كيف تنظر لمستقبل أبنائك؟ |
||
عندما تتسم العلاقة بين الآباء والأمهات بالمحبة والاحترام المتبادل, ويعملان على تجاوز الخلافات البسيطة التي يمكن أن تحدث في كل بيت بكل عقلانية وهدوء, ويحرصان على تجنب النزاع والخصام أمام أطفالهم, سينعكس هذا بكل تأكيد بشكل إيجابي على نمو أطفالهم, وتفوقهم في الدراسة, وضمان مستقبلهم. ومن باب الحرص على مستقبل الأبناء ولتجنب ضياعهم والقضاء على مستقبلهم, لا بد أن يفكر الوالدين عميقاً وأن يضحوا قدر الإمكان من أجل الأبناء قبل أن يقدموا على خطوة خطيرة, وانعكاساتها السلبية واضحة ولا مهرب منها, وهي الطلاق التي وصفت من الخالق عز وجل بأنها أبغض الحلال إلى الله. لكن وللأسف فالكثير من الآباء والأمهات ورغم كونهم يدركون مدى التأثيرات السلبية للطلاق على مستقبل وحياة أبنائهم, فإنهم لا يعيرون أهمية كبيرة لمصلحة ومستقبل الأبناء, ويستمرون بالنزاعات والخلافات حتى بعد حصول الطلاق التي أكثر ما تؤثر على الصحة النفسية للطفل, وقد تتسبب له ببعض الأعراض النفسية الجسدية, كالصداع, والاضطرابات المعدية المستمرة, ومن الممكن أن يتسم سلوك بعض الأطفال بالعدوانية, والبعض الآخر بالانطواء. وحضانة الأطفال من القضايا الأساسية التي تعالج بعد الطلاق, وقد تزيد من حدة الصراع والخلاف بين الوالدين, برغبة كل طرف بحصرها على الآخر, أو التمسك بالأطفال ومنعهم من رؤية الطرف الثاني. ومن خلال دراسة لعدة نماذج من الأسر المفككة, تبين أن الأطفال سيشعرون بنوع أقل من الإحباط عندما يشترك الوالدان في حضانتهم, حيث يتحمل الوالدان معاً مسؤولية رعاية أطفالهما بعد الطلاق, ويمكن للأطفال الإقامة مع أمهاتهم لفترة من الزمن, ومع آبائهم لفترة أخرى بالتبادل كي لا تنقطع الصلة بين الأطفال وبين الوالدين. فإذا كان الطلاق هو الخيار الأخير للأم والأب, فالأفضل أن يعملان على مصلحة أبنائهما رغم انفصالهما, وأن يحرصان أن تكون تأثيرات هذا الوضع المرفوض والغير مرغوب من قبل الأطفال, أقل سلبية على نفسيتهم وصحتهم وحياتهم ومستقبلهم. اذا كنت تعتقد ان اطفالك سيتحولون في المستقبل تلقائيا الى مواطنين صالحين أو الى اشخاص يهتمون برعاية الآخرين يجب أن تعيد التفكير و لا تعتمد على أقرانهم أو مدارسهم أو على وسائل الاعلام لتقوم عنك بدور التربية ان الامر راجع اليك أنت في وضع المقاييس و توضيح نوعية السلوك و خصال الشخصية المهمة لافراد عائلتك ان التربية تحتاج الى صبر ووقت حتى تؤتى اكلها و تظهر ثمرتها ...كالزهرة الجميلة على غصنها الاخضر تكون بذرة صغيرة في الارض ثم تنمو شيئا فشيئا ...و تحتاج الى وقت طويل و الى صبر اطول فكن على يقين انك تستطيع استخراج السلوكيات القويمة في طفلك و لكن هناك طريقة واحدة فقط لتحقيق ذلك هى ان توضح له بما لا يدع مجالا للشك أو الالتباس ان افعاله هى التى تحدد مصيره
تعد تربية الأطفال وإعدادهم إيمانيًا وسلوكيًا من القضايا الكبرى التي تشغل حيز وإهتمامات الأئمة المصلحين على كرّ الدهور ومر العصور, وإن الحاجة إليها في هذا العصر لهي أشد وأعظم مما مضى، نظرًا لانفتاح المجتمعات الإسلامية اليوم على العالم الغربي حتى غدا العالم كله قرية كونية واحدة عبر ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات مما أفرز واقعًا أليمًا يشكل في الحقيقة أزمة خطيرة وتحديًا حقيقيًا يواجه الأمة.
|
المصدر: مفكرة الإسلام
نشرت فى 18 يناير 2013
بواسطة belovedegypt
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
636,283
عن الموقع
الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي
وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة
إنما أنا مصر باقية
مصرالحضارة والعراقة