مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل

ومضات تنموية

صناعة السعادة

 

د.عبداللطيف العزعزي

السعادة كلمة تفسر وفقاً لحالة الإنسان الذهنية والنفسية والصحية، وبناءً على ما يؤمن به ويعتقده، ولذا نجد التباين الكبير في شرح معناها وأسبابها. وبعيداً عن التعقيدات دعونا نبحر في إيجابية السعادة وما يحققها من خلال تسليط الضوء على بعض المفاهيم والأفكار للوصول لجذور السعادة بأسمى معانيها وقيمها، فهي تحمل في طياتها الكثير من المعاني الجميلة التي تجعل الإنسان يتمتع، وينعم بالحياة، وبكل ما فيها من مباهج متاحة ومباحة. إن الشعور بالسعادة يختلف باختلاف الشيء الذي يميل إليه الإنسان ويرى فيه سعادته

فالبعض يرى في جمع المال السعادة والوجود والحياة والانطلاقة، فإذا فرغ جيبه من مال شعر بأنه لا شيء، صغير بين الناس، وكأنهم ينظرون إليه بدونية، أما إذا امتلأ الجيب بالنقود انتفخ وانتعش ورسم الابتسامة على محياه، يضحك للدنيا ولمن فيها بكل ثقة. فهو يسعى جاهداً لجمعه وإكثاره، يشغل وقته ليل نهار. فكلما أغلق في وجهه باب طرق ألف باب وباب

وهؤلاء صنفان: صنف غير مبال في كيفية اكتسابه للمال أمن حلال أو حرام، والصنف الثاني يتحرى الصواب والحلال في كل خطوة يخطوها

وهناك من شغلهم الشاغل حب المظاهر بصورة لا تعقل، فيشترون أفخم السيارات والمقتنيات والملابس والساعات والأحذية ذات الماركات العالمية. وعندما يسأل بعضهم: «لماذا كل هذا؟» يقولون: «نحب أن نمتع أنفسنا، فالإنسان يعيش الحياة مرة واحدة». ومنهم من يعيش حب الذات بجنون، فلا يرى في هذه الوسيعة إلا نفسه حتى على أهله وأقاربه وأصدقائه

فإن وجد في مكان ما فهو المتحدث الوحيد، فلا يعرف في أمور الحياة سواه، وهو يعلم ما لا تعلمه أنت ولا الحضور. وهناك من يحب الجاه والسلطة حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين تحت مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة». وهناك من تسعده آلام الناس ومعاناتهم وذلهم وافتقارهم، فهؤلاء شر الناس وأبعدهم عن السعادة الحقيقية. وهناك من تكمن سعادته في أن يكون ناجحاً في حياته الأسرية والاجتماعية والتجارية والتعليمية والمهنية وغيرها. فيصنع سعادته من علاقته الطيبة بأهله وأسرته وبمن حوله، فيراعي حقوق الآخرين، ويكن لهم الاحترام والتقدير والحب والود

فيعطي كل ذي حق حقه . ينزل الناس منازلهم . يسعى لتأدية حقوق ربه على أكمل وجه. يرضى بما قسم الله له من الرزق ويطلب المزيد بنفس رضية وهمة عالية. يفرح عندما يصيب الآخرين الخير والنعم، وهذه جميعها من أهم الأسباب الجالبة للسعادة للنفس البشرية السليمة

عزيزي القارئ كم تكون سعادتك عندما تضع جنبك على الفراش وقلبك يحمل للناس الخير، فارغ من ملوثات الدنيا من كرهٍ وبغضٍ وحقدٍ وحسد وشحناء وبغضاء، فتنام قرير العين قد سامحت الملأ جميعهم بلا استثناء، فالفقهاء يقولون: «أدنى منازل الإخاء سلامة الصدر، وأعلاها الإيثار». بهذه الأمور يستطيع الإنسان صناعة السعادة لنفسه ولكل من حوله دون مبالغة أو تعقيد

 

 

المصدر: د.عبداللطيف العزعزي
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 399 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

636,265

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه