أكاديمية المبيعات

بيت الخبرة لرجال المبيعات في الوطن العربي

الثوم.. عشبة العجائب

edit

 

الثوم.. عشبة العجائب

 

بقلم :د. عارف البكري

[email protected]

 

عشب العجائب، والشفاء الكامل وترياق الفقراء والزهرة النتنة وأحد أقدم أدوية العالم و أفضلها. فقد وجدت بقايا ثوم في كهف كان مسكونا قبل عشرة الآف عام ، وعثر على أول وصفة علاجية للثوم تم حفرها بالحروف المسمارية على قرص طيني سومري قبل ثلاثة الآف عام ق.م ، كما وجد في أقدم مرجع طبي "برديات إيبرس" من قبل  ألف وخمسمائة عام ق.م  وكان المصريون القدامى يقسمون قسمهم المقدس على الثوم، ووجد الثوم في مقبرة توت عنخ آمون وكان بالإمكان لدى المصريين شراء عبد بـ 15 رطل من الثوم وكان وجبة ثابتة للعبيد عند بناء الأهرامات.

واستخدمه الإغريق للرياضيين قبل المسابقات وللجنود قبل الحرب وللحماية من الأرواح والسحرة وأوصى به أطباء الإغريق والرومان وقال أبقراط أن الثوم علاج لجميع أنواع العدوى والجروح والسرطان والجذام ومتاعب الهضم وحدده"دايوسكور يدس" لعلاج أمراض القلب ووصفه"بلني" لعلاج أكثر من ستين داء. كما وصفة الرومان ضد كافة السموم وعالج به أطباء الهند الجذام والسرطان وذكره معظم أطباء المسلمين في كتبهم وأوردوا فيه فصولا كاملة واستهلكه فلاحوا أوروبا في العصور الوسطى وأسموه الشفاء الكامل وفي العهد الاليزابيثي أطلق عليه ترياق الفقراء وفي القرن السابع عشر أقر عشاب القرن "كولبيبر" الثوم علاجا لكل الأمراض والإصابات واعتبر العشابون الفرنسيون الثوم مقويا وعلاجا مطلقا واستخدمه أطباء الجيوش الانجليزية والفرنسية والروسية لعلاج الجروح والعدوى أثناء الحروب الكبرى.

ويعتبر الثوم من فصيلة الزنبقيات ونبتته بصلية معمرة يبلغ طوها 30 سم إلى 1 متر ولها أزهار قرنفلية باهته أو بيضاء مخضرة يحتوي على العديد من المكونات الفاعلة وأهمها الألفين والذي يتحول إلى الأليسين بعد الخدش أو المضغ وهو مضاد حيوي قوي ومضاد للأكسدة، ومواد عطرية كبريتية،فيتامينات أ،ب1-2،ج، وعلى العديد من المعادن كالحديد والمغنيزيوم والمنغنيز والبوتاسيوم والسلينيوم والكبريت والكاليسيوم إضافة إلى الزنك والفسفور. كما يحتوي على الفايتونسايدز، اليلدايسالفايد،واحتواءه على زيوت طيارة مختلفة والدهايدات غير مشبعة.

وللثوم فوائد لا تحصى ففي مجال الأمراض المعدية أثبتت الدراسات أن الثوم يقضي على بكتيريا السل وبكتيريا تسمم الغذاء وبكتيريا عدوى المسالك البولية وفيروس الأنفلونزا والالتهاب السحائي والفطر المسبب لالتهاب قدم الرياضيين والعدوى الخميرية للمهبل والبكتريا المسببة لقرحة المعدة وقد أثبتت الدراسات أن فصين من الثوم يوميا قد تعطي حماية من هذه البكتيريا.

