مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل

قصيدة البردة للإمام البوصيري

 ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 

قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية، أحد أشهر القصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كتبها الإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي. وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة. وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمون في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة. وأقاموا لها مجالس عرفت بـ مجالس البردة الشريفة، أو مجالس الصلاة على النبي. يقول الدكتور زكي مبارك: البوصيري بهذه البردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثر في تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق، فعن البردة تلّقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب، وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية، وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في كرم الشمائل والخلال . 


سبب نظم هذه القصيدة
 

يقول البوصيري عن سبب نظمه لهذه القصيدة: كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، منها ما اقترحه عليّ الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير، ثم اتفق بعد ذلك أن داهمني الفالج (الشلل النصفي) فأبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه فعملتها واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدتُ فيّ نهضة، فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني أحد الفقراء فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: أي قصائدي؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولها وقال: والله إني سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة. فأعطيته إياها. وذكر الفقير ذلك وشاعت الرؤيا.


مقطع من القصيدة


محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْن 

والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عَجَـمِ


نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلا أَحَــدٌ

أبَـرُّفي قَــولِ لا منـه ولا نَعَـمِ


هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ 

لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ


دَعَـا الى اللهِ فالمُسـتَمسِـكُون بِـهِ 

مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ


فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ 

ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولا كَـرَمِ


وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ 

غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ


وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَ حَدِّهِــمِ

مِن نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَـمِ


فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ 

ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ


مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ 

فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ


دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ 

واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ


وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ 

وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ


فَــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له

حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ


لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً 

أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ


لم يمتَحِنَّــا بمـا تَعيَــا العقولُ بـه 

حِرصَـاً علينـا فلم نرتَـبْ ولم نَهِمِ


أعيـا الورى فَهْمُ معنــاهُ فليسَ يُرَى

 في القُرْبِ والبُعـدِ فيه غـيرُ مُنفَحِمِ


كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ
مِن بُــعُد

 صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِن أَمَـمِ


وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــا حقيقَتَهُ 

قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ


فمَبْلَغُ العِــلمِ فيه أنــه بَشَــرٌ 

وأَنَّــهُ خيرُ خلْـقِ الله كُـــلِّهِمِ


وكُــلُّ آيٍ أتَى الرُّسْـلُ الكِـرَامُ بِهَا

فــانمـا اتصَلَتْ مِن نورِهِ بِهِــمِ


فـاِنَّهُ شمـسُ فَضْلٍ هُـم كــواكِبُهَا 

يُظهِرْنَ أنـوارَهَا للنــاسِ في الظُّلَمِ


أكــرِمْ بخَلْـقِ نبيٍّ زانَــهُ خُلُـقٌ 

بالحُسـنِ مشـتَمِلٌ بالبِشْـرِ مُتَّسِـمِ


كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبـدرِ في شَـرَفٍ 

والبحرِ في كَــرَمٍ والـدهرِ في هِمَمِ


كــأنَّهُ وهْـوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِــه 

في عسـكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَــمِ


كـــأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ في صَدَفٍ  

مِن مَعْــدِنَيْ مَنْطِـقٍ منه ومبتَسَـمِ


لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّ أعظُمَهُ 

طوبى لمُنتَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ

 

ملحوظة:- 

ماسبق هو مقطع من القصيدة أما القصيدة كاملة وشرحها فتم إدراجها بقسم التحميلات


 

المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

631,428

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه