريقها وملامحها .
نضرب هذا المثال كشاهد للقلم من أثر في احداث ألف صرخة وصرخة في وجه الفقر والظلم والاستبداد .
لقد عانى القلم في وطننا طيلة عقود من الزمن من اجحاف ، وكبلت الأفكار في قيود ثقيلة حتى لم تعد للكلمة الحرة صداها ، ذلك أنها حبست وشوهت لتكون وجها من وجوه الرياء ليس الا .
والحقيقة التي يجب أن تقال أننا ما زلنا حتى اليوم نخاف أن نعلن عن حقيقة أفكارنا ونتردد في مجابهة الأخطاء ، فقد زرع هذا الخوف في نفوسنا زمنا طويلا من أن تلاحقنا يد الجلاد لتبطش بنا .
انه لم تنقصنا شجاعة فولتير فكل الذين تحدوا الظلم والطغيان بأقلامهم وأفكارهم لقوا حتفهم .
ان اشاعة الفكر الحر ومعه النقد البناء ضرورة لا بد منها لايقاف أي تدهور مهما كان نوعه سواء كان خيانة أو ظلما أو فسادا .
وتبقى حرية القلم لا عبوديته هي التي تضيء الطريق لأي مجتمع .
ونحن نرى على سبيل المثال أيضا أن المجتمعات الناهضة والتي نالت قسطا كبيرا من الحرية والديمقراطية يكون للقلم دور في مواجهة التحديات من جهة ومحاربة السلبيات من جهة أخرى .
انه بعبارة أخرى يقف أمام السلطة الحاكمة يتحداها بكل جرأة اذا أخطأت ليفضح عيوبها ، وهو يشيد بها ان سلكت الطريق الأفضل .
ألم يحن لمجتمعنا أن يتقبل الكلمة الحرة والرأي الآخر الذي يبني ولا يهدم دون أن تكون لهذه الكلمة طعنة قاتلة أو وخزة مسمومة هدفها الاصلاح وغايتها أن تكون في الوطن ثمة جسور للحب والخير بعيدا عن الحقد والكراهية ؟
بقلم أبو وليد
ساحة النقاش