مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل


صوموا تصحوا

التأثيرات الحيوية والفسيولوجية لصيام رمضان

 شهر رمضان الكريم شهر عزيز على كل مسلم، فهو شهر الصوم والعبادة، وهدف صوم شهر رمضان هو الاستجابة لله عز وجل الذي قال في كتابه الكريم “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” .
 فالصيام في الأصل فريضة بين العبد وربه تكفل سبحانه وتعالى بالمكافأة عليها كما قال في الحديث القدسي “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به”، ومع ذلك فإن للصيام فوائد صحية كثيرة لا يُغفل عنها، وقد تناولت العديد من الدراسات هذه الفوائد وآثارها، وكان من أبرز ذلك 50 دراسة وورقة بحثية لعلماء مسلمين وغير مسلمين من مختلف أنحاء العالم ونوقشت في المؤتمر الأول الذي عقد في الدار البيضاء في المغرب عن فوائد رمضان الصحية عام 1994 .

من أبرز الفوائد الطبية لصيام رمضان أنه راحة للجهاز الهضمي، ويساعد على نقص الوزن باعتدال، وتحسين مستويات كوليسترول الدم ويريح الجهاز الكلوي إضافة للفوائد التربوية والنفسية .

وقد قال صلى الله عليه وسلم: “صوموا تصحّوا” .

وفيما يلي نستعرض التأثيرات الحيوية والفسيولوجية للصيام في شهر رمضان بناء على ما توصلت إليه عدة دراسات عربية وإسلامية للتعريف بأبرز فوائد الصيام للجسم .

تحسين مستويات الكوليسترول

أظهرت دراسة محلية أن تغييرات واضحة تظهر على أنماط وعادات تناول الطعام خلال شهر رمضان المبارك، وهي تغييرات قد تؤدي إلى تغيرات في الجسم وقد تؤثر أيضاً في الصحة .

وقد ألقت الدراسة التي نفذها فريق من أطباء القلب يترأسهم الدكتور عمر الحلاق، رئيس قسم العلاج التدخلي لأمراض القلب في المستشفى الأمريكي بدبي بالتعاون مع عدد من المتطوعين الضوء على موضوع الصيام وتناولت التغيرات في مستوى الكوليسترول (الذي يعد مؤشراً رئيساً وأحد عوامل المخاطر المرتبطة بأمراض القلب) خلال شهر رمضان

ويفترض بالمسلم الصائم خلال شهر رمضان الامتناع عن تناول أي مادة عبر الفم بدءاً من وقت الفجر (قبل طلوع الشمس) وحتى وقت غروب الشمس، وذلك لمدة شهر قمري واحد، ومن الطبيعي أن تؤثر هذه التغييرات في أنماط تناول الطعام على مستوى الدهون في الجسم (ومستوى الكوليسترول في الدم) .

وقد أجريت العديد من الدراسات على نطاق ضيق أشارت إلى وجود بعض التأثيرات للصيام في مستويات الدهون والكوليسترول، إلا أن هذه الدراسات لم تخرج بنتائج حاسمة .

وقد هدفت هذه الدراسة إلى دراسة آثار الصيام خلال شهر رمضان على مستويات الكوليسترول في الدم .

وشملت الدراسة 37 متطوعاً بالغاً بشكل طوعي جميعهم قادرون على الصيام (لم يظهروا أي مؤشرات تمنعهم من الصيام) خلال شهر رمضان . وقد تم قياس كل من مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومعدل ضغط الدم (BP) ومستوى الدهون (فحص الدم الذي يقيس مستوى الكوليسترول فيه) قبل أسبوعين من بدء شهر رمضان . وقد تم إجراء هذه الفحوص مرة أخرى خلال الأسبوع الرابع من شهر رمضان، ثم مرة ثالثة بعد ثلاثة أسابيع على انقضاء الشهر .  وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من الكوليسترول: أحدهما هو كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة أو الكوليسترول السيء واختصاره LDL، والنوع الثاني هو كوليسترول البروتينات الدهنية عالية الكثافة أو الكوليسترول الجيد، واختصاره HDL .

ومن الممكن أن يتراكم الكوليسترول السيئ LDL على جدران الشرايين والأوعية الدموية وهو ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب (وهو السبب الذي من أجله يعد هذا النوع الكوليسترول السيئ  . فكلما انخفض مستوى كوليسترول LDL كانت مخاطر الإصابة بأمراض القلب أقل) .  أما الكوليسترول عالي الكثافةHDL ، أو الكوليسترول الجيد، فكلما ارتفعت مستوياته في الدم كانت مخاطر الإصابة بأمراض القلب أقل . والسبب هو أن كوليسترول HDL يحمي من أمراض القلب عن طريق إخراج الكوليسترول السيئ من مجرى الدم ومنع تراكمه في الشرايين .

