جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
-
جنتي وملاذ روحي امي الحبيبة:
اليوم اشعر لأول مرة بأنني في طريقي للمشيب، شعور اوقفني عند أولى عتبات مشوار
حياتك الخاصة وامومتك التي بداءت مبكرة جداً ...أتحسس معاناتك وتصارع احاسيسك بين فرح وقلق للحاضر وآمل وخوف من الآتي اود لو القدر يتيح لي فرصة التكهن بالمستقبل في ذات الوقت شيئا ما بداخلي يقولي لي عيشي ما انت فيه فهو اجمل وأفضل فرصة ...
لكن قلب الام الشغوف بحماية فلذات كبدها يعود بي دوما ً الى دوامة القلق من المجهول ذاك المتربص بثواني يقظتي ومنامي.
كنت ولم أزل ارى فيك التفاني في التربية والرعاية
وقبلها ذاك الاعتزاز بالذات الأنثوية والتلاشي في كينونتك ومعايشة دورك بانسجام متناهي، رغم قسوة ظروفك وتلاشي الكثير من بين يديك
منك آ حببت ذاتي وذبت في كينونتي واستغربت لكل انثى تنسلخ من ذاتها لظنها بضعفها وهوان قيمتها واعتقادها بأفضلية الذكر عليها وتنصيبه نقطة ارتكاز حياتها.
انطلقت بمشوار حياتي دون تفكير في كثير من الأشياء التي تشغل بال الفتيات في مثل سني،
كنت احيانا أظن بأنني مقصرة نحو نفسي،في حين عقلي الباطن يجزم بأن هذا هو مااريد،فلم أخلق للضجيج وأكره شيئا اسمه الصخب.
أردت التفاني في احتضان نصفي الاخر ان اتلاشى في أرواح تُخلق منا وتنسكب دمائنافي عروقهم حبا وتغدو أنفاسنا لهم حياة وحنان .
أحببته رجل شرقي معتق في زمن جمع التناقضات ما بين التحرر والاستغراب وبين التشدد والانغلاق، وكأنه أيقونة محفوظة لي وحدي في قلب مخطوطة حكاية رومانسية منسية، به من رقة قيس وشهامة عنترة.
أماه: انا هنا اليوم أبوح لكي بكلام ليس به ترابط ادبي يفتقر للتسلسل والتناغم اللغوي لكنه يحمل بعض مكتونات نفسي، رزاز مما تحمله خلجان صمتي،لعله تسرب بسيط من فيض اكتنزته طيات عمري.
اعرف بأنك لن تمسكي بلب غايتي لهذه الحروف لكن ثقي بأني فقط احاول التنفيس لافسح مكان للمزيد من الصمت الا وهو البوح المستوطن أعماق ذاتي.
امي ايتها الشمس الدافئة اجسد التبجيل لك وردة ماسية منقوش عليها احبك، ربي يرعاك و يحفظك لي للأبد .
لك جزيل الشكر يا ست الكل ايتها المعلمة دون لوح وقلم، منك تعلمت أن أذوب عشقاًً بأولادي وأزيد هياما في فلك مملكتي الصغيرة بكل تفاصيلها وشتى مذاقاتها.
تقبلي مني حروفي المبعثرة حيث تعجز لغة الكلام عن ترجمة شعوري نحو عطائك.
ابنتك
يسرى الزاير- 31/01/2014م
ساحة النقاش