|
شهر الغفران |
د . سالم ارحمة
التوبة مطلوبة في كل وقت ولكنها قبل مواسم الخيرات تكون أشد طلباً، وذلك لأن الذنوب هي التي تحول بين العبد وبين اغتنام هذه المواسم يقول الله - تعالى: “وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ” (الشورى 30)
وإذا كان الله يدعو عباده إلى التوبة النصوح الصادقة في كل زمان،فإن التوبة في رمضان أحرى وأولى، فهو شهر تسكب فيه العبرات، وتقال فيه العثرات، ويحصل به العتق من النيران
فمن أقبل فيه على الطاعات فاز وسَعِد، ومن أعرض عنها غُبِن ونَكِد، وحرَم نفسه من نفحات العفو الإلهي المعروضة في شهر المغفرة، وفي الحديث : “بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ”
أي: أبعده الله عن رحمته وفضله، وفي الحديث الآخر: “رَغِمَ أنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُم انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ” . (رواه الترمذي)، وهذا دعاءٌ من جبريل دعا به على من فرط في اغتنام ما يتاح من فرص الخير وما يفتح من أبواب الفضل وقد أمن على هذا الدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد أعذر الله لعبد أدركه رمضانُ فلم يتب، بل بقي كما كان على حاله من الذنوب والآثام
فالتوبة خيرُ ما ينبغي أن نستقبل به شهر الصيام، فإن الله التواب الرحيم العفو الحليم جل جلاله وكرُم نواله يفرح بتوبة التائبين
بِكَ أَسْتَجِيرُ وَمَنْ يُجِيرُ سِوَاكَا . . . فَأَجِر ضَعِيفَاً يحْتَمِي بحِمَاكَا
يَا رَب تُبْتُ إِلَيْكَ فَاقْبَلْ تَوْبَتي . . . أَنْتَ المجِيبُ لِكُل مَنْ نَادَاكَا
يا غافر الذنب العظيم وقابلا . . . للتوب قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي . . . حاشاك تطرد لائذا حاشاكا
فاللهم اجعلنا من التوابين، واجعلنا من المتطهرين، والحمد لله رب العالمين .