وتوصلت الدراسة بالنسبة إلى مجموعة الإمارات إلى أن معدل مستوى كوليسترول LDL انخفض أثناء الصيام في رمضان، بينما ارتفع معدل مستويات كوليسترول HDL، وهو ما نتج عنه تحسن واضح في نسبة الكوليسترول عالي الكثافة/الكوليسترول منخفض الكثافة على الرغم من انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI) .

وفي تعليقه على الدراسة قال الدكتور عمر الحلاق، مستشار طب العلاج التدخلي لأمراض القلب في المستشفى الأمريكي بدبي وعضو الفريق الطبي الذي قاد الدراسة : “تتناول الدراسة  تأثيرات الصيام خلال شهر رمضان في مستويات الكوليسترول في الدم، وتوفر دليلاً على أن التغيرات في عادات وأنماط تناول الطعام خلال هذا الشهر الفضيل لها في الواقع أثر إيجابي في مستويات الكوليسترول، على الرغم من وجود زيادة في مؤشر كتلة الجسم ضمن عينة الدراسة . وتحمل هذه الدراسة أهمية خاصة في المنطقة التي تشهد ارتفاعاً في نسب الإصابة بالبدانة والسكري .

وأضاف الدكتور الحلاق: “من الضروري قياس مستوى الكوليسترول مرة كل خمس سنوات على الأقل بالنسبة للبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 20 سنة، وبشكل متكرر لدى الذكور فوق عمر 35 سنة والإناث فوق عمر 45 سنة” .

وفي دراسة ماجستير عن تغذية الإنسان أعدها معز الإسلام عزت فارس من كلية الزراعة في الجامعة الأردنية خلص إلى أن معظم الدراسات التي اجريت على الصائمين حول كوليسترول الدم وبروتينات الدم الدهنية تشير إلى ارتفاع طفيف في محتوى الدم من الكوليسترول الكلي في نهاية شهر رمضان، وقد نسبت الزيادة إلى عاملين أساسيين:

* السبب الغذائي، حيث أصبح من المعروف أن شهر رمضان يرافقه تنوع الأطباق المتناولة من الطعام وزيادة تناول الدهون والسكريات خلال فترة الإفطار وبالأخص عند وجبة الإفطار الرئيسة وبدرجة أقل عند وجبة السحور، وقد أشارت الدراسة التي أجريت على عينة من طلبة جامعة حلب في سوريا خلال شهر رمضان إلى أن معدلات الكوليسترول قد انخفضت في النصف الأول من شهر الصوم، حينما تناول الطلبة طعاماً قليل الدهن (8 .8% من مجموع الطاقة اليومية)، وارتفعت هذه المعدلات حينما تناول الطلبة طعاماً غنياً بالدهون خلال وجبتي الإفطار والسحور (2 .51% من مجموع الطاقة اليومية) في النصف الثاني من شهر الصيام .

* أما السبب الثاني فقد أجمع عدد من الباحثين في نتائجهم لبحوث أجريت على أصحاء ومرضى على أنه كلما ازداد عدد وجبات الطعام المتناولة في اليوم الواحد انخفض مستوى الكوليسترول في الدم، وكلما نقص عدد وجبات الطعام ارتفعت نسبة الكوليسترول، علماً بأنه في الحالتين كانت السعرات الحرارية ثابتة من حيث كميتها، وهذه النتائج قد تفسر الاتجاه إلى الارتفاع في محتوى الدم من الكوليسترول عند الصائمين، ذلك لأنهم في الأغلب يعتمدون على وجبة رئيسية واحدة وهي وجبة الإفطار، وتليها وجبة السحور، ومن هنا يمكننا أن نستنتج الأهمية الصحية والطبية لوجبة السحور، فبالإضافة إلى أنها تقوي الصائم وتعينه على ممارسة أعماله خلال النهار، فإنها تساعد على التقليل من حجم الزيادة في محتوى الدم من الكوليسترول الذي قد تؤدي زيادته بشكل كبير إلى بعض الآثار الجانبية والسلبية على الصحة، وخاصة على صحة وسلامة القلب والشرايين، وهذا مصداق لما أخبرنا عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: “تسحروا فإن في السحور بركة” .

وفيما يتعلق بالبروتينات الدهنية، فهي تنقسم إلى نوعين رئيسيين: البروتينات الدهنية عالية الكثافة وهي مصدر للكوليسترول النافع، والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة وهي كذلك مصدر لما يسمى بالكوليسترول الضار .

فقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في الأردن أنه قد طرأ ارتفاع كبير وملحوظ على محتوى الدم من الكوليسترول النافع وبنسبة تصل إلى 9 .31% مقارنة مع محتوى الدم لهذا النوع من الدهون بعد شهر من انتهاء شهر رمضان (بناء على أن الجسم يرجع إلى وضعه الطبيعي الذي كان عليه قبل الصيام بعد مرور شهر على صوم رمضان)، لأن كل التغيرات تزول بعد شهر واحد، ما عدا وزن الجسم، وهذا بدوره سيعمل على تقليل نسبة الكوليسترول الكلي إلى الكوليسترول النافع وتقليل نسبة النوع الضار إلى المفيد في الدم، ومن المعروف من الناحية الطبية أنه كلما انخفضت تلك النسب فإن ذلك سيقلل من الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، لما للنوع النافع من دور في إزالة الكوليسترول الضار المترسب على جدار الأوعية الدموية ونقله إلى الكبد لتمثيله هناك .

تأثير الصيام في الوزن

تشير الدراسات التي أجريت على مجموعات من الصائمين أن وزن الجسم قد تغير في نهاية شهر رمضان على شكل زيادة أو نقصان في الوزن مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل الشهر أو بعده، بنسبة تصل إلى -6 .3% و+4 .2% كمعدل للنقصان والزيادة على التوالي .

ومن الأسباب التي يعتقد أنها تؤدي إلى زيادة الوزن تناول كميات كبيرة من الحلويات الغنية بالدهون والسكريات خلال فترة الإفطار، إضافة إلى الإفراط في تناول الطعام بعد فترة الصيام، كما تعزى هذه الزيادة إلى بعض الممارسات الخاطئة لدى بعض الصائمين والمتمثلة بكثرة النوم والجلوس وقلة العمل، خلافاً لما يجب أن يكون عليه حال المسلم من العمل والعبادة خلال الشهر الكريم .

أما نقصان الوزن وهو ما أشارت إليه معظم الدراسات، ونسبته أكبر من نسبة الزيادة في الوزن (-6 .3 إلى + 5 .2%)، فهو يختلف أيضاً باختلاف الوزن الأصلي والجنس وطبيعة العمل والممارسات الغذائية، فمن خلال دراسة أجراها الأستاذ الدكتور حامد التكروري من الجامعة الأردنية على ثلاث مجموعات مختلفة الوزن، هي مجموعة مفرطي الوزن ومجموعة المقارنة (ذوي الوزن الطبيعي) ومجموعة ناقصي الوزن، أظهرت النتائج أن نسبة الانخفاض في الوزن كانت للمجموعة الأولى (مجموعة مفرطي الوزن) أكبر من نسبة الانخفاض في المجموعات الأخرى (62 .2 كغم للمجموعة الأولى، 2 كغم للمجموعة الثانية، و64 .0 للمجموعة الثالثة)، وقد عزى الباحث ذلك التباين في نسبة الفاقد من الوزن إلى عوامل عدة، منها:

* أن معدل التمثيل الأساسي، وهو أحد مقاييس الطاقة في جسم الإنسان، يكون أعلى في حالات الوزن الزائد عما هو عليه في حالات الوزن الطبيعي والوزن المنخفض .

* أن عمليات الاستقلاب للبروتين داخل الجسم تكون أعلى عند مفرطي الوزن ممن سواهم .

* ان الأفراد المصابين بزيادة الوزن يستهلكون الطاقة المخزونة في الجسم (على شكل أنسجة دهنية غالباً) بدرجة أكبر مما عند الأفراد الطبيعيين، وهذا بدوره يجعل كمية الوزن المفقود أكبر في نهاية شهر الصوم للأفراد زائدي الوزن عن الأفراد الآخرين .

وذكرت الدراسة أن هذا الاختلاف في الوزن المفقود يفيد أكثر ما يفيد الأفراد المصابين بالسمنة وزيادة الوزن، حيث يساعدهم ذلك على التخلص من الوزن الزائد، وبالتالي التخفيف من حدة مرض السمنة والتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة به مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكلى والمرارة والنقرس وغيرها من الأمراض الخطرة الملازمة لمرض السمنة .

وقد أكدت دراسة علمية نشرت في عام 1993 أن انقاص الوزن بمقدار 5 .4 كغم كان كافياً لخفض ضغط الدم عند المصابين بارتفاع ضعيف أو متوسط في الضغط إلى المستوى الطبيعي .

