من المعروف أن سكان العالم يزداد زيادة كبيرة سنوياً حيث وصل إلى عدة مليارات نسمة مما تؤدى هذه الزيادة الرهيبة فى عدد السكان إلى حدوث الكثير من المجاعات فى بعض الدول الكثيفة فى عدد السكان وكذلك الدول القليلة الإمكانيات وهذه الزيادة فى عدد السكان أدت إلى التوسع فى زراعة مساحات كبيرة بالخضر اللازمة لتغذية هذه الأعداد الكبيرة من سكان العالم إلى جانب الإنتاج من الزراعات الأخرى من محاصيل حقلية وفاكهة وإنتاج حيوانى لمجابهة هذه الزيادة.

وفى مصرنا الحبيبة نجد أن المساحات المنزرعة قليلة جداً حيث يتم حالياً زراعة 4% من إجمالى مساحة أرض مصر ويعيش معظم السكان فى الوادى الضيق مما أدى لزيادة كثافة السكان على وحدة المساحة وبالتالى هذه المساحات لا تكفى لإنتاج كل الغذاء اللازم للسكان مما أدى إلى قيام الدولة بإستصلاح واستزراع مساحات جديدة فى الظهير الصحراوى لمعظم مدن مصر لمجابهة الزيادة المستمرة فى عدد السكان لتوفير الغذاء المناسب خصوصاً الخضروات طول أيام السنة وكذلك زراعة الخضروات بغرض التصدير لتوفير العملة من النقد الأجنبى اللازم لأعمال التنمية فى البلاد خصوصاً فى الأراضى الجديدة المستصلحة وأصبحت زراعة الخضروات فى مقدمة المحاصيل التى تدر دخل جيد على المزراعيين فى هذه المناطق الجديدة.

ولما كانت زراعة الخضروات نالت من الأهمية لدى كثير من المزارعيين مما جعلنا نفكر فى إعداد هذا الكتاب ليكون مرجعاً ومرشداً للسادة المزارعيين والمهتمين بزراعة الخضر وقد حرصنا على نقل خبراتنا بكل أمانة وبتبسيط لمزراعى الأراضى الجديدة من شباب الخريجين والمنتفعين وكذلك مزارعى الأراضى القديمة والمستثمرين فى الأراضى الصحراوية الواسعة.

ولقد لحظنا أن الدول التى تنتج الغذاء أكثر قوة من الدول الصناعية وأكثر رخاءاً إذا ظل تعداد السكان فى ازدياد فإذا كان مصدر الطاقة للآلات هو الوقود فإن الطعام هو مصدر الطاقة للإنسان.

ويمكن التوسع فى إنتاج الخضر رأسياً وذلك بزيادة إنتاجية الفدان بإتباع الطرق الزراعية الجديدة وبإستنباط الأصناف الجديدة عالية الإنتاج والجودة وكذلك إدخال الزراعة العضوية فى الخضروات خصوصاً لما لها من أهمية فى فتح أسواق جديدة بالخارج وتمشياً مع ذوق ورغبة المستهلك.

مع تحياتى................

م جمعة محمد عطا