وكذلك وجد أن الثوم يحمي من الالتهابات ويخفف من عسر الهضم ويخفف من سماكة المخاط في الرئتيين والمجاري الهوائية ويقاوم عدوى أمراض اللثة والانتانات المعوية والاسهالات والديدان وثبتت فعاليته في مقاومة التيفوئيد والكوليرا والدفتيريا والعدوى الصدرية. وبالتالي نجد أن الثوم يحمي من أكثر الأمراض فلا عجب ،فقد وجد الباحثون أن فص متوسط واحد منه يحتوي على باقة من مضاد البكتيريا تعادل 100.000 وحدة بنسلين.

وفيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية والتي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وأصبحت سببا رئيسيا في الوفيات،فقد وجد أن الثوم يساعد في خفض نسبة الكوليسترول ويساعد في ضبط ضغط الدم ويخفف من تجمع الصفائح الدموية فهو مقاوم للتخثر وبالتالي عامل قوي في كفاءة الدورة الدموية وفي هذا السياق نستعرض بعض الدراسات، فقد نشرت الانست البريطانية تجربة مفادها أن الثوم عمل على تخفيض نسبة الكوليسترول 7% وذكر فريق من الباحثين الأمريكان أن جرعة يومية من فص ثوم او جرام واحد من ثوم مجفف غني بالليسين يمكن خفض الكوليسترول 9% وبالرغم من أن بعض الدراسات بدأت تنتقد هذا إلا أن هذه الدراسات رفضت من هيئة الـ E الألمانية.وأثبتت الدراسات خفض الثوم لضغط الدم ومنع تكوين الجلطات التي تكون سببا في الأزمات القلبية ومعظم السكتات الدماغية. وقد وصف من قبل أحد الباحثين بأن له فعالية الأسبرين.وقد أظهر الباحثون في جامعة هامبولد في برلين أن الثوم لا يمنع فقط أمراض القلب ولكنه قد يعالجها حتى إذا كانت متقدمة إلى حدما.

وعن السرطانات فقد أظهرت الدراسات على مزارع الخلايا والحيوانات والبشر أن الثوم يساعد في الوقاية من مختلف أنواع السرطان وخاصة التي تصيب الجهاز الهضمي وفي دراسة وجد أن تناول بعض الفصوص أسبوعيا قللت نسبة الإصابة بسرطان القولون لدى النساء 35% وبصفة عامة فقد أثبتت الدراسات أن الثوم قام بأكبر فائدة في تقليل حدوث السرطان.

وعموما فقد ثبتت فعالية الثوم في علاج الأمراض الجلدية وخفض سكر الدم وتخليص الجسم من السموم والمعادن السمية كالرصاص وثبت انه مدر للبول ويساعد في التخلص من فائض السوائل ومن هنا وقبل البدء في تناول الثوم وجب التنبيه للنقاط التالية:

1. ينصح الخبراء بتناول 3-10 فصوص من الثوم الطازج يوميا وبشكل متفرق للمساعدة على تقليل ضغط الدم والكوليسترول واحتمال حدوث جلطات دموية.

2.   يجب مضغ الثوم أو خدشه أو قرصه أو طحنه.

3.   بالنسبة للأمهات المرضعات قد يسبب الثوم مغصا لدى الأطفال لخروجه مع الحليب.

4. يجب مناقشة طبيبك الخاص أو أخصائي التغذية في الجرعة المناسبة وخصوصا إذا كنت تتناول أدوية مميعة للدم أو لديك حساسية من الثوم أو مرضا في الكلية.

5.   الجرعة المفرطة قد تسبب في إصابة الجدار المخاطي للمعدة.

6.   التنبه لمسألة الرائحة وعدم إيذاء الآخرين.

وبعد هذا كله أصبح  لزاما علينا أن نضع الثوم في الاعتبار لوقاية من كثير من الأمراض وكمكمل للدواء بعد استشارة الطبيب. ولما لهذا الثوم من عظيم الفائدة قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم" كلوا الثوم وتداووا به،فإن فيه شفاء من سبعين داء".

 

 

لا يوجد

المدرب/ بشير بن علي

basheerye
مدرب أول في مجال المبيعات »

عدد زيارات الموقع

55,034