كما أظهرت الدراسة أن معظم النقصان الذي طرأ على وزن الجسم قد حدث في النصف الأول من شهر رمضان، حيث كانت نسبة النقصان في التصف الأول 67% و70% من الوزن الكلي المفقود للمجموعتين الأولى والثانية على التوالي، وتشير بعض الدراسات إلى أن معدل الفقد في الوزن خلال النصف الأول من الشهر راوح ما بين 56% و81% .

وبينت الدراسة أن الانخفاض في وزن الجسم يتباين تبعاً للجنس، حيث كان الانخفاض في الوزن عند الصائمين الذكور أعلى منه عند الإناث، بمقدار 34 .0 كغم، أي بنسبة 18 .18% لمصلحة الذكور، وهذا الأمر يتغير تبعاً للطبيعة المعيشية والاجتماعية لأفراد المجتمع، فقد أظهرت دراسة أجريت في ماليزيا على مجموعة من النساء الماليزيات المسلمات أن نسبة الفقد في الوزن كانت عند النساء أكثر منها عند الرجال .

ويمكن تفسير هذا التغير في الوزن إلى أسباب أهمها:

* نقص الطاقة الغذائية المتناولة: وهي أهم عامل في نقصان وزن جسم الصائم، إذ إن كمية السعرات الحرارية المتناولة يومياً خلال فترة الإفطار تحدد نسبة الفقد في الوزن، ففي إحدى الدراسات، انخفض معدل وزن الجسم لمجموعة من الصائمين إلى 6 .3% من وزنهم قبل شهر الصوم، وذلك لانخفاض مقدار السعرات الحرارية اليومية المتناولة بنسبة 4 .22% مقارنة بفترة ما قبل الصوم . ومن المعروف أن بعض الصائمين قد يزداد وزنهم مع نهاية شهر رمضان بسبب تناولهم كميات من السعرات الحرارية تفوق حاجة أجسامهم، خاصة أن شهر رمضان يتميز بتنوع وكثرة أصناف الطعام في وجبتي الافطار والسحور .

* نقص السوائل: تشير إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الصائمين إلى أن معدل تناول الماء والسوائل قد انخفض خلال شهر رمضان بشكل كبير عما كان عليه الحال قبل شهر الصيام، حيث انخفض معدل تناول السوائل من 9 .3 لتر/ اليوم إلى 25 .2 - 50 .2 لتر/اليوم خلال الشهر، ويؤدي هذا الانخفاض في كمية السوائل المتناولة إلى تغيير في التوزيع الطبيعي للسوائل داخل الجسم أو ما يسمى بتوازن السوائل، الذي يتركز في الأسبوعين الأولين من شهر رمضان، ويستمر حتى بداية الأسبوع الثالث من الصيام حيث يتم تعديل هذا الخلل أو الاضطراب (الناشئ عن الفقد المفاجئ للسوائل داخل الجسم) خلال الأسبوع الثالث، وذلك من خلال عدد من الآليات التي يقوم بها الجسم للحفاظ على محتوى وتوازن السوائل داخله، (5) مثل تقليل كمية البول وزيادة تركيزه من خلال زيادة امتصاص أملاح الصوديوم داخل الكلى، وتقليل فترة التبول في كل مرة، وذلك للحد من التأثير السلبي لنقص السوائل المتناولة . وبالرغم من التأثير السلبي لاختلال توازن السوائل داخل الجسم (بسبب انخفاض كمية السوائل المتناولة والتبول)، فإن له جانباً صحياً إيجابياً، حيث يعتقد أنه مسبب أساسي ورئيسي لنقصان الوزن خلال تلك الفترة (وهي النصف الأول من رمضان)، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن نقص الوزن خلال تلك الفترة يعزى أساساً إلى هذا العامل، كما أن لدرجة حرارة ورطوبة الجو ودرجة الجهد البدني المبذول من قبل الصائم دوراً مهماً في تحديد درجة جفاف الجسم خلال الصيام .

* الطاقة المصروفة: ويتم هذا من خلال الجهد البدني المبذول في إنجاز الأعمال اليومية، إذ تزداد نسبة الوزن المفقود في نهاية الشهر بزيادة الطاقة المصروفة، حيث تترافق الزيادة في الجهد مع استهلاك كميات إضافية من الطاقة المخزونة في الجسم (التي تكون أساساً على شكل انسجة دهنية) . ففي الدراسة التي أجريت في ماليزيا تبين أن النسوة اللاتي شاركن في الدراسة فقدن وزناً أكثر خلال شهر رمضان بالرغم من أنهن كن يتناولن سعرات حرارية أكثر من الذكور خلال الشهر، والسبب في ذلك أن هؤلاء النسوة كن يقمن بأعمال المنزل خلال ساعات النهار، بينما تمتع الرجال بفترة راحة أطول خلال فترة الصيام .

 

ومن المعلوم أن شهر رمضان يتسم بنمط مميز من العبادات البدنية كقيام الليل وصلاة التراويح، التي تتطلب بذل مجهود بدني إضافي، وهو ما يؤدي إلى صرف المزيد من الطاقة التي حصل عليها الجسم من وجبة الإفطار، الأمر الذي سيعمل على الحد من الزيادة في الوزن بسبب تخزين هذه الطاقة في الجسم، كما أن توقيت هذه العبادة، بعد الإفطار بساعة تقريباً، يساعد على هضم هذه الأطعمة وتنظيم عمليات التمثيل للعناصر الغذائية بشكل أفضل . وفيما يتعلق بتأثير صيام رمضان في وزن الأطفال حديثي الولادة، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على النساء الحوامل اللاتي يصمن انه ليس لصيام شهر رمضان أي تأثير سلبي في معدل وزن الأطفال حديثي الولادة، وبغض النظر عن فترة الحمل التي حدث خلالها الصيام، بل ان بعض الدراسات التي أجريت على هذه الفئة من الأطفال أظهرت أن معدل الوزن لهذه الفئة كان أكبر عند الأمهات اللواتي صُمْنَ فريضة الصيام خلال فترة حملهن منه عند الأمهات اللواتي لم يصمن .

الجليسيريدات الثلاثية

أظهرت العديد من الدراسات أن معدلات الجليسيريدات الثلاثية في الدم تميل إلى الانخفاض بشكل طفيف خلال شهر رمضان، كما أظهرت دراسات أخرى أن معدلات الجليسيريدات الثلاثية قد زادت خلال هذه الفترة، ويرجع هذا التغير بشكل أساسي إلى محتوى الأغذية المتناولة خلال فترة الإفطار من المواد السكرية والنشوية (الكربوهيدرات)، حيث إن الزيادة في تناول الأغذية الغنية بهذه المغذيات ترتبط بشكل وثيق مع الزيادة في محتوى الدم من هذا النوع من الدهون ولكن بسبب انخفاض محتوى الطاقة المتناولة خلال شهر رمضان سواء من المصادر الكربوهيدراتية أو الدهينة بالنسبة لما قبل شهر الصوم فإن معدلات الجليسيريدات الثلاثية تميل إلى الانخفاض مع نهاية الشهر، ومن الأدلة على ذلك انخفاض معدلات الأوزان بشكل عام خلال هذا الشهر (كما أشرنا إلى ذلك سابقاً) التي تعكس انخفاضاً في محتوى الطاقة المأخوذة الأمر الذي سيقلل حتماَ من محتوى الدم من هذه الدهون .

التغيرات في محتوى الدم من سكر الجلوكوز

لاحظ الباحثون الذين أجروا فحوصاً على محتوى الدم من سكر الجلوكوز أن مستوى هذا السكر يميل إلى التغير بشكل طفيف وغير ملحوظ خلال شهر رمضان سواء بالزيادة أو النقصان، وذلك تبعاً لطبيعة الأغذية المتناولة خلال فترة الإفطار وخاصة فيما يتعلق بمحتوى الأغذية من الدهون والسكريات، فقد لاحظ أحد الباحثين ان لمحتوى الأغذية من الكربوهيدرات والدهون تأثيراً إيجابياً وسلبياً على التوالي لكل منها فيما يتعلق بمحتوى الدم من سكر الجلوكوز .

التغير في محتوى الدم من حمض البول

يحاول بعض المغرضين في الغرب الإيحاء بأن الصيام قد يؤدي إلى جفاف الجسم واضطراب محتوى الدم من الأملاح المعدنية وارتفاع نسبة حامض البول فيه . وفي الحقيقة فقد لوحظ أن هنالك ارتفاعاً ملحوظاً في محتوى الدم من حامض البول في نهاية شهر رمضان، حيث وصل هذا الارتفاع إلى 38% عن المحتوى الأصلي كما في بعض الدراسات وفي المقابل أثبتت بعض الأبحاث الرصينة التي أجريت على عينات من الصائمين أن محتوى الدم من حاض البول لم يتغير خلال فترة الصيام .

كما أشارت دراسة أخرى إلى أن حامض البول قد انخفض خلال الأسبوعين الأولين من الصيام، إلا أنه ازداد زيادة طفيفة في الأسبوعين الأخيرين، وبالرغم من حصول ارتفاع في محتوى الدم من هذا الحامض فإن هذه الزيادة لا ترقى إلى الحد الذي تسبب فيه أعراضاً مرضية كداء النقرس أو ما يعرف بداء الملوك . والسبب في ذلك ان هذه الزيادة تحدث مرة واحدة في السنة خلال فترة مؤقتة وتزول مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان، ولا ندري فقد تكون لهذه الزيادة فوائد صحية وطبية لم يشأ الله عز وجل أن يظهرها على أهل العلم والاختصاص، ونبقى نحتكم إلى أصل عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ألا وهو قول الحق جل وعلا (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) .

وقد لاحظ الباحثون في إحدى الدراسات أن تناول غذاء غني بالدهون أحادية اللااشباع، مثل زيت الزيتون، خلال شهر رمضان، قد منع حدوث ارتفاع في مستوى حمض البول، الذي يعتمد في زيادته على محتوى الأغذية من الدهون المشبعة، وبهذا فإنه يمكننا أن نقلل من الزيادة في هذا المركب من خلال تناول كميات إضافية من زيت الزيتون والتقليل من تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة ومصادر البيورينيات والبيرميدينات (التي ينتهي تمثيلها بتكوين “حمض البول” في وجبات الافطار والسحور) .

التأثيرات النفسية للصيام وانعكاساتها

على الحالة الصحية والتغذوية للصائم

إن المتأمل في فلسفة الصيام وغايته يجد أن عملية الصيام لا تعدو كونها عملية تربوية تتم فيها تربية النفس وتهذيبها والارتقاء بها عن الولوغ والإغراق في إشباع الغرائز والرغبات، فيصبح الإنسان قادراً على تجنب أي أمر يتبين له ضرره أو أذاه، لذلك كان صيام رمضان أفضل وسيلة للتخلص من العادات السيئة، التغذوية وغير التغذوية، مثل الإدمان على شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، والتدخين والتناول المتكرر والمستمر للأطعمة طوال اليوم كما يحدث عند بعض الناس، ولعل هذا الجانب من أهم العوامل التي تساعد المرضى المصابين بالسمنة على التخفيف من حدة هذه المشكلة، حيث يشكو الكثير من المصابين بهذا الداء من عدم المقدرة على مقاومة الطعام وضعف التحمل وضبط النفس عند وجوده، فيكون الصيام بذلك دافعاً لهم إلى مقاومة النفس ودفع هواها تجاه شهوة الطعام .

كما أن آداب الصيام وأخلاقه تلزم المسلم الصائم بالابتعاد عن كل مظاهر الغضب والانفعال، عملاً بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: اللهم إني صائم” متفق عليه، وهذا السلوك الأخلاقي على درجة عالية من الأهمية لأي إنسان، وخاصة لدى المرضى المصابين بمرض السكري غير المعتمد على الانسولين، وذلك أن الانفعال والضغط النفسي لدى هذه الفئة من المرضى لهما آثار سلبية على صحتهم، حيث يعمل الانفعال والغضب على زيادة محتوى السكر في الدم نتيجة لإفراز هرمون الانفعال “الكاتيكولامين”، وبالتالي فإن أي عامل مهدئ للأعصاب كالاسترخاء أو غيره سيعمل على التخفيف من حدة الزيادة في سكر الدم، لهذا فإن المرضى المصابين بالسكري غير المعتمد على الأنسولين ينصحون بالصيام كوسيلة لتخفيف محتوى السكر في الدم، بينما يمنع المرضى المصابون بالسكري المعتمد على الأنسولين من الصيام بسبب التغيرات الطفيفة التي تطرأ على محتوى الدم من هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم السكر في الدم .

وكما أشرنا مسبقاً، فإن للعبادات البدنية كالقيام في شهر رمضان دوراً في تنظيم عمليات هضم وتمثيل الغذاء وفي زيادة صرف الطاقة، وذلك أن الصلاة يتم فيها استعمال وتحريك معظم الأعضاء والعضلات في جسم الإنسان، وهي تصنف من ضمن الأعمال خفيفة النشاط فيما يتعلق بالطاقة المصروفة .

بيولوجيا الجهاز العصبي والسلوك أثناء الصوم

أظهرت دراسة طبية نفسية حديثة أجراها استشاري نفسي عن بيولوجيا الجهاز العصبي والسلوك أثناء الصوم أن التحكم في الشهوات وكبح الإحساس بالجوع أثناء الصيام له فوائد جمة للإنسان، منها محاربة الشعور بالاكتئاب وتحقيق التوازن النفسي، وتعديل الحوار الذاتي، وذكر صاحب الدراسة رئيس وحدة التأهيل بمستشفى الطب النفسي بالكويت الدكتور رامز طه أن دراسته التي تحمل عنوان “الإعجاز العلمي والنفسي في الصوم” تجيب عن الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان البعض حول الفائدة من الصيام والحكمة من حرمان النفس من غرائز وشهوات ورغبات حللها الله لها طوال العام .

