يتصور بعضهم أن الصراع العربي الممثل في السعودية ومن تحالف معها من العرب مع إيران ( الفرس ) ومن تحالف معها هو صراع طائفي نشأ حول إنقسام المسلمين إلى فرق مذهبية , أشهرها السنة والشيعة , أي أن جذور الصراع هو طائفي يقوم على الاختلاف المذهب الديني بين المسلمين , إلا أن هذا التفسير لا يعدوا أن يكون تفسيرا سطحيا لِمَا يحدث اليوم وما كان قد حدث عديد المرات في سالف القرون , والرأي عندي أن جذور هذا الصراع يضرب في أعماق التاريخ أكثر من ذلك بكثير , أي يعود إلى قرون ما قبل الاسلام , يعود إلى الصراع بين الروم والفرس حين كانتا تمثلان القوتين الاعظم في العالم , وكان العرب عبارة عن قبائل بعضها يوالي هؤلاء , وبعضها يوالي أوليئك - كما هو الحال - , وكان هوى الرسول محمد ( ص ) مع الروم ضد الفرس , حتى أنه في إحدى العارك إنتصر الفرس على الروم وقد أحزن ذلك المسلمين ( وكانوا حينئذ من العرب جميعا ) بل نال ذلك من معنوياتهم فتنزل على الرسول ما يفيد أن النصر سيكون للروم وإن إنتصر الفرس اليوم وسيكون نصر الروم فرحة لهم , قال تعالى في سورة الروم : " الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (سورة الروم 30: 1-5) " ويُفسر بعضهم أن حزن الرسول لهزيمة الروم وإسبشاره بنصر الروم الموعود به في الوحي يعود إلى أن الروم أهل كتاب ( الانجيل ) منزل من الله بينما كان الفرس عبدة النار , والحق أن جوهر الامر ليس كذلك - وإن كان يمكن أن يكون تفسيرا - , إنما - حقيقته - هو صراع إقليمي على النفوذ في المنطقة , إذْ حين قويت شوكة الاسلام أطاح بألامبراطوريتين معا الاكاسرة والقياصرة , ولا يزال هذا الصراع وسيستمر , لم ينس الفرس مجد حضارتهم الفارسية وإن أسلموا ولبسوا مسوحا أخرى , كما لم ينس المصرييون أمجادهم الفرعونية , ولم ينس التونسيون أمجادهم القرطاجية ...الخ
,....يتبع ......
حمودة سرسام
ساحة النقاش