من السذاجة استدراج الجمهور الخاص (النخبة) بالنفخ في المصطلحات لتبرير ماتفرزه العواطف بعيدا عن الأنا الخالص وتعقيل المواضيع إذ يفاجئنا بعض المهتمين بشؤون المرأة عندما يمارسون ثقافة تهييج المشاعر دون اللجوء إلى الحوار الفكري الصادق الذي يؤسس تقاليدا جديدة لفن السؤال والجواب ففرق شاسع بين الفضفضة الشرسة التي تؤيد تراخي العقل وتنفي كل مرجعية فيها اجتهادات الآخر وبين رأي مدعم بحقائق تخلوا من الحساسيات ونفسية الباحث المتأزم قرأنا في السنوات الأخيرة عن فكرة النبش في الموروث فتعالت الأقلام واختلطت النوايا من أجل إعادة بناء ذهنية اجتماعية جديدة تحدث قطيعة مع ما يعتبره البعض خزان القيم الصدئة والتكلفة لاستيعاب ما تنتجه هذه الرؤى هو إفراغ الأنا من محتواها الميتافيزيقي(الديني) وتغيبها عن مناخها الطبيعي لتشعر بالذهول والخمول عندما تفقد شعورها التأملي في أول محنة تواجهها (كيفية تقمص الوافد إليها عبر ما تؤكده نظرة الرافضين لأي نقاش حول إمكانية قراءة الموروث بلغة المنطق المعاصر بحيث تتوفر إمكانية التعبير عن غد المرأة المسلمة بالتطرق لكل التفاصيل دون الاستعلاء على ما توارثناه من أخلاقيات وعادات لتشجع ذالك التناسل الشرعي بين المحدث المؤسس و المكتسب المدروس مع اختلاف فكرة الزمان والمكان لتظل الإشكالية المطروحة هل لدينا الجاهزية المعرفية الكافية لتجاوز عقدنا الحضارية في استغلال وعينا الديني وتأثيث هذه الذات المؤنثة بامتياز . مازلنا نعاني مع الأسف من لهجة المغلوب الذي يجمل عجزه بإنتاج المزيد من النعوت وهو يكلل سلبيته في تجاوز معاناته الفكرية بالفشل دون التخلي عن سخطه المعتاد من الآخر تحت شعار مؤامرة ( المتفوق) أو الانبهار به إلى درجة نكران الذات والتعصب لغيرها وبين البينين نبقى القضية المطروحة كيف نستطيع الخروج من مأزق سرد الواقع واستحضار التاريخ إلى التعامل مع اللحظة بكل جرأة ونحن نحدد مفاهيمنا الجديدة حول كينونة المرأة في هذا الوجود وكفئتها ككائن متحضر لديه الإمكانيات البيولوجية والبسيكولوجية لتحمل أعباء مشروع الحياة بكل جودة .يستدعي الحديث عن العرف ثروة فكرية مدعمة بأدلة من الواقع تسمح للباحث الوصول إلى نتائج يمكنها أن تقوم بإثارة الفكر وفتح شهيته للبحث عن بقع ضوء ولو باهتة لتتضح صورة الغد شيئا فشيئا وهي تقاوم الظلال المشوهة من أجل مشهد نسوي مدعم بآخر ما يمكن للعقل المسلم أن يبتكره في مجال المعرفة بعيدا عن الأحاسيس الجياشة التي تفرم ذكاء المجتمعات وتعمل على تسخيفها بأسلوب التباكي والصياح. مما لاغرو فيه أن لبقايا الجاهلية مكانة المقدس في الكثير من تعاملاتنا والأسوأ من ذلك أننا نحرص على الحفاظ عليه وبدا خلنا أكثر من شك بأننا على خطأ والصواب الخرافي لدينا أن لسلطة الجماعة في ذالك ما يحدد ماهية الأشياء ويحرم الفرد من مجرد الرفض والدليل على ذالك أن الكثير من الدراسات مازالت تؤكد أن العرف يصنع من أحلام النساء أضحيات مباركة اجتماعيا لجنس الرجل وهي تخلط بين( الحرام وفكرة العيب الاجتماعي).

بقلم

لطيفة حرباوى

المصدر: بقلم : لطيفة حرباوى محررة صحفية إلكترونية
caheft

صحيفة الأدب العربى الإلكترونية

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 529 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2011 بواسطة caheft

صحيفة الأدب العربى الإلكترونية

caheft
صحيفة الأدب العربى الإلكترونية - على كنانة أون لاين »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

165,230