وقال الدكتور طه “إن حكمة الصوم وفوائده تأكدت لي من خلال دراسة أكثر من عينة عشوائية من المتطوعين وأصحاب المشكلات النفسية، وأظهرت جوانب الإعجاز العلمي والنفسي في الصوم، وفعاليته في تعديل التفكير والسلوك والتخلص من العادات غير المرغوبة وتنمية القدرة على الضبط الذاتي” .

وأضاف أن فوائد الصيام التي توصل إليها من ناحية التنمية النفسية هي الضبط الذاتي الذي يلتزم به الصائم بيولوجياً ونفسياً وسلوكياً، حيث ثبت أن الصيام يمنح الإنسان تدريباً عالياً وقدرة جيدة على التحكم في المدخلات والمثيرات العصبية مع القدرة على خفض المؤثرات الحسية ومنعها من إثارة مراكز الانفعال بالمخ

وأوضح أن هذه الحالة هي درجة من الحرمان الحسي، وقد ثبت أن تقليل المؤثرات الحسية له تأثيرات إيجابية في النشاط الذهني والقدرة على التفكير المترابط العميق والتأمل والإيحاء، كما أنه يمنح الإنسان قدرات عالية على الصفاء والحكمة والتوازن النفسي .

وأكد الدكتور طه أن تحمل ألم الجوع والصبر عليه يحسن من مستوى مادة السيروتونين، وكذلك ما يسمى “بمخدرات الألم الطبيعية” التي يقوم المخ بإفرازها، وهي مجموعتان تعرفان بمجموعة الأندورفين ومجموعة الإنكفالين، وقال إن المجموعة الأولى تتركب من 31 حمضاً أمينياً مستخلصاً من الغدة النخامية، ولهذه المواد خواص في التهدئة وتسكين الألم أقوى عشرات المرات من العقاقير المخدرة والمهدئة الصناعية، أما المجموعة الثانية فتتركب من خمسة أحماض أمينية وتوجد في نهايات الأعصاب .

وأضاف أنه لكي يستمر إفراز هذه المواد المهدئة والمسكنة والمزيلة لمشاعر الألم والاكتئاب، لابد أن يمر الإنسان بخبرات حرمان ونوع من ألم التحمل، وأن يمتنع عن تناول المواد والعقاقير التي تثير البهجة وتخدر الألم خاصة (الأفيون) ومشتقاته وبعض العقاقير المخدرة الحديثة، وبين أن الصوم يمثل تدريباً يومياً منظماً يساعد الإنسان على تغيير أفكاره واتجاهاته وسلوكه بصورة عملية تطبيقية تشمل ضبط وتنظيم المراكز العصبية المسؤولة عن تنظيم الاحتياجات البيولوجية والغرائز من طعام وجنس وأيضاً الدوائر العصبية والشبكات الترابطية الأحدث التي تشمل التخيل والتفكير وتوجيه السلوك .

وأوضح أن الصوم يساعد على حدوث تفكك نوعي في الحيل النفسية، وهي حيل وأساليب لا شعورية يلجأ إليها الفرد لتشويه ومسخ الحقيقة التي لا يريد أن يقبلها أو يواجهها بصدق، وذلك حتى يتخلص من المسؤولية ومن التوتر والقلق الناتج عن رؤية الواقع الذي يهدد أمنه النفسي واحترامه لذاته . وأوضح الباحث أنه وجد أن أغلب هذه الحيل المعوقة للنمو الإنساني تضعف خلال الصوم وأثناء جلسات العلاج النفسي، مبيناً أن هذا الانهيار للحيل الدفاعية يحدث مع الصائم العادي كلما ازداد خشوعه وصدقه، وأشار إلى أنه لوحظ ارتباط ذلك باتساع دائرة الترابط بين التفكير الواعي والعقل الباطن بما يسمى بعملية إعادة تنسيق المعلومات على مستويات المخ المختلفة، وهي تماثل إعادة برمجة العقل .

