<!--<!-- <!--

الفجوة بين المرئي والمحسوس، وتأثيرها في القيم الفردية وفي العلاقات بين الأفراد بشكل عام تمثل جوهر الفكرة الرئيسية لهذا الكتاب "coming age in second life". فهو يقدم تصورا وتحليلا دقيقا لفكرة الحياة المتخيلة، غير الواقعية، أو الافتراضية، من خلال استعراض برنامج Second Life، الذي يستخدمه الأفراد بوصفه عالما افتراضيا بديلا يقترحون فيه لأنفسهم شخصيات وأسماء ووظائف افتراضية، بل ويختارون وسائل ترفيه وسبل حياة، وأساليب للحصول على المال، بحيث يبدون وكأنهم يحيون حياة موازية، متخيلة، لهم فيها حرية اختيار ما قد يكون متاحا لهم في الحياة الواقعية.

ويقوم المؤلف توم بويلستورف Tom Boellstorff بالدخول إلى هذا البرنامج عبر شخصية افتراضية (Avatar)، ولمدة عامين كاملين، كانت نتيجتهما هذا الكتاب.

يتناول المؤلف العديد من الرؤى وفقا لتجربته الشخصية، في طبيعة مفاهيم الرومانسية والعلاقات العاطفية في هذا المجال الافتراضي مقارنة بها في العالم الواقعي، ويتعرف القاريء على العديد من الوسائل الافتراضية التي يحصل بها الشخص الافتراضي على النقود، وكيف أنه أحيانا يحدث تماس بين المتخيل والواقعي من خلال تحول علاقة عاطفية مثلا من الخيال إلى الواقع، أو عبر تحول نمط استثمار متخيل إلى أموال حقيقية.

كما يشير بويلستورف إلى الكثير مما يتعلمه الفرد من سلوكيات وخبرات قد لا تكون متاحة له في العالم الواقعي، أو التي لم يكن يعرفها.

وبالرغم من أن الكتاب يأخذ شكلا سرديا وصحافيا، لكنه يصل إلى العديد من النتائج البحثية المهمة عن العلاقة بين الواقع والخيال وعن تناقضات السلوك البشري وتحليلها بدقة. بالإضافة إلى تحليل الطابع الاستعراضي لدى الأفراد عبر ما يعلنونه من شخصياتهم، أو ما يختارونه افتراضيا، وما يتجنبونه، ومدى شفافية الفرد في سلوكياته في الواقع، مقارنة بسلوكه في الفضاء الافتراضي، وغيرها من الأفكارالمهمة المتعلقة بالموضوع.

 

المصدر: ابراهيم فرغلي / مجلة العربي/ عدد أبريل 2010
  • Currently 165/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
55 تصويتات / 767 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

66,545