طموح هنري فورد
لم يكتفي فورد بما وصل إليه وإنما رغب بالمزيد من التطور، فسعى من اجل خفض ثمن السيارة والاكتفاء الذاتي بتصنيع جميع أجزاء السيارة داخل شركته، ولتحقيق هذا الاكتفاء كان لابد من امتلاك مناجم للحديد ووسائل نقل كالسفن والسكك الحديدية ومصانع لتصنيع أجزاء السيارة من محرك وشاسيه وإطارات وغيرها، ومع قدوم عام 1920 أصبحت شركة "فورد" تملك مزارع مطاط في البرازيل, وأساطيل سفن, سكك حديد, ومناجم للفحم والحديد، وغيرها، وجاء عام 1925 وقد أصبح فورد ينتج عشرة ألاف سيارة خلال الـ 24 ساعة.
تعرض فورد لعدد من النزاعات مع المساهمين بالشركة، وذلك بسبب إصراره على إدارة الشركة بطريقته الخاصة هذا بالإضافة لخططه من اجل التوسع وتقليل سعر السيارة، إلى جانب نزاعاته مع نقابة العمال.
تراجع وهبوط
استمر فورد في إنتاج السيارة موديل "T" وظل ينتج نفس الموديل بنفس اللون الأسود دون إحداث أي تطور، مما أنعكس سلباً على مبيعات سيارات فورد والتي بدأت في خسارة جزء من السوق لصالح شركة جنرال موتورز، وأصبحت سيارات فورد موديل "T" من الموديلات القديمة، التي لا تحقق تنافس إلى جانب السيارات الأخرى ذات الألوان المختلفة والإمكانيات الأكثر تطوراً.
قرر هنري أن يتخذ خطوة جادة في التطوير وإنتاج موديل جديد وهذا ما حدث حيث قام بإغلاق شركة فورد لمدة خمسة أشهر ثم قدم السيارة موديل "A 1927" وحققت هذه السيارة نجاح متوسط، أعقب ذلك تقديم شركته لسيارة أخرى رخيصة الثمن ذات المحرك "V-8" عام 1932، واتجهت شركات فورد للتصنيع الحربي أثناء الحرب العالمية الثانية.
وخلال الثلاثينات استمر الهبوط والتراجع في مبيعات فورد حتى أن بعض الأشخاص شككوا في قدرة هنري فورد الإدارية، وانتقلت إدارة الشركة إلى احد أحفاده عام 1945.
في حياة فورد
بالإضافة لعشقه للميكانيكا والسيارات كانت لفورد مساهماته في الحياة السياسية والعامة، تقدم لانتخابات مجلس الشيوخ مرشحاً عن الديمقراطيين بولاية ميتشيجان في عام 1918 ولكنه لم يحقق الفوز، كان لفورد العديد من المساهمات الخيرية في الحياة العامة مثل "مؤسسة فورد" للمساهمة في المنح الخاصة بالأبحاث والتعليم والتطوير، وهي من اكبر المؤسسات في العالم وأصبحت هذه المؤسسة منظمة قومية عام 1950 وتوجد لها فروع في عدد من الدول الأخرى، كما قام فورد ببناء مستشفى "هنري فورد" في ديترويت بتكلفة 7 مليون دولار، وأصبح ناشر لمجلة ديربورن إيندبندنت، كما قام ببناء مدارس في مجالات مختلفة لتوفير خبرة تعليمية باستخدام تقنية التدريس الحديث, والتعليم من خلال المشاركة.
كما قام فورد بإنشاء متحفين متحف "جرينفيلد فيلج"، ومتحف "هنري فورد" في ديربورن بولاية ميتشجان.
في 13 يناير عام 1942 حصل هنري فورد على براءة اختراع لتصنيع سيارة ذات جسم من البلاستيك وزنها أقل 30% من السيارة المعدن.
توفي هنري فورد عام 1947 وهو في الثالثة والثمانين من عمره، بعد أن جعل السيارة ليست وسيلة للرفاهية للرجل الغني فقط، ولكن وسيلة للتنقل والاستخدام من قبل الرجل العادي أيضاً.
المصدر: http://www.im2all.com/Sona3AlNaga7Person.aspx?parid=151&id=175 - بتصرف
نشرت فى 17 سبتمبر 2010
بواسطة bios
عدد زيارات الموقع
483,408
ساحة النقاش