وأضاف أن الصوم يساعد أيضاً على ممارسة خلوات علاجية وتأمل ما يساعد الفرد على الخروج من دوامة الصراعات اليومية والتوتر وإهدار الطاقات النفسية والذهنية وإصدار أوامر للعقل بالتسامح والعفو، وأكد أنه يحدث أثناء الصيام تعديل مستمر للحوار الذاتي، وما يقوله الفرد لنفسه طوال اليوم من عبارات وجمل تؤثر في أفكاره وانفعالاته، حيث يمثل الصوم فرصة لغرس معان وعبارات إيجابية، مع الاستعانة بالأذكار والدعاء وممارسة العبادات بانتظام . وأوضح أن ذلك يحدث في إطار مبادئ علم النفس الحديثة حيث يتم التعلم من خلال التكرار واتباع قاعدة التعليم المتدرج والتعلم بالمشاركة الفعالة وأسلوب توزيع التعلم . وبين أن كل ذلك يأتي في إطار منظومة متكاملة تسمح بإعادة برمجة حقيقية للجهاز العصبي والسلوكي وتعديل التفكير وتغيير العادات، حيث يصبح الصوم عبادة وتأملاً، وأيضاً تعديلاً للنفس البشرية والتخلص من الانفعالات والاضطرابات النفسية وإطلاقا لطاقات العقل .

واستعرض الباحث جانباً من دراسة أجراها الدكتور كانمان من جامعة برنستون الأمريكية أظهرت أن عدم خفض الاختيارات والتحكم في الرغبات قد أدى بالفعل حسب دراسته الميدانية إلى تزايد الإحساس بالكآبة، بل ظهور معدلات الاكتئاب بدرجة تتناسب عكسياً مع وفرة وكثرة الاختيارات .

وتطرق إلى دراسة غربية أخرى أجريت العام الحالي وأكدت ارتفاع معدلات مرض الاكتئاب ومشاعر الإحباط والتعاسة نتيجة الإفراط في الاختيارات وعدم القناعة، وهذا اللفظ بدأ يدخل ضمن الاصطلاحات النفسية العلمية، كما توصل إلى أن أغلب أفراد المجتمع لا يعرفون طريقة لضبط شهواتهم وخفض نهم وشره رغباتهم .

وأكد الباحث أن كل هذه الدراسات وغيرها تؤكد ضرورة أن يتدرب الإنسان ولو لأسابيع محددة على هذا الأسلوب من الضبط الذاتي للشهوات، وبالتالي للغرائز والانفعالات والسلوك أي ضرورة أن يتعلم ضبط شهواته بالصوم لفترة كافية .

الصوم وحماية الدماغ من الأمراض العصبية

وفيما يتعلق بالدماغ كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الصيام المنتظم يحمي الدماغ من الأمراض العصبية مثل الزهايمر والشلل الرعاش وأمراض أخرى .

وقال الباحثون في معهد أمراض الشيخوخة بولاية بالتيمور الأمريكية إن الصيام ليوم أو يومين في الأسبوع لفترات منتظمة من شأنه حماية الدماغ من آثار مرضي الزهايمر والشلل الرعاش وغيرهما من الأمراض التي تصيب الدماغ .

وأوضح البروفيسور مارك ماتسون رئيس مختبر العلوم العصبية في المعهد أن الحد من السعرات الحرارية يساعد العقل، فتخفيض كمية الطعام التي يتناولها الشخص هو أفضل طريقة للحماية، على أن تكون فترة الصيام منتظمة يتوقف فيها المريض عن تناول الأكل تماماً لساعات محدودة .

وأضاف خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية حول تطورات العلوم في فانكوفر أن التوقيت يؤدي دوراً حاسماً في هذه العملية، كما أن خفض كمية الغذاء يومياً إلى نحو 500 سعرة حرارية في وجبة تشمل الخضراوات والشاي لمدة يومين في الأسبوع هو الوصفة المثالية لحياة أطول .

وأوضح ماتسون، وهو أيضاً أستاذ في علم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز للطب في بالتيمور أن تجويع نفسك في بعض الأحيان يجنبك الأمراض والموت المبكر ويؤخر ظهور التأثيرات التي تصاحب الأمراض العصبية بما فيها السكتات الدماغية، وذلك ما أوضحته التجارب التي أجريت على الفئران

وكشف ماتسون وزملاؤه أن نمو الخلايا العصبية في الدماغ يتأثر بكمية الطاقة التي تنتجها السعرات الحرارية، حيث إن نوعين من الخلايا العصبية المسؤولة عن نقل المعلومات في الدماغ يتعزز نموها ويزيد نشاطها كلما قلت نسبة السعرات الحرارية، وهذه العملية من شأنها التصدي لتأثيرات مرضي الزهايمر والشلل الرعاش

ولم يأمرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشيء إلا وأثبت العلم الحديث فوائده الطبية، حيث شرع لنا صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع .

 

المصدر: الصحة والطب
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 740 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2012 بواسطة belovedegypt

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

598,753

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه