الحب ,,الحنان ,,التفاهم هم الوعاء الأساسي للأسرة السعيدة التي من خلالها ينشأ الأبناء تنشئة سليمة ويصبحون رجالاً ونساءً أسوياء...لكن عندما تجف ينابيع العطف والحنان تسقط ورقة التوت التي تحمي كيان الأسرة .فالأسرة التي تعاني من كثرة الخلافات الزوجية تنعكس سلبياً على طريقة تعاملها مع الأبناء فتنقلب الأوضاع وتزداد الحواجز فتصبح الفجوة بينهم شاسعة والتفاهم والحوارات معدومة ...ويداهمها نوع من أنواع الانشقاق الداخلي الذي يعود علي الأبناء بحالات نفسية سيئة وصراعات داخلية تجعل حياتهم مليئة بالتوتر والأختناق...فينشأ لدينا جيل ملئ بالصراعات والميول العدوانية وعدم تحمل لأي مسئولية لأنه داخلياً يعاني من عدم الرضا والإقتناع وهذا بالتالي ينعكس علي حياته المستقبلية بعد الزواج فغالباً تنتهي حياته الزوجية بعدم الإستقرار والفشل المريع .أما الأسرة العاملة التي يقضي فيها الأب معظم يومه في العمل وكذلك الأم التي تعمل نصف اليوم وتترك أبناءها فريسة للكمبيوتر والانترنت للتعرف علي عالم واسع يعود عليهم بالسلبيات والايجابيات - يعيشون في عالم غير مرضي لكل من الأم والأب فلا تعجبهم تصرفات أبنائهم ولا الأبناء تعجبهم تصرفات الأب والأم فيعيشون في جو من عدم الرضا بسبب الفجوة المتسعة بين أرائهم .. البعض يراها صراع الأجيال والبعض الأخر يصفها بسوء الفهم ولكن السبب الرئيسي الغامض بينهم هو إنعدام الحوار بين الأباء والأبناء .. نعم لقد إنعدم الحوار في كثير من مجتمعاتنا - أحيانا الأب لايعرف أبنائه في أي مرحلة دراسية وما هو مستواهم التعليمي وما هم الأصدقاء الذين يصادفهم إبنه لكي يطمئن علي أحوالهم من خلالهمكذلك الأم التي فقدت أجمل هبة وهبها الله تعالي لها وهي إحتواء وإقامة حوار صريح تتعرف به علي إسلوب تفكير إبنتها وأهم المشاكل التى تقابلها لقد إنعدم الحوار الأسري الذي يلتف حوله الأبناء مع الأباء والأمهات حتي في يوم العطله الاسبوعية .. ومن هنا تبدأ أولي عمليات الإنحراف الفكري والعملي .. فالإبن ممكن أن يتعرض للتدخين والإدمان دون علم أهله لإن سلوكه غير واضح للأبو ومن أشكال التفكك الاسري نوعية أخري أخطر وهي سفر الأباء للخارج للبحث عن سبل لحياة أفضل لاسرهم فيسافر
الأب وبعد فترة تذهب معه الأم ويتركون الأبناء عند الجدة أوعند أحد أقاربهم ويغدقون عليهم بالمال كنوع تعويضي عن عطفهم وحنانهم فيستغلون الأبناء المال أسوء إستغلال .
إليكم هذه القصة المؤثرة إنفصلت عن زوجي وسافرت إلى إحدى الدول العربيه لكي أحسن من وضعنى المعيشي والإجتماعي فأنا طبيبة ولي ولدان أحدهما في نهاية المرحلة الثانوية والأخر في السنة النهائية بإحدى كليات القمة .. تركتهم مع أمي لكي ترعاهم و تكون لهم ونيس في غيابي .. لكن وصلني خطاب تركت عملي علي أثره .. فإذا بإبني الكبير مدمن ووصل إلي حالة متأخرة وهو الأن في إحدى مستشفيات الإدمان .. أما الأخر فهو منظور أمام المحكمة في قضية جنائية لأنه صدم شخصين بسيارته .. لقد فقدت أبنائي بسبب عدم رعاية والدهم وإهماله لهم .. وسفرى للخارج من أجل تحقيق حياة رغدة ..!! وحالات أخرى كثيره من التفكك الأسري علي سبيل المثال من المألوف أن الأم بطبيعتها هي التي تعشش علي أطفالها و لكن في هذه الحالةانعكس ألأمر تماما - فقد عاد الزوج من عمله ...لم يجد زوجته في المنزل - تركت له أبنائه في المرحلة الاعدادية- بنتان وولد صغير عمره خمس سنوات حاول معها من أجلهم أن ترجع إلى البيت ولكنها رفضت فعاش الأب مع أبنائه يرعاهم علي أمل أن ترجع الأم في وقت ما اليهم ..لكنه فوجئ بها تطلب الطلاق فلم يستجب من أجل أبنائه لكنها كانت عنيدة,,فتركتهم له وبعد أيام جاء إعلان من المحكمه بطلب حضوره لنظر دعوي الخلع التي أقامتها زوجته- فاذهلته المفاجأة فما تطلبه ليس مبرراً ,, فهو لم يقصر معها في أي شئ ولم يبخل عليها وعلى أولاده بشئ ,, لكنها في المحكمه قالت أنها تبغض العيش معهبعد محاولات عقيمة للصلح بينهم حكمت المحكمه بالخلع .. وبعد عدة شهور - أرادت أن تاخذ الولد الصغير لحضانتها لكن المحكمة رفضت حتي لاتفصله عن أخواته كي لا يتعرض لإي صدمة نفسية خاصة وأن الأب يعتني به,, وأكددت التقارير ذلك فرفعت دعوي رؤية لأطفالها وفي يوم الرؤية صرخ الأطفال الثلاثة فى وجهها وفروا منها إلى الطريق باحثين عن أبيهم لأنهم لايشعرون بالحنان نحوها وبعد مجهود شاق من رجال الشرطة وأبيهم عثروا عليهم على إحدى أرصفة الشوارع....فقضت المحكمة برفض الدعوي لأن الآم غير أمينة علي أبنائها .أخيراً فتفكك الروابط الأسرية مع إختلاف أشكالها من حيث المضمون في النهاية تكون عواقبها وخيمة علي الأبناء.. فهم الذين يدفعون ثمن العناد والخلافات وحالات الطلاق بين الوالدين .. فيجب علي كل أم وأب أن يتفهموا أن اللقاء الأسري من أهم الفضائل التي افتقدناها في مجتمعنا فالأب يجب أن يقترب من أبنائه ومن افكارهم ومشاكلهم وكذلك الأم حتى لاتكون بينهم فجوه في التعامل و التصرفات . فليعلم كل من الأباء والأمهات أن الزمن يتطوربسرعه ويجب أن يتعاملوا مع أبناء هذا الجيل لما ياتي بهم من العصر الجديد من تطوير في فهم الأمور وإبعادها وإستسلامهم للواقع ولكن عن طريق الحوارالأسري المتفاهم بينهم واحيرا همسة فى اذن كل أب وأم....قبل ان تتخذوا قراراتكم فى الانفصال ...تذكروا ماسيحل بمصير اولادكم وقبل اى خلافات بينكم اسعوا معا الى الا تتسع الفجوة وتصل الى حد الانفصال حتى لايكون هناك ضحايا
بقلم
وفاء عبد الرحمن