زعيم سياسي مصري وكاتب، أسس الحزب الوطني وجريدة المؤيد، وكان من المنادين بإنشاء (إعادة إنشاء) الجامعة المصرية.. عُرِف عنه حبُّه للنضال والحرية منذ صغره؛ وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه على مدى 34 عاماً. وُلد مصطفى في 14 أغسطس 1874، تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، أما التعليم الثانوي فقد التحق بالمدرسة الخديوية، وفيها أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه، وحصل على الثانوية وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة الحقوق سنة 1891. وفي سنة 1893 ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية؛ ليكمل بقية سنوات دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق "تولوز"، واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق، ووضع في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية، وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال الثقافة والفكر في فرنسا، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه. سافر إلى برلين في نطاق حملته السياسية والدعائية ضد الاحتلال البريطاني، وأصبح اسمه من الأسماء المصرية اللامعة في أوربا، وتعرَّف على الصحفية الفرنسية الشهيرة "جولييت آدم"، التي فتحت صفحات مجلتها "لانوفيل ريفو" ليكتب فيها، وقدمته لكبار الشخصيات الفرنسية؛ فألقى بعض المحاضرات في عدد من المحافل الفرنسية، وزار الدولة العثمانية وعدداً من الدول الأوربية. في عام 1898 ظهر أول كتاب سياسي له بعنوان "كتاب المسألة الشرقية"، وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية. وفي عام 1900 أصدر جريدة اللواء اليومية، واهتم بالتعليم، وجعله مقروناً بالتربية. بدأ عام 1895في تأليف لجنة سرية للاتصال بالوطنيين المصريين من أجل الدعاية لقضية استقلال مصر، وفي فرنسا بصفة خاصة، وقد عُرفت باسم "جمعية أحباء الوطن السرية". أثناء وجوده ببريطانيا للدفاع عن القضية المصرية والتنديد بوحشية الإنجليز بعد مذبحة دنشواي، دعا الأمة كلها، لتأسيس جامعة أهلية تجمع أبناء الفقراء والأغنياء على السواء، فأرسل إلى الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد برسالة يدعو فيها إلى فتح باب التبرع، وأعلن مبادرته إلى الاكتتاب بخمسمائة جنيه لمشروع إنشاء هذه الجامعة؛ فنشرت الجريدة رسالته في عددها الصادر بتاريخ 30 سبتمبر 1906. كان مصطفى كامل كثير الأسفار، وعانى كثيراً من الأزمات والشدائد؛ وهو ما كان له أكبر الأثر في ضعف قواه وتردي صحته؛ فاشتد به المرض عام 1905، ولم يمض عام على هذا التاريخ حتى وقعت حادثة "دنشواي" الشهيرة، التي أعدم فيها الإنجليز عدداً من الفلاحين المصريين أمام أعين ذويهم؛ فأججت هذه الواقعة مشاعر الوطنية والإحساس بالظلم في نفوس المصريين؛ فقطع مصطفى كامل علاجه في باريس، وسافر إلى لندن، وكتب مجموعة من المقالات العنيفة ضد الاحتلال، والتقى هناك بالسير "كامبل باترمان" رئيس الوزراء البريطاني، الذي عرض عليه تشكيل الوزارة، غير أنه رفض هذا العرض. أما الحدث الثاني فكان في 22 أكتوبر 1907 بالإسكندرية بعد عودته إلى مصر، فقد عاد إلى مصر وهو في حالة شديدة من المرض، وألقى خطبة، أطلق عليها "خطبة الوداع"، أعلن فيها تأسيس الحزب الوطني الذي تألف برنامجه السياسي من عدة مواد، أهمها: المطالبة باستقلال مصر، كما أقرته معاهدة لندن 1840، وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطني. غير أن الجلاء والدستور كانا أهم مطلبين للحزب. لم يلبث الزعيم الوطني ومؤسس الحزب الوطني مصطفى كامل أن تُوفِّي في 10 فبراير 1908.
عدد زيارات الموقع
483,479
ساحة النقاش